مؤسسة صفوة الشعراء للشعر والآداب والثقافة magazine of poetry, literary, cultural and social

نكتب ....

نكتب أحيانا ليس لأننا نحب الكتابة بحد ذاتها ......أو أننا  نمتلك موهبة فريدة نجيد فيها رسم الحروف بكل دهاء... أو أننا نتقن من خلالها التلاعب بالمفردات كيفما نشاء  ....نحن  نكتب لأننا غالبا لا نحسن التعبير بأفواهنا لما نريد...  نكتب لأننا نشتهي أن نقول شيئا في وقت ما...ثم سرعان ما تهرب منا الكلمات فنلتزم الصمت ..... 

نكتب هروبا من جرح ما زال ينزف...جرح استهلك منا سنوات من العمر وآلاف المحاولات اليائسة من أجل أن يلتئم ومازلنا نخشى أن نفصح عنه بألسنتنا خشية أن يظل مفتوحا لفترة أطول.... 

لهذا نحن تعودنا أن نخفي شهوتنا للحديث أحياناً بحروف  تلفها صرخة مكبوثة لا يسمع ضجيجها إلا نحن...

تعودنا أن تكون الكتابة هي الملجأ التي توقظ فينا كل تلك الأشياء الدفينة لنشعر أننا أفرغنا كل ما تحمله أرواحنا المرهقة كي تغفو بسلام...

تعودنا أن تكون هذه الحروف هي مرآتنا التي لن تخون يوما ملامحنا ولن تخفي معالمنا حين نقف أمام ألواحها الزجاجية ونحن على يقين أننا نقف أمام أنفسنا ...

نحن نكتب كي نقرأ ذواتنا بكل صدق... نكتب عنها بكل ضمير.. هذه الذوات التي لم تعرف يوما فنون التلون فوق الطرقات ولم تحترف ارتداء الأقنعة في زمن الطهر والوفاء 

صدقني يامن تقرأ الآن حروفي إن قلت لك... لا أحد يجيد فنون التعبير في هذا الزمان  مثل أولئك الذين احترفوا أبجديات الصمت بكل خشوع .... وكتبوا حروفهم  في دفاتر ذاكرتهم  بمداد من  دموع... أولئك الذين احتملوا وحدهم القدر الأكبر من الخيبات... فتاهت في زحمة دروبهم خطى الرجوع.....

 

هلوسات مجذوب زجال احمر

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2023 بواسطة Achkariman

عدد زيارات الموقع

103,488