تساورني شاهقاتها الممتلئة بالندى وقد شقت الجداول جسدها، بميد خفيف يولده ألم يبتلع ما سلبه مني الغياب، تختلط فيه الابتسامة بالألم حتى لا تنطفئ شموع الأمل في حضن قلب جريح ، وتعود أصداء أصوات الكلام الجميل إنها حكايات زاوية فاضت بالحنو ساحرة تغزل أزهارها بألوان الشمس ، أرى بها وجودا آخر من صنع الباري يهتز لروعةالآثار ،تمتزج مع الأرواح راقصة على جنباتها كطير يرتعد على الصقيع، هواها جعل حياتي تتنفس تتناثر فيها ذكرياتي عبر شعابها وجسورها وحقولها ودروبها ... تهيج طيبا يصافح نبتها، والزهر لاح ناصعا تخاله خياما تعلقت في السماء ، ستبقى حية في وجداني هي جنان تتربض على مقاطع البلابل و السيول التي تنساب ذهبية من كل حدب وصوب، أمسك فيها القوة على العطاء والاستمرار ولو استطعت لجعلت عمري زادا لبهائها ، أغوص في أسرارها الكثيفة، و هواجسي ترتعش عند الإمساك بكل أوتار نغمات عودي تحت شجرة الجوز الوارفة، قد أخفق او أنجح في انتقاء الألحان التي تناسبها لكن حفيفها يظل طربا مشتعلا بالحب يخمد كل البراكين المتفجرة بالسوء، لأن طبيعتها تعشق بجنون الايقاعات الهادئة والمساحات الوارفة للرقص والألفة .
عدد زيارات الموقع
103,043