( حقا ًللخُذْلان مرارة )
مرارةُ الخذلان ..
تنهشُ كلَّ ما في
فالكلُّ يخذلُني
صبري .. أدمعي
تجلُّدي .. وجعي
الشَّوقُ .. ذاك الخاذلُ الأكبرُ
يعتاشُ على دمي
ينهشُ دواخلي
يحطِّمُ أسوارَ اتِّزاني
يغتالُ عنوةً
كلُّ ما أعددتُ من لامبالاة
وكلُّ ما أولمتُ من نومٍ
فيقفُ .. متلذِّذاً
بأرقي .. بقلقي
ومن ثم الانهيار
يوقظُ بضجيجهِ المدوّي
كل ما نامَ في ذاكرتي
يمزِّقُ أشرعتي
يمنعُ رحيلي
يحكمُ أغلالي
و يرميني بزنزانةِ الانتظار
رغماً عنّي
والحنينُ .. ذلك الطفلُ المدلَّلُ
لا يستهويه العبثُ إلاَّ ليلا
يكيلُ لي الضرباتِ
يُغرقُني بفيضٍ دمعٍ ودمٍ .. سيلاً
يأخذني لمحطاتٍ
أودُّ الهروبَ منها
يُعيدُني قسراً
ما أقساهُ من قدرٍ ..
كلما ظننتُ أني رأيتُ الشَّمسَ
أو بلغتُ السَّعادةَ والإنسَ
يعيدُني لجبِّ الحزنِ
وشبحُ الوحدةِ
طالما خذلَني كلما توسمتُ فيه
ومنه الخلاصَ
تيقَّنتُ .. أنها رحلةٌ .
ولا مناص
من السَّيرِ فيها حتى نهايتها
ولا يبقى من أمل ٍ أو رجاء
سوى الخلاص
وإن كان موتاً ..
حتى الموت
صار حلماً عزيزَ المنال
وكأنَّنا وُلدنا
للعقابِ بلا ذنبٍ
وبلا رحمةٍ يكون القصاصُ
بقلمي
نجلاء محمد علي الشمري
من العراق🇮🇶
٢٥ / ٢ / ٢٠٢٣