( بلاد الياسمين ) من البحر الوافر
فيا أسفي وحزني والمصابا
على أهلٍ غدوا فينا ترابا
وأبنية على الأركان هدت
بأوّل ضربة صارت خرابا
فأي مصيبة حلت بشامي
وحطمتِ المساكن والهضابا
فيا حزنا يقطعني عذابا
ويأبى من مخيلتي ذهابا
غرست الخير في قلبي ورودا
وجاء الدهر يسقيه العذابا
فسال على الفؤاد دما وقيحا
وصار القلب يلتهب التهابا
لفرْق أحبّة كانوا كراما
غدوا في وكر موطنهم ترابا
عليهم طاف زلزال شديد
وأحدث في منازلهم خرابا
أباد الارض والانسان جمعا
وفيهم صاح ضربا واضطرابا
فليت الحزن يتركني ترابا
وينثر موطني فوقي حجابا
بلاد الياسمين فداك عمري
يكفّيك المصائب والعذابا
أراكم بين أنقاض المنايا
وأنتم تحت رجفتها كبابا
فيأخذكم خيالي من عليها
فلم تر عين مرآتي فيكم مصابا
فيزهو الحزن في صدري حياة
وأنسى أنكم كنتم ترابا
ولكنْ لحظة ويعود يسعى
إلى عقلي ويرجعه سرابا
إلى مولاي قد فوّضْتُ أمري
وأدعوهُ يعظمنا المصابا
بقلم /عبد الغني يحيى اليحياوي
اليمن