مؤسسة صفوة الشعراء للشعر والآداب والثقافة magazine of poetry, literary, cultural and social

زَمنُ التّهاوي 

............

ثَلْجٌ
مِدادُكَ يَراعِي
والكلام ضنِينٌ
يأْبَى أيّ انصياعِ


في زحمة الفوضويّات
يَتوه نَظْمي ،
و بلا معنى
يَغِيم في الأسماعِ ...

نشيجي ..
هَمْسي و أنيني ،
ليس له داعِ

شَكْوايَ الآن
في كَفَن العدم
فسيّان سكوتي ..
سيّان إصداعي ..

أنا لست بخير ..
ما عادت قصائدي سامقة ،
ولا ينابيعي دافقة
لِغُرْبة الأوجاعِ

هنا جليد الصّدِّ
يزحف على عمري
و يكتسح أضلاعي..

رياضُ القلب ..
يُغشّيها الدّمع ،
و الحُبّ
رمادُ الجمر تحت ذراعي ..

شَجَنِي سَرْمديٌّ ..
مليءٌ بالذّهول
و الضّباب ،
و لا أحد به واعِ

كالجَنْدل أرسو بين أحيائي
وفي غَوْري
تغتالني أصداء ألْفِ ناعِ

يتهاوى الطّينُ فيّ
و الرّوح تأبى اعتلائي

شَهِدَ ربيعي كلَّ مواسم المِنَنْ ..
لكن الزّمنْ ،
و بالذات في هذا الوطنْ
تكتنفه الآن الفِتنْ
تسكنه المِحنْ
تغمره الإِحَنْ .
سُدًى
و عبثٌ هذا
صِراعي

ألِكَيْ يبقى طِينُ الوطن ،
يَرُوم من أمانيه اِنتزاعي ؟ !

لِمَ لا نحيا سويّا ؟
الطّين والمدى ،
الصّوت و الصّدى ،
الرّعيّة و ظِلالُ الرّاعي .

هذا الوطن
صار انتماءً بلا رَويّة ..
و لِواءً مجهولَ الهويّة ..
فحتّى متى عنيدةٌ
فيه أحلامي ؟
و إلى متى غريبة لديه أشياعي ؟

يا أدِيمًا
كم فيك يُكابد ابنُ الثَّرَى !
و كم يُعاني !
يا شاحب الآمال
النّفسُ فيك مسيّجة بالضّياعِ

ليس في دربكَ
إلاّ نُضُوب الأماني
و موت
الأغاني
و ليلُك الحَالك
تخبو فيه جُلٌّ المساعي ..

كم أسِنْتَ يا وطنْ
فاقترفتَ غَدْر السِّباعِ
حليفا صرتَ لِقُبْح الزّمنْ
حتّى أصبحتَ همّي و صُداعي

ألم تَكْفِكَ مُؤَنُ الصّبر منّي
حتّى اِكتَمَلتْ منك المؤامرة على شراعي؟

أما كانت تكفيني منك
مغاليق الصّدِّ في أبوابي ؟

كيف أُصدّقُ
أنّك أنت من تواطأ على حرفي و لساني ..
و لم تُقدّرْ صِدقي ،
و لم تراعِ ؟

حتّى النّاسكُ فيّ
تَنكَّر لطقوسه في معابد الرّحمانِ
و باحةِ الوجدانِ .
مُرعب و مخيف أنت يا وطني ،
و عنيد ..
تصادِر الخشوع في حرم
التّوحيد
وتُنكِّس الأرواحَ بالويل و التّداعي

فلا حَيَّ عَلَى ..
و لا حَيًّ عَلَى ..
و أطيارُ النَّورس تفرّ من بِقاعٍ لبقاعِ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2023 بواسطة Achkariman

عدد زيارات الموقع

103,173