تقاسُم
........ز
تقاسمتُ حلوَ الكلامِ
ومن قبلِ أنْ تُزرَعَ العثرات
ويهربَ منها الخليّون
في هجرةٍ مالها رجعةٌ
قد تقاسمتُ منذ عقودٍ
وجيلي
عناءً
وقهراً
ويأساً
وبؤساً
حروباً تليها حروبا
تَساقَطُ فيها المعاني
تباعاً
وكانت على قمة لا تطال
تقاسمتُ نظرةَ حزنٍ توشَّحها ندمٌ
في قرارٍ
تقاسمتُ ملحاً وزاداً
لأغلى الأحبةِ
لكنَّ سهمَ المنايا تَرصَّدَهم
في ظلامِ النهار
من القاسطين
ولم أتقاسم أرضي
تقاسمت لقمة عيشي مع القانطين
ولم أتقاسم حزني الا معي
تقاسمتُ ماءً طهوراً
لنبعٍ تفرَّد لي ولها
حينما انتحرتْ بعد صفوٍ روافدُنا
بحبالِ الخديعةِ
كان هوانا نقياً ترَفَّعَ
عما يشينُ محبتنَا
أوتَزِلُّ بنا قدمٌ غربَ أرضِ الفراتين
أو شرقِها
مثل كُمَّيْنِ في غُصُنٍ واحدٍ
وتفانى على نَفسٍ عَبِقٍ واحدٍ
وانحنى في سواقي أريدو تناسخ نبتهما
في ضفاف بحيرة ساوة
وقاسمني الدارسون عليَّ
معاناة آبائهم
من ضراوةِ ما واجهوا مِحَناً لا تُرَدُّ
فكلٌّ له مِحنةٌ
لا تشابِهُها أختُها
...........
د. محفوظ فرج
14 / 12 / 2022م
نشرت فى 14 ديسمبر 2022
بواسطة Achkariman
عدد زيارات الموقع
103,225