مَراسٍ بلا حِبال
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــ
قَطَعتُ حِبالَ مرساتي
وَثُرْتُ على مَلَذّاتي
لأُعلِنَ أنَّني ثَمِلٌ بِقَافِيَتِي وقِرطاسي
وأحلامي وهَمَساتي
وأَنَّي كُنتُ مُنشَغِلاً بِسَبرِ القادِمِ الآتي
وَحَرقِ لُفَافَةَ الذِكرى
على أَنغامِ أَنَّاتي
وكُنتُ أَضمُّ أوراقي بِقَلبٍ صابر عاتي
يزيدُ تَوَقُّدَ البُشرَى
ويَستَزكي قَناعاتي
لأَبني مِنْ تَتَابُعِهَا طُيُوفاً تَعبُرُ النَجوى
لِمَأساةٍ ومَلهَاةِ
فَحَاضِرُنا يُؤَرِّقُنا
وقد أَضحى يمرُّ بِنَا
على أقسى المَحَطَّات
لِيُشعِرَنا بِأَنَّ الوَهمَ صاغَ غُلالَةً حَجَبَتْ
طَرِيقَ النُورِ في زَمَنٍ يُكَابِدُ ألفَ مِرآةِ
فَيُعمِي مَنْ يُريدُ الخَوضَ في حَلِّ المُلِمَّاتِ
وقد أَلفَيتُ جيلاً باتَ في عَجزٍ بلا هدفٍ
يُكَابِدُ في المعاناةِ
وَيَسألُ: أين بوصِلَةَ الحياةِ...
وَهَل تَمضي قوافِلُنا بِلا نُورٍ ومِشكاةِ
وَقَد صارَتْ جَحَافِلُنا مُشَتَّتَةً تَثورُ بِها رِمال مَصيرِنَا المَنفِيِّ
في أَرضِ الحَمَاقَاتِ
أَمامَ جُمُوعِ مَنْ قَفَزوا إلى حَقلِ الصِناعاتِ
وَنَحنُ على تراخِينا
وَفي أَغنى مقاهينا بآهاتٍ وَحَسَرَاتِ
نُلاحِقُ ما تَصَاعَدَ مِنْ نَرَاجيلٍ وَمِنْ قَاتِ
يُخَدِّرُنا, فلا نَقوَى على تَرجِيعِ أَصواتِ
وَصرنا في مَكَامِنِنَا نُعاني سَطوَ جَلدِ الذاتِ
واستِجداءِ ما يَرمونَ في نفيٍ وإِثباتِ
لِنُعلِنَ أَنَّنا نَلهو
وَأَنَّ الرقصَ يُؤنِسُنا
وَيَحفزُ قَفزَةَ الذاتِ
فأَقصَينا مَعَارِفَنَا
لِيَأسُرَنا رَغيفُ الخُبزِ في خَطبِ المُعَاناةِ
* * *
قَطَعتُ حِبَالَ قافِيَتي
لأَمتَشِقَ الصَدَى, فَدَمِي جَريءٌ في مُقاضَاتِي
يُعَربِدُ في شَرَاييني
يُحَذِّرُني مِنَ الآتي
لِأَنَّا قَد فَشِلنا في بِناءِ الجِيلِ في زَمَنٍ
أَضَعنَاهُ بِمَا كلنا لَهُ في عَجزِ مَنْ حَشَدوا
تَبَاشِيرَ الشِعَارَاتِ
جَعَلناهُ بِلا هَدَفٍ
عَلَى أَرضِ الزَعَامَاتِ
...........
05 حزيران، 2005
نشرت فى 7 ديسمبر 2022
بواسطة Achkariman
عدد زيارات الموقع
103,570