عَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ
بَقَلَمٍ
مُحَمَّدُ فَوْزِي عَبْدِ الْحَلِيمِ
جَلَسْتُ عَلَى ضِفَافِ النَّهْرِ اتَأَمَّلْ وَقْتَ الْغُرُوبِ
قُرْصُ الشَّمْسِ الْمَارِقُ خَلْفَ الْأَشْجَارِ وَالدُّرُوبِ
مُخْلَّفًا فِي ظَلَامِ اللَّيْلِ ذِكْرَى عَنْ حَبِيبٍ لَعُوبٍ
عَصَفْتُ بِأَفْكَارِي كَالرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ مِنَ الْجَنُوبِ
فَزَمْجَرَةُ مَشَاعِرِي كَزَئِيرِ لَيْثٍ بِالْعَرِينِ غَضُوبِ
وَتَذَكَّرَتْ عَذَابَاتُ السِّنِينَ وَأَقْدَارُ مَالِهَا هُرُوبُ
تَذَكَّرْتُ أَشُوقِي إِلَيْكَ وَصَبْرِي الَّذِي فَاقَ ايُّوبَ
تَذَكَّرْتُ قَلْبِي الَّذِي قُتِلَ فَوْقَ نَهْدِيكَ مَصْلُوبٌ
وَتَسَأَّلْتَ مَاذَا جُنَيْتَ كَيْ اعْاقِبَ بِتِلْكَ الذُّنُوبِ
هَلِ انْتَزَعْتَ هَوَاكَ غَصْبًا امْ كُنْتُ انَا الْمَغْصُوبَ
انَا لِمَ اطْلُبْ هَوَاكَ سِرًّا عَنْ خَلْقِ اللَّهِ مَحْجُوبٍ
بَلْ طَلَبَتِ الْهَوَى جَهْرًا وَالْجَهْرُ بِالْغَرَامِ مَرْغُوبٌ
فَهَلْ زَهِدَتِي فِي الطَّالِبِ امْ بُخْلَّتِي بِالْمَطْلُوبِ
عَلَى مَنْ خَاضَ بِدَرْبِكَ مَغْمَضَ الْعَيْنِ مَعْصُوبٌ
الْمِ اكْنِ الْوَرَعَ التَّقِيَّ وَبَذِلَتْ لِلَهْوَا جَهْدَ دَؤُوبٍ
وَكَانَ قَلْبِي فِي الْهَوَى قَائِدًا لَا تَهْزِمُهُ الْحُرُوبُ
قَلْبٌ قَدْ كَانَ يُعَادِلُ فِي غَرَامِكَ مَلَايِنَ الْقُلُوبِ
وَبِئْرُ الْغَرَامِ لَدَيَّ مَا لَهُ قَرَارٌ وَلَا يُعْرَفُ نُضُوبُ
فَبِاللَّهِ كَيْفَ اصْبِحَ امَامَ عَيْنَيْكَ مُحَارِبًا مَغْلُوبَ
وَلِمَاذَا اخْلُصْ لِلْهَوَى وَابْتَلَى بِكُلِّ اِفَاقٍ كَذُوبٍ
لَا يُعْرَفُ لِلْغَرَامِ قَدَاسَةً وَلَا طُهْرًا مِنْ الْعُيُوبِ
كَافِرًا بِشَرْعِ الْهَوَى مُلْحِدًا بِالْأَقْدَارِ وَالْمَكْتُوبِ
لَا يَرْجُو لِلْحَبِّ وَقَارٍ وَلَمْ يَحْنُو عَلَى مَكْرُوبٍ
لَمْ يَرْحَمْ عَزِيزٌ قَوْمٍ ذُلَّ قَلْبَهُ بِالْهَوَى مجذوب
محمد فوزي عبد الحليم
نشرت فى 22 أكتوبر 2022
بواسطة Achkariman
عدد زيارات الموقع
103,276