***على ضفاف الحنين***
أيام مرت و أعوام.
سهرت فيها الليالي.
و لم أنس بساتين الغرام.
أتأمل الفضاء الفسيح.
ثم أغوص في دواخلي.
لعلي أراك بين ثنايا الفؤاد .
كفراشة سعيدة بين الأزهار.
لأنك كنت الفجر الطاهر.
والأمل الصادق.
و المحتل القاسي.
ثم أصبحتَ خريفا باردا.
ابتلى الدنيا بالعصيان.
و سلبها خضرتها وزرقتها .
وساح في الأرض.
ولم يعط للعشرة حقها.
فَهربْتُ من رياحك المزمجرة.
و من رعود هواك المذلة.
لكن الشوق يعيدني إليك.
فأنتظرك على ضفاف الحنين.
فالعشق له قداسة.
يرن صداه في الأعماق .
رغم مرارة الإحساس.
رغم الضياع والتيه.
تبقى أنسام الشوق.
تطرق من حين لآخر.
أطراف الجسد المشروخ.
فالذكرى لها سلطان.
تربطنا بعيون ألفناها.
و بكلمات رسمت لنا.
مسارات فقطعناها.
و تذكرنا بأيام عشناها.
معا بين النخل.
و العشب الأخضر.
نتسابق و نجري.
سعداء بأحلامنا.
لكن رياحك عصفت.
بكل ما هو جميل.
و جعلت الروح .
التي كانت لك موطنا.
كقرية خالية مهجورة.
تحتاج إلى أمطار الرحمة.
لتستأصل بؤسها.
وتنعش الحياة فيها.
عبداللطيف قراوي من المغرب