بقايا امرأة محطمة
بقلم جليلة فريدي
......................................
حزينة في دجى الليل تناجي ربها
جفت الابتسامة من ثغرها
فتشقق جدران قلبها
التهمها المنفى في موطنها
غريبة بين أهلها وأصحابها
تدس دموعها تحت أجنحة الليل
وسادتها المبللة بماء عينها تئن من وجعها
بوصلة الفرح تاهت وجهتها
رشقتها أعاصير الحياة بسهام الغدر
تركتها تنزف من جرح غائر
تصرخ من الألم صرخة تقطع أوصال حنجرة الحياة .
ينصهر بركان الغضب لينحت خريطة وجع السنين .
مجامر الصمت أحرقت مناديل الصبر ..
ينبثق النحيب من شهقة الآهات
تستأنس بالناي الحزين
ودموع العين ..
قلبها أصبح رفاتا ينبض بالأنين
والروح غارقة في غياهب الألم اللعين .
جيوش الهم عقدت القران مع فشلها وأنجبوا هزائم وخيبات....
تلتحف بثوب الوحدة المرصع بأحجار صقيع المشاعر ..
تائهة وسط زحام الأوهام
نسيت أن جيوب الزمن مثقوبة تساقط منه كل ما سترته عن الأنظار
ترتق أزرار الحياة بخيط الصبر
تجمع رماد أحلامها من حطام الذكريات.
.تجوب في شوارع الذكريات .. ويأخذها التيه إلى حرب باردة بداخلها ..
تتخبط بين ندوب الماضي والحاضر القاسي والمستقبل المجهول
دموع قسوة الزمان بللت وسائد الشوق .
ومزقت أحاسيس الوجد ..
رافقتها وحشة الوحدة وغربة الأيام
وظلم واستبداد الأنام ..
ينهال فأس اليأس على جمجمة آمالها فيحطم ما تبقى من أطلال أحلامها..
تمنت لو كانت مجرمة حتى تقتل سارقي نور روحها
وتكسر جدران ذاكرة لم تغلق مساماتها عن سنين القحط والجذب من فصول تشابهت من واقع مرير..
فطعم الحياة لم تتذوق منه إلا علقما وألما .
الضعف فيها أصيل وضاق صدرها من توالي النكبات ..
روحها سجينة في كهوف الأحزان..
تقاوم بجناح مكسور .
تناضل من أجل البقاء بقلب سقيم
وحلم مبثور
علها تقتبس نور أمل من بين شقوق سجن روحها
بل ستعد وليمة الصبر قربانا وتنفض الغبار عما تبقى من حطامها..
وستفترش عشب الشفاء ليضمد وجع الأيام
تمهل يا من تقرأ كلماتي
رفقا بالقوارير
فكم من أنثى كسرت ولم يطفئء غضبها صراخ ولا بكاء ولابوح ولاصمت فحطمتها فؤوس الخيبات والخذلان.
فأصبحت أطلالا بل جسدا دون روح
بقلم جليلة فريدي
من المغرب