مؤسسة صفوة الشعراء للشعر والآداب والثقافة magazine of poetry, literary, cultural and social

بينَ فيهٍ وفيه ..حقيقةٌ مغيبة (الجزء الأول )

=================

ستُجبرُهُم علىٰ التصديق

 

إنَّ السَّجانَ راودهُ كابوسٌ مُزعجٌ

فأطْلَقَ الرصاصَ علىٰ النزلاءِ

مخافةَ أنْ تَصدُقَ النبوءةُ

فتَظلُ الأصفادُ بلا عملٍ

 

ستجبرُهُم علىٰ التصديق

 

إنَّ أُغنياتِ الصَّباحِ

باتتْ جريمةً

بعدَ أنْ تناولَها بضعةُ ملالي

كمادةٍ

خادشةٍ للحياءِ

 

ستجبرُهُم علىٰ التصديق

 

إنَّ الخطيئة ولادةٌ متخفيةٌ

لاجتماعِ نَشوتينِ

في مكانٍ سري

مكشوفِ العورةِ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ الدعاةَ الجددَ

هم حفاةُ الأمسِ

جاؤوا بأردافِ الراقصاتِ

طريقاً آخرَ للتعبُّدِ

لايفقههُ الّا

لُقطاءُ العهدِ المشوَّهِ

 

ستجبرُهُم علىٰ التصديق

 

إنَّ الوعّاظَ بلا جوهرٍ

يَدَّعونَ التقوىٰ

لمنحِ الشيطانِ

منظراً أجملَ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ الذين دعوا دعاءَ الإستسقاءِ

نَسوا التَعامُلَ معَ الطينِ

توحلتْ إقدامُهم فادْركوا

أنَّ الوقتَ المسلوبَ

لايُمكنُ استعادتَهُ بالتَّمني

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ الطيورَ المهاجرةَ اضلَّتْ طريقَها

بعد أنْ

حوَّلوا البحيراتِ

إلى منتجعاتٍ للرذيلةِ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ ملآى السنابلِ كانتْ أحجيةً

للبدءِ بمغامرةِ البطونِ الفارغةِ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ كيسَ أبي

لجمعِ النقودِ الفضيةِ

لم يكنْ مخروماً

إمتدتْ لهُ يدٌ نازفةٌ

فإدمَتهُ إفلاساً

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ الرَّصيفَ الذي إفترشهُ

أنا والألفُ نائمٍ غيري

غزتهُ عناكبُ الميليشياتِ

تَحولَ خيوطاً وجهُ المدينةِ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ الدخانَ المتصاعدَ

من شرفةِ جَبهتي

لم يكنْ حريقاً

كانَ بقايا أفكارٍ

أعياها الإنتظارُ

فتبخرتْ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنِّي لستُ بقمةٍ منعزلةٍ

في جبلٍ منسي

أنا أولُ ذرةِ ترابٍ

تَكونَ منها

ذلكَ الجبلُ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

بكينونتي من أكون 

وأني لستُ مجردَ وهمٍ

انجبتهُ بعضُ ظنونٍ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أني ..

أبْحثُ عنِّي ..

لا أجِدْني ..؟

ليست سوى صحفٍ داميةٍ ..

تملؤها مباضِعُكَ ..

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ حرفي سلاحٌ مُلَغَّمٌ

أُفجِّرُهُ

حيثُ نَواياهم التي

تَناوبتْ علىٰ سلبِ أُمنياتي

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنِّي سوفَ لا أحلمُ

بعدَ أنْ تأكدتُ

أنَّ جميعَ الأحلامِ مُفخخةٌ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّني

ساعةٌ أثريةٌ

أقفُ شاخصاً

أُعِدُّالوقتُ

في عصرٍ رَقمي

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ

مابينَ صباحي وصباحِكَ..

إشراقةُ شمسٍ واحدةٍ..

ألفرقُ ..؟

أنها في موطني تُطلُ عارية ..

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّي ابتسامةٌ

تشتاقُ ثغراً يَحتويها

أو قبلةً ..

بقيتْ مطبوعةً

على شفةِ مغادر

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ الحمامَ الزّاجلَ المعشعشَ

على نافذتِك

كانَ مجردَ دُمى

تُوهمُ بها المارة

إنكَ من ذوي الكراماتِ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ القاعَ بعمقهِ الزاخرِ

لمْ يحتوِكَ

بعدما نبذتْكَ اليابسةُ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ رهانَكَ على مواصلةِ الصَّبرِ

أكذوبةٌ حمقاءُ

تلعبُها ..

معَ أقزامِ السِّياسةِ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ الضوءَ في اخرِ النفقِ

كانَ اكذوبةً

تفاعَلتَ معها

وبعضُ المُنقبين

الذين يحلُمونَ بالحريةِ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ خيطَ النُعاسِ المتجولِ

بينَ جفنِكَ ومُقلتِكَ

ماهو إلّا إعلاناً

عن بدءِ احتفالِ شَخيرٍ مزعجٍ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّ تَفحصكَ للوجوهِ

بكلِّ هذهِ الملامحِ القلقةِ

لم يكنْ الّا

بحثاً عن ظلكَ

واهمٌ تعتقدُ

أنهُ يُقاسمكَ الطريقَ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

إنَّ كلَّ الوجوهِ التي تمرُّ بها

تعرفُها ..

الا وجهاً واحداً ..

استحالتْ معرفتُهُ !؟

..

..

كانَ وجهُكَ

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنهُ عندَ المغيبِ

أعمدةُ الدخانِ تلاحقُ قرصَ الشمسِ

أتخمَهُم الشواءُ

فاتخموكَ نيافةً

 

ستجبرُهُم على التصديق

 

أنَّكَ رجلٌ منْ كبريت

تنتظرُ احتكاكاً

لِتُشعلَ حريقاً ..

=============

مهدي سهم الربيعي /العراق/

يتبع (الجزء الثاني)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2022 بواسطة Achkariman

عدد زيارات الموقع

103,738