مؤسسة أبرار مصر لتنمية المجتمع

ومن أهم أنشطتها رعاية المعاقين ذهنيا وتحفيظهم القرآن الكريم واقامة مشروعات تنموية للأرامل والمطلقات

الطفل المصاب بإعاقات حادة متعددة

يعاني بعض الأطفال جملةً من الإعاقات الحادة ، ونقول عن هؤلاء أنهم "متعددو الإعاقة ". مثلاً: قد يعاني الطفل تخلفاً عقلياً حاداً ولا يتحكم أبداً بجسده أو انه يتحكم به قليلا . وقد يكون كذلك ضريراً أو أصماً ولديه صرع أو صعوبات في البلع . أو قد يكون لديه خليط من هذه الإعاقات ، وربما تتطور عنده مشكلات سلوكية أيضاً.
ليست العناية بالأطفال المصابين بإعاقات حادة متعددة من الأمور السهلة قط ، فهم يحتاجون الى الكثير جداً من الوقت والصبر والمحبة . وفي معظم المجتمعات يكون الوالدان وأفراد العائلة الأقرب هم الذين يقدمون العناية الأساسية . ولكن الأهل يحتاجون الى كثير من دعم المجتمع حولهم لكى يعتنوا بالطفل كما يجب.

واذا لم يحصل الأهل على المساعدة فإنهم قد يجدون أن المتطلبات الدائمة للعناية بطفلهم أكبر من طاقتهم . وحتى الأهل المغرقون في محبتهم للطفل قد يصابون بالاحباط والغضب بعد أشهر وسنوات من العناية الدائمة بطفل متعدد الإعاقات . ويصح هذا الأمر بشكل خاص عندما يظهر الطفل قليلا من التقدم والاستجابة ومكبر ليصبح بالغاً جسدياً وتبقى احتياجاته احتياجات طفل صغير.
وليس نادراً أن يقوم الأهل الذين غمروا طفلهم المتخلف والمعوق إعاقات حادة بالحب والاهتمام على مدى سنوات بضربه فجأة أو بإهماله أو إساءة معاملته.
وقبل أن نضع اللوم على الأهل في ذلك علينا أن نضع أنفسنا في مكانهم ، حيث تكون الأم قد منحت طفلها كامل حبها واهتمامها لسنوات ، وانتظرت أن ترى تغييراً، وابتسامة ، ومبادلة لدف ء العاطفة والحب . ولكن الطفل يبقى كالوليد، بل ويصبح أقسى وأكثر ازعاجاً وأصعب على الحمل إذ يكبر. فأي كائن بشري يمكنه أن يعطي كل ذلك من دون أن يتلقى شيئاً بالمقابل ، ولو إشارة بالعرفان أو التقدير؟ ومع مرور الزمن تشعر الأم بظلم هذا الوضع : غياب التقدير واستمرار المتطلبات وقلة المساعدة ، والالم . وتصل الأم الى حدود طاقتها وتقوم بايذاء الطفل بالمقابل . لذلك فإن علينا - بدلاً من إلقاء اللوم عليها - أن نحاول فهمها . وقبل كل شيء، علينا أن نبحث عن طرق لمساعدة العائلة والطفل في أن معاً، وذلك - إن أمكن - قبل أن تصل الأم ، أو أفراد العائلة الآخرون ، الى نهاية حدود الطاقة .

دعم المجتمع
هنالك طرق كثيرة يمكن للمجتمع أن يقدم من خلالها المساعدة لعائلة الطفل المعوق بشكل حاد . وهناك في بعض البلدان (وفي البلدان الغنية عادة ) مراكز رعاية خاصة ، أو "مؤسسات " يمكنها أن تعتني بالأطفال الاكثر تخلفاً والمتعددي الإعاقة . وبالرغم من أن الأفضل ، في حالات كثيرة ، أن يبقى الطفل المعوق في بيته مع عائلته ، فإن هناك حالات تحتاج فيها حال الطفل الى رعاية في احدى المؤسسات . وقد يكون هذا ناجماً عن صعوبات في وضع البيت ، أو عن كون الطفل المتعدد الإعاقة يحتاج الى وقت ومهارة أكثر مما يمكن للعائلة توفيره .

لكن العناية في المؤسسات مكلفة جداً وعادة ما لا تكون ممكنة إلا اذا تحملت الحكومة نفقاتها . وقليلة هي حكومات البلدان النامية التي تريد أو تستطيع القيام بهذه المهمة . وهذا يعني أن معظم الدعم المقدم لهذه العائلات فى البلدان الفقيرة - وخصوصاً فى المناطق الريفية - يجب أن يأتي من المجتمعات المحلية نفسها .
وني المناطق التي يوجد فيها برنامج إعادة تأهيل مجتمعي يمكن للبرنامج أن يلعب دوراً مهماً . ولن يكون من المرغوب فيه عادة ، ولا من الممكن ، أن يقدم البرنامج العناية الكاملة أو المستمرة والدائمة للأطفال المصابين بإعاقات حادة . ومع ذلك ، فإنه يمكن للبرنامج أن يساعد بطرق عدة :
يمكن للعاملين في إعادة التأهيل أن يزوروا بشكل منتظم بيت الطفل المصاب بإعاقات حادة وأن يقدموا اقتراحاتهم ومساعدتهم وصداقتهم .
يمكن لهؤلاء أنفسهم أن يساعدوا في صنع أو تأمين مقاعد أو تجهيزات خاصة تساعد العائلة على تدبير شؤون طفلها بشكل أسهل .
يمكنهم أن يعلّموا العائلة طرقاً تساعد على حفز وتنشيط تطور الطفل ، كما يمكنهم أن يخططوا مع العائلة منهجاً يقوم على التوجه خطوة بعد أخرى نحو تحقيق أهداف واقعية .
وربما كان باستطاعتهم أن يبدؤوا برنامجاً مثل "مركز للعناية النهارية " (حضانة ) حيث يتناوب عاملو إعادة التأهيل والأهل الذين لديهم أطفال معوقون والأهل المهتمون الآخرون في المجتمع أو الشباب العاطلون عن العمل ، على رعاية الأطفال المعوقين جانباً من النهار. ويمكن القيام بهذا العمل على أساس تطوعي، أو يمكن أن يجمع النقود الأهالي أنفسهم لمكافأة القائمين على العناية ، سواء من خلال الهبات أو إصدار اليانصيب أو بيع الفطائر والحلويات أو إقامة الحفلات الموسيقية أو أي نشاطات أخرى لجمع المال .
ومن المهم جداً أن تجد الأم و العائلة فترات للاستراحة من الاعتناء بطفلها المعوق بشكل حاد. وكثيراً ما يمكن لفترات الراحة هذه أن تقرر ما إذا كانت العائلة تستطيع أو لا تستطيع مواجهة الصعوبات والاستمرار في معالجة الطفل بطريقة تتميز بالحب والقدرة على التحمل .

وقد يكون من الأفضل ، في بعض الحالات ، توفير "العناية النهارية " في بيت الطفل نفسه . وهنا أيضاً يمكن للأهالي أن يقدموا إما المتطوعين ،إما نفقات الشخص الذي يقوم العناية.
ومهما كانت الحال ، فإن من المبالغ فيه أن نتوقع أن تتمكن عائلة الطفل المصاب بإعاقات حادة متعددة من الاعتناء بالطفل كما يجب إلا اذا قدم المحتمع مساعدة سخية وداعمة. .

رعاية الطفل المصاب بإعاقات حادة

عند تقرير كيفية رعاية طفل لديه جملة من الإعاقات الحادة والعمل معه ، من المهم اجراء أفضل تقييم ممكن لاعاقاته وامكانياته. وقد لا يكون هذا بالأمر السهل ، خصوصاً إذا كان الطفل صغيراً جداً، حيث عليك أن تكون مستعداً لاكتشاف علامات جديدة وتغيير تقييمك . وهو ما قد يغير، بدوره ، خطتك للعمل مع الطفل ومساعدته بشكل أفضل على تطوير المهارات والاستجابات الممكنة لديه .
حاول أن تكون واقعياً في تقييمك وتخطيطك للأنشطة اللازمة للطفل . لا تتوقع الكثير لأن هذا قد يقود الى الإحباط وخيبة الأمل . ولكن ، لا تتوقع القليل جداً في الوقت نفسه.
وعلى سبيل المثال ، فإن الطفل المصاب بإعاقة جسدية ، والأصم أيضاً ، و/ أو الكفيف في الوقت نفسه ، قد يبدو متخلفا عقلياً ، وذلك ، ببساطة ، لأن قدرته على اختبار الأشياء التي حوله والتجاوب معها محدودة جداً . والواقع أنه قد تكون لدى الطفل قدرة (أو إمكانية ) عقلية أكثر مما يبدو عليه . وسيكون من الخطأ عدم البحث عن طرق للوصول الى عقله وتطويره وتقديره . لكن هذا قد يتطلب صبراً كبيراً وابداعاً من قبل القائمين على رعاية الطفل.

بعض أهداف رعاية الطفل المتعدد الإعاقات الحادة

1 - مساعدته على أن يكون مرتاحاً جسدياً ونظيفاً وآأمناً وجيد التغذية .
2 - مساعدته على وضعياته وعلى إجراء التمارين لمنع حصول المزيد من التشوهات ، ولجعل العناية به أسهل .
3 - مساعدته على تعلم أية مهارات أساسية يستطيع القيام بها في مجال تطوير التحكم بالرأس واليدين ومجال ايجاد صيغة ما للاتصال والتخاطب .
4 - جعل العناية بالطفل أكثر سهولة ومصدر متعة أكبر بالنسبة للمسؤولين عنه .

ان الكثير من المعلومات والاقتراحات الواردة في الفصلين 34 و 35 حول الحفز المبكر والتطور قد تكون مفيدة للطفل المتعدد الإعاقات. إبحث عن مجالات التطوير التي يبدو الطفل أكثر استعداداً لها أو لديه امكانيات أكثر فيها، دم ضع خطة للتنشيط والحفز والمكافآت التي يمكنها أن تقود الطفل خطوة صغيرة الى الأمام في كل مرة .
وبعض الاقتراحات الواردة في الفصل 40 "طرق لتحسين التعلم والسلوك " قد تساعد في هذا المجال ولكن ، سيكون عليك تطبيق هذه الاقتراحات بصبر وتكرار دائمين .
وللمساعدة كذلك في تلبية احتياجات الطفل المتعدد الإعاقات ستجد معلومات مفيدة ني الفصول الخاصة بالإعاقات المختلفة التي يعاني منها الطفل .

أما الجلسات والوضعيات الخاصة التي نبحثها في الفصل 65 فقد نساعد الطفل على امتلاك تحكم أكبر بجسمه . وذلك يمكن أن يجعل الأكل والاتصال الأساسي والأنشطة الأخرى أسهل عليه .

الطفل الذي يكون أبطأ من معظم الآخرين في تعلم استخدام عقله وجسمه يحتاج الى مساعدة إضافية . ان تعلم لوي الجسم والتدحرج ورفعه مسنوداً على الذراعين والالتفات تشكل خطوات تطور مبكرة ومهمة . وتظهر في الصورة كاملة إعادة تأهيل تعمل أولاً على "تليين " طفلة من خلال أرجحة وركيها ببطه من جهة الى أخرى.
نم تشجع العاملة الطفلة على أن تنرفع نفسها وتلتفت لمتابعة شيء تريده .

المصدر: كتاب رعاية الاطفال المعوقين الكاتب ديفيد ورنر
  • Currently 93/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 816 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2009 بواسطة AbrarMasr

ساحة النقاش

مؤسسة أبرار مصر لتنمية المجتمع

AbrarMasr
• مؤسسة أبرار مصر لتنمية المجتمع مؤسسة خيرية مركزية مقيدة برقم 671 بوزارة التضامن الإجتماعي لسنة 2013 • حاصلة على صفة النفع العام بالقرار رقم ( 294 ) لسنة 2008 وتعمل على مستوى الجمهورية ومن أهم أنشطتها رعاية المعاقين ذهنيا وتحفيظهم القرآن الكريم واقامة مشروعات التنمية الاقتصادية للأرامل والمطلقات العنوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

447,769