صفحة الشاعر سليمان الحسن مع Maher Aboali و49 آخرين
جوري …
في بيتٍ من حاراتِ الشّامْ
كم يُفهمُ كلّ النّارنجِ
يمحو لظلام الأيّام
في بيتٍ من حارات الشّام
كم كنتُ أودُّ لِلُقياكِ
بين الخفق اللاّزورديِّ
في حضن غِمار الأحلام
هذا البيتُ المَحكي زهراً
لا يفهم إلاّ الأنغام
رغم الضّربِ ( الفاشستيّ ِ )
وبرغم صراخِ الآلام
في بيتٍ من حارات الشّام
كم يَخفِقُ هذا الورديُّ
ببحيرة أكتافِ الدّارِ
بيمامةِ كلّ الأفكارِ
بأصالةِ فتحِ الإلهام
كم كنتُ أودُّ للقياكِ
في موضعهِ في شرفتهِ
في باحتهِ في مطبخهِ
في ( اللّيوانِ ) في حجرتهِ
من تحتِ شجيراتِ الإكرام
يحكينا زهرُ الدُّرّاقِ
ويُحرِّض كل الأشواقِ
والسّطح يعانقُ شمساً من زمنٍ
ويُشِّع عبيرٌ بسّام
في بيتٍ من حارات الشّام
هذا المُعطى يا سيّدتي
من كلّ تفاصيلِ الأنغام
كم يفهمُ درس النّارنجِ
ويُقصقصُ حزن الأيّام
كم كنتُ أودّ لِلقياكِ
والفنجانُ المبني خفقاً
من حضنكِ يعطي الإلهام
تحت (الدّرَجِ) تحكي قِطّة
تحكي قصة
تتلاعبُ في بيتٍ صوفٍ
ومياهُ ( الفيجةِ ) ترشقها
تتصدّعُ فوق الأرحام
عِنبٌ في حضرةِ سيّدتي
كم كنتُ أودّ للقياكِ
تعطينهُ لثماً من شفةٍ
غطّت للبدر النّوام
في بيتٍ من حاراتِ الشّام
ماء الوردِ المُحكى فيكِ
مرشوق الطّلعةِ مِقدام
من فوق جبينكِ مرسالٌ
لا أحصيهِ لا أحفظهُ
لا أقدر مسكَ الأرقام
والزّخرفةُ المثلى فيها
في جدرانٍ تحكي زمناً
عطراً تعتيقاً بل نوراً
خفقاً سحراً شيئاً جَلَلاً
ورقاً من حبر الأقلام
في بيتٍ من حاراتِ الشّام
آهٍ كم كنتُ أودُّ للقياكِ
وأنا في ( الحارةِ ) مرتقبٌ
إشراقةَ وجهكِ مسدولاً
من شُبّاكٍ حَفِظَ المعنى والإفهام
لتطلّي في وجهٍ سَمِحٍ
والشَّعرُ المرخيّ الهاطل
خُصلاتِ الوجدِ الغنّام
لِتَشُقَّ عيونكِ أركاني
وأرفرفَ في طلٍّ نَضِرٍ
وأُراقص تشرينا
وأُعِدّ براكينا
وأزلزل كلّ الأقوام
وأُغيّر تقويم الدّنيا
وأخطّ لإسمك منديلاً
أرميهِ بعطرٍ عوّام
أتلقّى إيمائكِ خجِلاً
أتلقّى منكِ تفاصيلاً
في وردةِ جوريٍّ سِحرٍ
-يا اللهُ -
كم أشهقُ فيهِ بإسهام
يا فكرة كلّ حكاياتِ
يا بسمةَ كلّ جميلاتِ
يا قهوة كلّ مساماتي
يا من أنتِ أحلى جِدّاً
من بيتٍ في حاراتِ الشّام ..
بقلم الشاعر . سليمان الحسن © اسطنبول
30/1/2015