جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
**** قولــــــــي المختصــــــر ****
:::: داعش تساعد قيام دولة كردستان :-
يسكن الأكراد في المناطق الجبلية المرتفعة الموجودة الآن في جنوب شرقي تركيا، وشمال شرقي سوريا، وشمالي العراق، وشمال غربي إيران، وجنوب غربي أرمينيا، ويقترب عددهم من الثلاثين مليون كردي، ويعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، ورغم تاريخهم الطويل في البلاد التي يشكلون فيها أقليات، لكن لم تكن لهم دولة مستقلة أبداً، الإسلام السني الشافعي هو دين الأغلبية الكردية والقليل شيعة، وكان للأكراد دور فعال ومؤثر خلال التاريخ الإسلامي الممتد لأكثر من أربعة عشر قرنا، وتنتشر الطرق الصوفية بينهم وأكثرها شيوعاً هي الطريقة القادرية والطريقة النقشبندية، و منهم تابعون لأديان أخرى كالمسيحية واليهودية (اليهود هاجروا إلى إسرائيل وأمريكا بداية عام 1948 مع بقية يهود العراق، وهم معروفون الآن كجالية كردية يهودية في إسرائيل) والأيزيدية، ولمذاهب عدة كالعلويين (القزلباش)، والعلي الاهي (الكاكائية)، وأهل الحق.
في العقود الأخيرة زاد تأثير الأكراد في التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل الحكم الذاتي في تركيا، ولعبوا دورا هاما في الصراعات في العراق وسوريا، آخرها المشاركة في مقاومة تقدم تنظيم داعش الإرهابي.
في مطلع القرن العشرين بدأ الكثير من الأكراد التفكير في تكوين دولة مستقلة، باسم "كردستان"، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصوراً لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920، إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية، وانتهى الحال بالأكراد كأقليات في عدة دول، وعلى مدار السنوات الثماني عقود التي تلت، سحقت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة.
مع وفود جثامين الأكراد من سوريا والعراق للدفن في تركيا، زاد الشعور بالترابط بين القوميين الأكراد فلا فرق بين القوميات الكردية في أقاليمها الثلاثة، فالمقاتلون الأكراد من كل الأقاليم الكردية انضموا للقتال في كوباني، مما يعني أن الأكراد يجتمعون معا الآن.
وأصبحت جنائز مقاتلي حزب العمال الكردستاني أمراً معتاداً في الشهور الأخيرة، وبرزت الجماعات المقاتلة من الأكراد الأتراك والسوريين كأحد أهم القوى المقاومة لتنظيم داعش في سوريا والعراق، واكتسب حزب العمال الكردستاني شعبية بين أكراد العراق عندما أرسل مجموعة من المقاتلين لإنقاذ الإزيديين العالقين في جبل سنجار، وقاتل معهم ضد تنظيم داعش في كركوك ومخمور وغوير، كما اكتسب القائد الكردي العراقي مسعود برزاني، مصداقية بين الأكراد في تركيا عندما أرسل مجموعة من 200 من قوات البيشمركة العراقية للقتال في كوباني، وتنطلق هتافات في جنائز المقاتلين الأكراد بأن "الشهداء لا يموتون"، ويرفع الشباب علامات النصر في يد، وفي اليد الأخرى صورة لعبدالله أوجلان الزعيم الكردي العظيم، وتنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي الكردية مقاطع فيديو لأكراد عراقيين يحيون قوات حزب العمال الكردستاني في كركوك، وكذلك أكراد أتراك يحيون قوافل البيشمركة في تركيا.
وتتعدد أسباب انضمام الشباب الأكراد للقوات المقاتلة، ومن أبرزها الطبيعة القومية لهذه الجماعات، وإن كان من بينهم من يهرب من أحكام بالسجن في تركيا، وآخرون يفرون من الفقر أو القمع، والقومية الكردية علمانية في الأساس، وتتصدى للإسلام السياسي الذي يعتبر ظاهرة مستحدثة بين الأكراد، رغم اكتساب التيار الإسلامي زخما بعد ثورات الربيع العربي، ويناشد الرأي العام الكردي قادته بالوحدة في مواجهة تنظيم داعش، رغم الاختلاف السياسي الكبير بين القوميين الأكراد في كل من تركيا والعراق وسوريا.
لقد ساعدت داعش فيما تفعلة في المنطقة الكردية من تجميع الأكراد، وبمساندة دولية ودعم عسكري كبير، قد يصل إلى إعلان الدولة الكردستانية عن قريب.