"نغمة حزينة " بقلم عبدالنور فايز الهزايمه

نغمة حزينة

تعزف الألحان

موسيقى مساء باهت

سيعلن الحداد

على غياب شمسه

في غيابات الجب

الموغلة في العمق

بعد وقت ليس بالكثير

إلى أين تذهبين

أيتها المسافرة ؟

تتركين ورائك

ثوب أسود طيلسان

يلقي بعباءته

القديمة المتجددة

أردية العتمة

المنسوجة بخيوط الحزن

تتخللها أضواء

المدن البعيدة

هل ستطول

رحلة البعد والظلام

أم أن الأمل سينتصب

يحمل سيفا

يغرس رمحا

يمزق ستائر الظلام

لا زالت البوابات موصدة

قصور الأمنيات

تحبسها خطوط القهر

مسجونة في زنازين باردة

تحرس نوافذها.. بواباتها

حارسات الهجر

والحرمان

وأنا تائه

في صحاري الشوق

يلفحني لهيب الحنين

أتنفس ذر الرمضاء

الحزين

يقتلني برد ليالي

الفقد وآهات الأنين

إلى متى ياسيدة الأزمان والسنين؟

هل سيطول الغياب؟

أم أن الحبالى ستلد جياد

تجلوا الأكفان السوداء

تنير الظلام

المتجذر عبر

القرون

آه يا أيتها الغائبة

لو تدرين ماذا فعل

الغياب بالعاشقين

كيف تهاوت

بعدك القصور

جفت ينابيع العشق

نبتت الأشواك في البحور

تحولت جداول الشعر

رثاءات نعي

تزين القبور

كيف تحولت

مدارس الغزل

منابرا للفجر والفجور

كيف جفت

مروج الفرح

تسقيها أنهار

دم يسفح ببرود

إلى متى الغياب

التواري وراء غيم القيود

هل سيطول الغياب

السفر الممنهج المخطوط

أم قريبا تعود مراكبك

المفعمة بالأمل المنشود

آه يا أيتها الملفعة

بأردية سود اللحود

لقد أتعبنا القهر

عصافيرنا نعقت

غرابيب سود

تمادى علينا اللص

الطامع الحقود

لونت أثواب عرائسنا

حروف المداد السود

أعراسنا كربلائية اللحن

لطميات تعزف

على الناي والعود

آه يا سيدة العشق

طال الغياب

إلى متى ننتظر

المحطات ملت مجالسنا

طوت مساربها الدروب

ونحن ننظر أفقا

ننتظر حلما

لا بد يوما يعود