" حين ينطفىء نور القمر "
قرأت بالأمس كلماتك التى تركتها فى احدى أوراقك التى كانت
على مكتبك المجاور لمكتبى وكأنك تتركينها عامده متعمده
وتعلمين أننى سأقرأها.
كنت ألهث بين السطور ....بين الكلمات والحروف.....تتسابق
أنفاسى ودقات قلبى مع نظرات عينىّ التى تحاول أن تعى ما تقرأ
برغم غيم ضبابيه ظلّت تُحلّق فوق مقلتىّ فتختفى الرؤيه حيناً
وتظهر حيناً آخر وكأنها تظهر من بين سحب متراكمه تحاول
اخفائها لعدم تصديقها.
هل حقاً ما فهمته من كلماتك؟؟؟؟؟
كل هذا العُرس فى كلماتك لمجرد عودة حبيبك الأول
الحروف لديك ترقص والمعانى ترقص والتعبيرات ترقص
.....حتى النقاط فوق الحروف وجدتها ترقص.
كل هذا الحب استيقظ فجأه فى قلبك من نومةٍ عميقه....
دبّت فيه الحياه بعد أن أخبرتيننى انه مات وواريتيه التراب منذ
زمن بعيد.
وأين أنا؟
وماذا أنا؟
هل كنت مجرد مسكناً لأوجاعك طوال هذه الفتره حتى يفيق النائم
أويحيا الميت.
كنت أصدق كل ما تقولينه من كلمات معسوله وعبارات منمّقه
كنت أصدق حُمرة الخجل التى تطفو فوق وجنتيك حين تسبح
عيناك فى عينىّ
كنت أفسر قوانين صمتك على أنها أبلغ رسالات بين المحبين
انت كنت تقولين لى ذلك
كنت تقولين لى انت الأمل الذى ظهر لى يبدّد عتمة اليأس التى
سكنت قلبى منذ زمن
أنت النسمات الحلوه التى تراود جوارحى ومشاعرى
أنت القلب الكبير الذى قرّرت أن أستريح فيه بعد عذاب سفر طويل
وغربة طويله عن نفسى وعن قلبى
وأكثر من ذلك سمعته منك وقرأته فى عينيك وفى كلماتك لى
هذا الانقلاب حدث فجأه أم كنت ترتبين له من وقت مضى حين
كانت كلماتك تلعب على أوتار مشاعرى البريئه التى مابخلت عليك
بها......وما تردّدت لحظة أن أسكنك فى كلماتى كأميره فى سماء
عالمى الخاص تنصاع لك فيه الحروف والنغمات والقصائد.
الآن بكل هدوء تخرجين من عالمى وتعودين لحبك القديم وتقذفين
بقصتنا فى بئر الصمت الذى كنت تحفرينه طوال تلك المده التى
عرفتك فيها وأنا لا أدرى أن للصمت كلمات تحمل معان كثيره.
وأن الصمت كثيراً ما يخدع ....وأن الصمت قد يكون وسيلة من
وسائل الزيف يختبىء داخله الشخص ليوارى معه نواياه
ومشاعره الحقيقيه.
أى خدعة هذه التى أصابتنى فأذهلتنى.
لا يا سيدتى : بكل احترام ....لا يليق الصمت فى هذا المقام
لابد من التصريح لا التجريح.....فأنا أحببتك فى وهج الشمس
وبريق القمر
فلا تقيمين مأتمى وأنا لا زلت حيّاً لم ألفظ أنفاسى بعد.