مع الزاهدات .....العابدة التقية معاذة العدوية ( لا أرانى أدرك بعد ذلك فرضا ) - كانت أم الصهباء معاذة العدوية تلميذة السيدة عائشة اذا جاء النهار قالت = هذا يومى الذى أموت فيه .فما تنام حتى تمسى .واذا جاء الليل قالت = هذه ليلتى التى أموت فيها فلاتنام حتى تصبح .....واذا جاء البرد لبثت الثياب الرقاق حتى يمنعها البرد من النوم ........وكانت تقول اذا غلبها النوم = يانفس الموت أمامك لو قدمت طالت رقدتك فى القبور على حسرة أو سرور ...وكانت تقول = عجبت لعين تنام وقد عرفت طول الرقاد فى ظلم القبور ...وعن ثابت البنانى أن صلة بن أشيم كان فى مغزى له ومعه ابن له ...فقال = أى بنى تقدم فقاتل حتى أحتسبك .فحمل فقاتل حتى قتل ..ثم تقدم فقتل .فاجتمعت النساء عند امرأته معاذة العدوية فقالت = مرحبا .ان كنتن جئتن لتهنئننى .فمرحبا بكن وان كنتن جئتن بغير ذلك فارجعن ...قالت أم الأسود بنت ذيد العدوية - وكانت معاذة قد أرضعتها - قالت لى معاذة لما قتل أبو الصهباء وقتل ولدها = والله يابنية ما محبتى للبقاء فى الدنيا للذيذ عيش ولا لروح نسيم ......ولكن والله أحب البقاء لأتقرب الى ربى عز وجل بالوسائل لعله يجمع بينى وبين أبى الصهباء وولده فى الجنة ...قالت عفيرة العابدة = بلغنى أن معاذة العدوية لما احتضرها الموت بكت ثم ضحكت .فقيل لها = مما بكيت ثم ضحكت ؟ قالت = أما البكاء الذى رأيتم فانى ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك .....وأما الذى رأيتم فى تبسمى وضحكى فانى نظرت الى أبى الصهباء قد أقبل فى صحن الدار وعليه حلتان خضروان وهو فى نفر والله ما رأيت لهم فى الدنيا شبها فضحكت اليه -ولا أرانى أدرك بعد ذلك فرضا - فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة .... ...........ابنة منيبة البصرية ( التراب يحثى على شبابى ولم أشبع من طاعة ربى ) .....قال أبو عياش القطان = كانت امرأة بالبصرة متعبدة يقال لها منيبة ...وكانت لها ابنة أشد عبادة منها .فكان الحسن ربما رآها وتعجب من عبادتها على حداثتها ......فبينما الحسن ذات يوم جالس اذ آتاه آت فقال = أما علمت أن الجارية قد نزل بها الموت .فوثب الحسن فدخل عليها فلما نظرت اليه الجارية بكت ..فقال لها = ياحبيبتى مايبكيك ؟ قالت له = يا أبا سعيد .. التراب يحثى على شبابى ولم أشبع من طاعة ربى ..يا أبا سعيد = انظر الى والدتى وهى تقول لوالدى احفر لابنتى قبرا واسعا .وكفنها بكفن حسن .والله لو كنت أجهذ الى مكة لطال بكائى .فكيف وأنا أجهذ الى ظلمة القبور ووحشتها .وبيت الظلمة والدود ........موت عابدة بصرية ( ويحك أنام رب العالمين ؟) ... قال ابن الجوزى - رحمه الله - بلغنا أن بعض المتعبدات البصريات وقعت فى نفس رجل مهلبى.. وكانت جميلة.. وكانت تخطب فتأبى ......فبلغ المهلبى أنها تريد الحج فاشترى ثلاثمائة بعير ونادى = من أراد الحج فليكتر من فلان المهلبى .فاكترت منه .فلما كان فى بعض الطريق جاءها ليلا فقال = اما أن تزوجينى نفسك واما غير ذلك .فقالت = ويحك اتقى الله .فقال = ماهو الا ما تسمعين .والله ما أنا بحمال ولا خرجت فى هذا الا من أجلك .فلما خافت على نفسها .......قالت = ويحك أنظر أبقى فى الرجال أحد لم ينم ؟ قال = لا .قالت = عد فانظر .فمضى وجاء .فقال = مابقى أحد الا وقد نام ....فقالت = ويحك أنام رب العالمين ؟ ثم شهقت شهقة وخرت ميتة ..وخر المهلبى مغشيا عليه ثم قال = ويحى قتلت نفسا ولم أبلغ شهوتى .فخرج هاربا .......المراجع ..سكب العبرات ..ذم الهوى وصفة الصفوة لابن الجوزى ....بقلمى | محمود عبد الخالق عطيه المحامى
أعجبنيابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
266,299