جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اصــــــوات فـــــي ذاكــــــرة التــــاريخ : زهـــــــــور حــــــــسين
====================================
اعـــــــــداد : حـــــــسن نــــــــــــصراوي
======================================
زهور حسين واسمها الاصلي زهرة عبد الحسين ولدت في كربلاء العراق (1918 - 1964)، ,, بدأت الغناء عام 1938, برعت في أداء أطوار غنائية مهمة مثل الدشت وكذلك اشتهرت في أداء مقام العنيسي والمحبوب والمستطيل. بدءت مهارتها الفنيه عندما كانت تعمل كـ(ملايه) في الفواتح النسائيه وكذلك في الشعائر الحسينيه وبدئت تعمل كمغنيه في ملاهي بغداد خلال الخمسينيات والستينيات، ووكانت ماهرة في أداء غناء الريف والمدينة معاً.
، وكانت تغني منذ الصغر وكانت تحيي الحفلات النسائية الغنائية الخاصة بمانسبات الأعراس وبدأت الغناء عام 1938, برعت في أداء أطوار غنائية مهمة مثل الدشت وكذلك اشتهرت في أداء مقام العنيسي والمحبوب والمستطيل.
غنت في ملاهي بغداد خلال الخمسينيات والستينيات، ووكانت ماهرة في أداء غناء الريف والمدينة معاً.
تحتفظ دار الإذاعة العراقية بمجموعة فقيرة من أغنياتها الكثيرة التي ذهبت أدراج الرياح عندما كان البث الإذاعي حيا وعلى الهواء
رحلت زهور حسين في عنفوان شبابها وفي أوج شهرتها في الغناء بحادث سيارة بين بغداد والحلة في عام 1964 عندما كانت تقود سيارتها ومعها شقيقتها لزيارة اخيها الموقوف في سجن الديوانية.
من أشهر ااغانيها والتي لا زالت حتى الآن تردد اغنية " غريبة من بعد
عينج يابمة " لم يتهيأ لها دراسة الموسيقى او بعض الطرائق الغنائية اذ لم يكن في الاربعينات و ما تلاها مدارس غنائية و انما هناك الموهبة والممارسة مع من يسبقها من المطربات و لكنها كانت ميالة للغناء الشعبي الذي كان يعرف خلال مناسبات الزواج و القبولات و غيرها اتخذت طريقها لاذاعة بغداد اللاسلكية عام 1947 . و تتميز زهور عن سواها من المطربات بأنها تغني بأحساس صادق مبتعدة عن النمطية و لا تتصنع في ادائها و لها قدرة كبيرة على الحفظ و كثير ممن لحنوا لها اكدوا ذلك الامر . و كذلك صوتها قوي لا توجد فيه حشرجة و هي تغني بحرقة غير مفتعلة و تندمج بأجواء الاغنية و لذلك اقبل الناس على سماع صوتها الجميل. و من المقربون لها من الفنانين المطربة سليمة مراد و عفيفة اسكندر و نرجس شوقي و صديقة الملاية و الفنان حضيري ابو عزيز و داخل حسن و رضا علي و عباس جميل و الشاعر سيف الدين الولائي و عبد الكريم العلاف و محمد العصري و اخرون .
وقد تزوجت زهور سرا من رجل يدعى صباح احبته واحبها وهو من عائلة معروفة لم تشأ ان تعرضه للاحراج امام عائلته ومجتمعه باعلان الزواج فالمجتمع العراقي المحافظ يعد الزواج من فنانة تعمل في ملهى (كارثة خلقية واجتماعية) وقد ورثها ذلك الرجل عند وفاتها حسب وصيتها و قد تغزلت بعيشقها بمجموعة من الاغاني مثل (حلو حلو هواية حلو) و (نتلاقة و بعد لا تكول) و (اذا انت لم تعشق و لم تدر مالهوى) .و قد سكنت زهور حسين بمنطقة القاهرة بعد انتقالها من الكاظمية و بعد اشتهارها انتقلت الى منزلها في شارع 52 ببغداد و كانت تعشق ركوب الخيل حيث انها ربحت العديد من الخيول و خسرت اخرى
وسجلت زهور حسين عدة اسطوانات لشركات انجليزية والمانية غنت فيها نماذج من الفولكلور العراقي فضلا عن الالحان البغدادية التي قدمها لها عدد من الملحنين البغداديين المعروفين الذين برزوا في الخمسينيات في اروقة الاذاعة امثال عباس جميل ومحمد نوشي و سعيد العجلاوي و خضير الياس و كذلك الشعراء امثال : سبتي طاهر و جبوري النجار و عبد الكريم العلاف و محمد العطري غيرهم .
وتعد زهور حسين واحدة من المع نجوم الغناء البغدادي وكان رصيدها من الاسطوانات عاليا في شركة جقماقجي البغدادية وهي الشركة العراقية الاولى التي ابدعت في تسجيل اصوات الفنانين الرواد في العراق مثل حضيري ابو عزيز وناصر حكيم بالنسبة للغناء الريفي وقراء المقام العراقي محمد القبانجي ويوسف عمر ومازالت في موقعها القديم في مدخل شارع الرشيد من ناحية الباب الشرقي الا ان اوضاعها وطبيعة عملها تغيرت الآن.
كما كان لزهور حضور قوي في اذاعة بغداد، ولها رصيد عال من الاغاني المسجلة والاسطوانات في ارشيف الاذاعة و كانت تغني في ملهى (أبي نؤاس) الواقع في ساحة التحرير ببغداد انذاك خلال فترة الخمسينات و الستينات حيث كان المعجبون يزدحمون في هذا الملهى لسماع اغانيها .
ومن اغانيها بالفصحى قصيدة للشاعر الاحوص ومن مقام الدشت وقد برعت في ادائه بما أيقظ حسد بعض المقاميين و هي اول اغنية لها و كان ذلك في ملهى الفارابي عام 1938 و مطلعها :
اذا أنت تعشق ولم تدر ما الهوى
فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا
واخرى للشاعر محمد سعيد الحبوبي:
لحْ كوكباً وأمش غصنا والتفتْ ريما
فان عداك اسمها لم تعدك السيما
ومن أغانيها الشعبية الكثير مما يصعب حصره ، منها :يادمعة سيلي—غريبة من بعد عينج يا يمة (و هي من كلمات عباس العزاوي و الحان المرحوم عباس جميل)-- الهجع-- ومنانه بعد لا تكول نتلاقة --، وجيت لاهل الهوى --آه من هذا الوقت --تضحكون اضحك الكم-- صلوات الحلو فات –يام عيون حراقة –سلمة يا سلامة—سودة شلهاني يا يمة (و هي اغنية للفنانة مسعودة العمارتلي)—يا بنية عليج الله--خالة شكو و بعض من الابوذيات منها: لو صار دولاب الهوة—لولا الغرام—لقد سار الحبيب—ايها الساقي رحيقا—اشكو الغرام—بعدة قلبي—شيفيد الموادع—جفاني طير سعدي—يا عزيز الروح—هلة و مية هلة –بعدكم الدهر علية و غيرها
كما غنت للشاعر بشارة الخوري: اترى يذكرونه ام نسوه ؟.
اجتهدت زهور حسين بحسب ثقافتها الريفية، فكانت تغني بعفوية، وبرزت شعبيتها من ادائها الاغاني الشائعة. .
مع ذلك ايضا، ورغم اغانيها الناجحة فقد بقيت نبراتها الريفية تصفو تارة وتعكرها العفوية تارة اخرى. ويرجع هذا الاختلال في سوية الغناء الى ضبابية الطبقة التي تغنيها على الرغم مما اجتمع في صوتها من قوة وشجو وبان على معدن نفيس، فيغشاه في احيان رخص وتنعدم فيه الروح التعبيرية. وهو يتألق « بالجوابات العالية «، ويبدو ضعفه في « القرار « او في الطبقة الصوتية المنخفضة.
* رحلت هذه الفنانة الكبيرة وهي في قمة عطائها، الى عالم الخلود عام/1964 ولها من العمر بحدود الاربعين عاماً. وخلفت ثروة غنائية ستبقى ذخراً في الغناء العراقي. رحم الله زهور التي تفتت أوراقها على شارع صلد (يربط بغداد بالحلة وهي في زيارة لزوج اختها فاطمة في سجن الديوانية و بسبب الامطار اضافة الى اعتراضهم قطيع من الماشية انزلقت السيارة(من نوع فوكس واجن) التي كانت تركبها عن الطريق العام و قد توفيت اختها على الفور و بقيت زهور فاقدة الوعي لمدة 10 ايام و بسبب رداءة الاوضاع الصحية انذاك رحلت هذه الفنانة القديرة) . فهذا هو الموت الذي يقول فيه الشاعر:
واذا المنية انشبت اظفارها
{ حســــــن نصــــــــــراوي }