ألا عـــــــودي لرشـــــــدك يا نوال
شعوري بالهوى أضحى سرابا***وكان الدّرس لي فعـــلا عقابا
ظننت بأنّ عشق البدر سهل***ففاجأني الذي قهــــــــــر الشّـــبابا
وجدت النّار في الأحشاء شبّت**وأضحى العشق في خلــدي خرابا
كأنّ مشاعر الشّبّان هبّـــــــت *** فخلخلت التّـــــعقّل والصّــوابا
ورحت أغازل الحــــــسناء سرّا***وأكتب بالحــبور لها الكتابا
وفي مرّاكش اخترقت فؤادي***نهاد البـكر عاشـــــقة الرّقاد
أتتنــــي فجأة من غير علمي***وقالت:أنــت شمـــــس في فؤادي
أحبّتــــني بقلب فاض عشقا***وظنّــــــــت أنّــها أضـحت مرادي
تبادلني المحــــبّة مثل طفل***وتحـــــــلم بالفلاح وبالرّشــــــــاد
ولا تدري بأني مســــــتحيل***وإن قبل الــفؤاد بمـــــــــــن تنادي
وفي مجرى الحياة طغى غروري***وسلّمني السّراب إلى السّرور
صحوت من الهوى فوجدت نفسي*ضعيف النفس منتكس الشّعور
أغازل طــفلة عبر الهواء***وأكتب بالـــــــــحروف وبالحبور
وخطوي في الحياة يسير ركضا***ليدفـن في التّراب مع الـقبور
فعـدت إلى صوابي واتّزاني***وغبــــت عن التّلاعب في أموري
سررت بنجدتي ونـــجاة قلبي***بعيد توقّــــــــفي عن غيّ حبّي
رجعت إلى الكتابة فوق صدري***وفي قلـــــمي أسافر عبر دربي
وأنظم في الكلام شعور نفسي***فأغـــسل بالهدى أوساخ ذنبي
وأسجد في صــــلاتي كلّ وقت***وأســــــأل رحمة من عند ربّي
وما الإنـــــــــسان إلاّ فعل خير***ووعــــــــــي بالأمور لمن يربّي
ألا عودي لرشــــــــــدك يا نوال***فــــــحبّ الشّيخ يعقبه الزّوال
أراك بدون وعــــــــــــي يا نوال***وفي خلدي قد انـهزم السؤال
نهيتك عن ســـــــــلوك لا أراه ***عدا هوسا أصـــيب به الخيال
فأنت البكر والحـــسناء عندي***وقلب الإنس يســـحره الجمال
فلا تبكـــي فإنّي في غرامي***سجين العــــشق أتعبه النّضال