ما ذكرته الرمال للـ..ريح
جواد الحطاب
تاريخ النشر 01/08/2011 02:07 PM
(أتيت إلى بابل؛ ولكني لم أرك؛ فكم أنا حزين – لوح فخار بابلي)
•أيّ صراع ؛ أيّ دم سال ؛ وأيّة معارك خاضها أناس وادي الرافدين من أجل أن يكونوا ؛ كم من مرّة عادوا إلى مدائنهم ليعمّروا ما هدمته الحروب ؛ مودعين أسرارهم وفتوحاتهم وقصائدهم في رقم الطين والفخار والرقوق .
ملايين لا حصر لها من الرجال والنساء ؛ ومن دون أن تمنحهم الحياة بذاخة علوم عصرنا؛ أنشؤوا تاريخا يقارب الأسطورة..أو يفوقها.
• الأرض تمضي بدورانها حول الشمس ؛وإنسان بابل لا يفكّر..لا يكافح من اجل الماديات فقط ؛وإنما تشغله الأمور الخالدة كذلك ؛ فبعد أن يسمّي الأفلاك – كما هي الآن– وبعد أن يقسم الليل والنهار إلى ساعات– كما هي الآن– وبعد أن يبتكر الموسيقى وقصائد الحب؛ ينتدب"جلجامش" للبحث عن سر الخلود.
.. وها أنا ذا أرافقه ؛ أعود معه إلى طفولة الجنس البشري ولا فخر لي سوى"نسخ" ما سطّره الكتاب عن بابل المعجزة ؛ لعلي استقرئ الرمل عما لم تدفنه الريح من تماثيل ولوحات فسيفساء وزهريات وأوان وحلي وأوعية عطور وأدهنة وأصباغ ومعابد ضخمة ابتدعها العقل الرافديني القديم .
-2-
من فرط إيمانه ؛ من فرط تعلقه بالكبرياء؛ من انشداده للعلو؛ من توقه للتحليق عاليا في السماوات ليكون قريبا من الآلهة بنى إنسان بابل برجه الشهير..هكذا يقول الرواة ( لو أن أحدا زار بابل قبل 3 آلاف سنة ؛ لوجد على مرمى البصر هرما هائلا يرتفع في الفضاء أكثر من مئتي قدم ؛ تشرف طبقاته السبع على المدينة ؛ ويتلألأ آجر جدرانها المصقول تحت شمس بلاد ما بين النهرين ؛ وكان في الشرفة الرئيسة منضدة ذهبية .. وسرير وثير تضطجع عليه ملكة جمال من حسناوات بابل ؛ لتستقبل في كل مساء ؛اله البابليين .. هذا هو"برج بابل" الذي تذكره التوراة .
• (..إن بيتنا ليبدو أجمل ما في العالم .. انه يقرب من بابل بالدرجة التي تتيح لنا أن ننعم بكل مزايا المدينة- من رسالة تلقاها كورش عام 539 ق.م )
هكذا كانت بابل مضرب الأمثال
-5-
إلى بيبيا :
ليت الإله شمس ؛ والإله مردوخ .. يمنّان عليك بالصحة والعافية ..
لقد بعثت برسول ليبحث عن مكانك
فاخبريني بربك كيف أنت ..
أتيت إلى بابل ؛ ولم أرك .. فكم أنا حزين ..لقد جئت إلى الباب
فأنت نور عيني ؛ حتى في هذا المساء ؛ حتى في هذه الليلة
( شاعر بابلي )
[email protected]