خمس كلمات .... قصة وعبرة
قال شقيق البلخي لحاتم الأصم: مذ أنت صحبتني، أي شيء تعلمت ؟
قال : ست كلمات !
قال : أولهن ؟
قال : رأيت كل الناس في شك من أمر الرزق ، وإني توكلت على الله،
( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) فعلمت أني من هذه الدواب
واحد ، فلم أشغل نفسي بشيء قد تكفل لي به ربي!
قال : أحسنت ، فما الثانية ؟
قال : رأيت لكل إنسان صديقاً يفشى إليه سره ويشكو أليه أمره ، فقلت :
أنظر من صديقي ، فكل صديق وأخ رأيته قبل الموت ، فأردت أن اتخذ صديقاً
يكون لي بعد الموت ، فصادقت الخير ليكون معي إلى الحساب ، ويجوز معي إلى
الصراط ، ويثبتني بين يدي الله عز وجل .
قال : أصبت ، فما الثالثة ؟
قال : رأيت كل الناس لهم عدو ، فقلت : انظر من عدوي ؟فأما من
اغتابني فليس عدوي وأما من أخذ مني شيئاً فليس هو عدوي ومن عدوي
هو الذي إذا كنت في طاعة إلى الله أمرني بمعصية
الله ، فرايت ذالك إبليس وجنوده ،
فاتخذتهم عواً ، فوضعت الحرب بيني وبينهم ، ووترت قوسي ووصلت سهمي
فلا أدعه يقربني .
قال : أحسنت ، فما الخامسة ؟
قال : نظرت في هذا الخلق ، فأحببت واحداً وأبغضت واحداً فالذي
أحببت لم يعطني شيئاً ، والذي أبغضة لم يأخذ مني شيئاً ، فقلت : من رأين
أتيت هذا ؟ فرأيت أني أتيت هذا من قبل الحسد ، فطرحت الحسد من قلبي ،
فأحببت الناس كلهم / فكل شيء لم أرض لنفسي لم أرضه لهم .
قال : أحسنت ، فما السادسة ؟
قال : رأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوي ، ورأيت مأواي القبر ، فكل شيء
قدرة عله من الخير قدمته لنفسي حتى أعمر قبري ، فأن القبر إذا لم يكن عامراً
لم يستطع المقام فيه .
قال شقيق : عليك بهذه الخصال الخمسة ، فأنك لا تحتاج إلى علم غيره
ساحة النقاش