تقييم الروث في مزارع الأبقار الحلابــة
يُعَدّ تقييم الروث (Manure Evaluation) أداة تطبيقية دقيقة لمتابعة صحة القطيع وكفاءة الاستفادة من العليقة. إذ إن الروث يعكس بصورة مباشرة ما يحدث داخل الكرش (Rumen) والأمعاء من عمليات الهضم (Digestion) والتخمر (Fermentation) وامتصاص العناصر الغذائية (Absorption).
تنتج البقرة الحلاب يوميًا في المتوسط:
- حوالي 40 كجم من الروث.
- نحو 15 لترًا من البول.
- وتتم عملية الإخراج بمعدل كل 21.5 ساعة تقريبًا.
لذلك فإن أي اضطراب غذائي (Nutritional Imbalance) أو خلل في وظائف الكرش (Rumen Function) يظهر مباشرة على صفات الروث.
أولاً: لون الروث (Manure Color)
يُعَدّ اللون مؤشرًا أوليًا على نوعية العليقة (Ration Quality) وحالة الجهاز الهضمي، ويمكن تفسيره كالآتي:
- أخضر داكن: يدل على التغذية على الأعلاف الخضراء الطازجة.
- بني زيتوني داكن: يرتبط بالتغذية على القش والأعلاف الخشنة.
- أصفر زيتوني: يعكس استهلاكًا مرتفعًا من الحبوب والنشويات.
- رمادي: غالبًا ما يشير إلى الإسهال (Diarrhea).
- ألوان غير طبيعية: تنتج عن الأدوية (Drugs).
- روث دموي أو أسود داكن: يدل على نزيف في القناة الهضمية نتيجة الكوكسيديا (Coccidiosis) أو السموم الفطرية (Mycotoxins).
- أصفر مائي أو أخضر فاتح مصحوب بإسهال: يرتبط عادةً بعدوى بكتيرية مثل السالمونيلا (Salmonella).
ثانياً: تناسق الروث (Manure Consistency Score)
يُقيّم باستخدام مقياس التناسق (من 1 إلى 5):
-
درجة (1): روث شديد السيولة (يشبه الماء).
- الأسباب: زيادة البروتين القابل للتحلل (RDP)، الإفراط في النشا والمعادن، انخفاض الألياف الفعّالة (peNDF)، أو حدوث حموضة كرشية (Acidosis).
-
درجة (2): روث سائل غير قادر على تكوين كومة.
- الأسباب: نقص الألياف الفعالة، زيادة البروتين المتحلل في الكرش، أو الإجهاد الحراري (Heat Stress).
-
درجة (3): الشكل المثالي – روث قرصي بارتفاع (3.5–5 سم) مع غمازة مركزية.
- يدل على توازن بين الطاقة (Energy) والبروتين (Protein) والألياف (Fiber).
-
درجة (4): روث سميك أكثر من الطبيعي.
- يظهر في الأبقار الجافة والعجول الكبيرة.
- الأسباب: انخفاض جودة الأعلاف، نقص البروتين، أو قلة المياه.
-
درجة (5): روث صلب متكتل.
- الأسباب: التغذية على القش الجاف، وجود انسداد معوي (Intestinal Obstruction)، أو نقص شديد في المياه.
ملاحظة: يختلف التناسق حسب المرحلة الإنتاجية، إذ يتراوح مثاليًا بين 2.5–3.5 خلال فترات الإدرار والجفاف.
ثالثاً: محتوى الروث (Manure Content)
- جزيئات علفية كبيرة/حبوب كاملة: تعكس سرعة مرور الغذاء أو ضعف الاجترار بسبب نقص الألياف أو حموضة الكرش.
- مخاط أسود (Mucin): يدل على تضرر الأمعاء الغليظة بسبب التخمر المفرط.
- مخاط أصفر: يرتبط بـ متلازمة الكبد الدهني (Fatty Liver Syndrome).
- روث رغوي/فقاعي: مؤشر على حموضة أو تخمر زائد في الأمعاء الخلفية.
- حبوب ذرة كاملة: غالبًا بسبب خلل في هضم السيلاج (Silage Digestibility).
- طبقة زيتية على السطح: تدل على زيادة الدهون بما يفوق قدرة الكرش على استغلالها.
رابعاً: اختبار غسل الروث (Manure Washing)
- تؤخذ عينة تمثل 10% من القطيع.
- تُغسل تحت ماء جارٍ باستخدام منخل خاص (Sieve).
- الوضع المثالي:
- أكثر من 50% من المكونات تمر عبر المنخل السفلي.
- وجود نسبة محدودة من الحبوب غير المهضومة.
- في حال وجود كميات كبيرة من الحبوب الكاملة أو الألياف الطويلة → فهذا يعكس ضعف الهضم وانخفاض كفاءة الاستفادة من العليقة، مما يسبب خسائر اقتصادية.
يُعَدّ تقييم الروث أداة تشخيصية سريعة وفعّالة لتقدير:
- كفاءة الهضم والامتصاص.
- جودة الأعلاف والعليقة.
- صحة الكرش والجهاز الهضمي.
- تأثير المراحل الإنتاجية المختلفة على التغذية.
فالروث في النهاية هو مرآة صامتة (Silent Mirror) تكشف بدقة ما يحدث داخل الكرش.
✍️ م. عابدين عامر
ماجستير تغذية الحيوان – 2023

