أترك ظلاً  لك أينما حللت   ... حينما تستيقظ صباحاً اهدي أفراد أسرتك رحيقاً ينعمون به لحين عودتك من مشوار العمل... لا تلقي عليهم تحية الصباح بصوت رخيم بائس... فلأنفاسك أثراً قد تحملهم كطائر حمامٍ يكون رسول سلام يطبع تغاريده في كل مكان.                                                                                            ... في طريقك إلى مكان عملك أترك محياك يلقي تحية الصباح على كل من تلحمك عيناه... اهديهم ظلاً معطراً بالياسمين؛ فلربما هناك من نزل الشارع مختنقاً من صخب أفكار الليل، ومحياك المشرق كان سحراً خطف هذه الأفكار ووضع مكانها سهماً يرشده إلى الطريق الصحيح.   ... إذا استوجب وصولك لمكان العمل أن تستقل سيارة أجره، لا تستعجل فتربك السائق والركاب... كن مبتسماً مرتدياً ثوب الطمأنينة والوقار... ولا تنسى أن تهمس بأذن السائق كلمتي تفضل وشكراً أيها الفاضل.   ... في طريقك إلى أي مكان... إذا صادفت طفلاً يتسول... أرجوك قف وضمه إلى صدرك وحاول أن تضع يدك على الجرح الذي ألقى به في الشارع، ولا تمر عن هذه الصورة مرة الكرام، ضع فلسفة المنطق تتحدث... وإذا صادفت رجلاً عجوزاً يتعكز الجدران، خذ بيده وأوصله إلى بيته، واكسر حاجز الصمت على الطريق، فمن ترافقه يملك خزينة من الحكم، اختلس منها ما تستطيع، واجعلها وردة أبدية تدغدغ بها فكر أبناءك زارعاً فيه قيم اجتماعية حانية.   ... في لحظات الانتظار في المحطة... لا تزاحم، انتظر أن يأتيك الدور، وتذكر أنه من العيب أن تصعد وهناك مسناً أعياه الوقوف.                   ... عند سماعك أخباراً مؤلمة لأحد الأقارب، الأصدقاء، الجيران... سارع على الفور، اذهب لتسندهم وتمسح الآلام، فالمواساة لها ظلاً يكسر حاجز الوحدة لدى الآخر ويشعره بالأمان، ويثبته على الأرض مقاوماً براكين الألم التي تحفر تحت قدميه.   ... عند اصطحابك أبناءك للتنزه، التفت حولك فلربما هناك طفلاً يعيش في محيطك حرمته ظروف الحياة أن ينعم بمثل هذه اللحظات، اطرق باب منزله واطلب من ذويه إذن اصطحابه مع أبناءك لرغبتهم بالتعرف عليه.   ... عند تجوالك في السوق لتشتري حاجيات بيتك، استذكر من هم لا يستطيعون ذلك، وأحمل لهم طرداً أتركه لهم بطريقة لا تشعرهم بها أنك من اشتريته، ودع محياك يدعو لهم بحرارة. في كل لحظة زمانية ومكانية تذكر أنك تمضي، ويبق ظلك يحكي أطباعك مقتدياً به الآخرين.      

دقات قلب المرء قالة له... إن الحياة دقائق وثواني فأحفظ لنفسط بعد موتك ذكرها... فالذكر للإنسان عمر ثاني
  • Currently 127/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 649 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2007 بواسطة AMELABD

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

179,124