بنك إسلامي في كندا

اهتمت وسائل الإعلام في كندا بطلب تقدم به بعض المستثمرين لإنشاء بنك إسلامي و الذي سيعتبر - في حالة الموافقه عليه - من أوائل البنوك الإسلامية في الغرب التي تطبق قواعد الشريعة الإسلامية كعدم التعامل بالربا أو الدخول في معاملات تجارية تخالف الشريعة الإسلامية .
و يعتبر البنك الإسلامي البريطاني و الذي تم إنشاؤه عام 2004 رائداً في مجال البنوك الإسلامية في الغرب .. فرغم أن بعض البنوك التجارية و المؤسسات المالية في أوروبا و أمريكا تقدم أحياناً تسهيلات مصرفية تتوافق مع الشريعة الإسلامية - مثل القروض العقارية - إلا أن البنك الإسلامي البريطاني يعتبر أول بنك في الغرب يتم إنشاؤه خصيصاً للتعاملات الإسلامية كما أنه لا يتعامل إلا فيما يتوافق مع الشريعة و ليس كما الحال في البنوك التجارية الأخري التي تتعامل في هذا و ذاك .
و قد إنقسمت الأراء في وسائل الإعلام الكندية بين مؤيد للفكرة و بين معارض لها .. كما تناول بعض الكتاب الموضوع في مقالاتهم .. يقول الكاتب ريجنالد ستاكوس في مقاله بجريدة جلوب أند ميل و تحت عنوان دعوة لعدم الرفض أن فكرة إنشاء بنك إسلامي في كندا لا ينبغي أن نعتبرها تهديداً لطريقة حياتنا التي إعتدناها .. أو أن نرفضها من البداية بحجة أنها غير عملية لأنها تحظر التعامل بنظام الفائدة بل يجب أن نتذكر أنه بالفعل توجد طرق أخري للمعاملات المالية .. و أن المجال مفتوح لطريقة أخري جديدة لم نعتدها .. كما أنه و لقرون طويلة في أوروبا كان التعامل بالفائدة محظوراً من قبل الكنيسة بل كانت تعاقب من يتعامل به .. قد تكون الفكرة جديدة علينا بعد أن أصبح التعامل بالفائدة جزءاً من حياتنا اليومية و لكن هذه الفكرة ليست جديدة في ذاكرة التاريخ .
و يستطرد الكاتب متسائلاً و لكن هل هذه الفكرة - بنك بدون فائدة ربوية - فكرة عملية؟ يرد الكاتب على سؤاله قائلاً أن بنوكاً من هذا النوع موجودة و تمارس أعمالها المصرفية و أن التاريخ قد أثبت أنها قادرة على المنافسة و الإستمرار و التعامل مع آليات السوق .. و في مجال الإقراض تعمل هذه الموسسات مع طالبي القروض بمنطلق المشاركة في الربح و الخسارة بدلاً من تحديد فائدة مسبقة على الدين .
و يدعو الكاتب في مقاله المسئولين إلى النظر في هذا الطلب بجدية حيث أن تقديم بديل عن البنوك و شركات التأمين بالشكل المتعارف عليه أصبح حاجة ملحة منذ فترة ليست قصيرة و ليس أدل على ذلك من قيام النساء في بعض قري العالم الثالث بتجميع مبلغ من المال و إقراضه لمن تحتاجه منهن أو حتى لنساء في قري أخري .. على أن يتم إسترداد القرض على أقساط متفق عليها مسبقاً .. و يتم هذا بعيداً عن البنوك .
و لكن هذا لا يعني بالضرورة أن نوافق على فكرة إنشاء بنك إسلامي من البداية دون دراسة متأنية - يؤكد الكاتب - بل يعني أن ننظر بعين الخبراء إلى هذه الفكرة الجديدة آخذين فى الإعتبار أن هناك من يحتاج إليها .. و لا يجب أن نحكم عليها مسبقاً بالرفض لمجرد أنها فكرة جديدة أو مختلفة .
و قد أثار الطلب العديد من التساؤلات بين المسئولين - يقول الكاتب ستيفن شاس في مقال آخر بنفس الجريدة - فهل سيمكن الإشراف على هذه المؤسسات و رقابتها؟ .. و هل سيتم التأمين على أموال المودعين فيها؟ .. كما أثار أحد المسئولين تخوفه من أن مؤسسة بهذا الشكل قد تعاني من مخاطر السيولة و من عدم وجود مشرفين من خارج المؤسسة على علم بطبيعة المعاملات المالية و التي تعتبر جديدة على النظام المصرفي الكندي .. أضف إلى ذلك أن أحد التحديات التي تواجه المسئولين هي محاولة فهم طبيعة عمل هذه المؤسسات و ما إذا كانت تتوافق من الأساس مع قانون البنوك الكندي .
على الجانب الآخر فإن ظاهرة البنوك الإسلامية تجتذب مئات الملايين من الدولارات في العالم الإسلامي سنوياً .. و إنشاء بنك كهذا هنا - يقول الكاتب - ربما يكون جذاباً للمسلمين .. الذين قالت عنهم إحدي الأوراق الحكومية في شهر يونيو الماضي أنهم الشريحة الأسرع نمواً بين المهاجرين .

يختتم الكاتب مقاله بتعليق لمحامي كندي مسلم قائلاً أنه على يقين أن البنك الإسلامي المقترح يمكن هيكلته بما يتواءم مع التشريعات الكندية و يحظي أيضاً بموافقة علماء المسلمين الذين أصبح لهم خبرة كبيرة في هذا المجال و يستطيعون تقديم منتج إسلامي يتوافق مع التشريعات الإقتصادية المختلفة .
مما لا شك فيه أن بنكاً كهذا لن يكون فقط مصدر جذب لأموال المسلمين الباحثين عن طريق لإستثمار أموالهم .. بل أيضاً سيفتح الباب لشراء عقارات يأبى كثير من المسلمين اللجوء إلى البنوك التجارية لتمويلها
فهل تحمل لنا الأيام القادمة بشرى إنشاء بنك إسلامي في كندا ؟ .. نسأل الله ذلك .

منقووووووووووول


 

  • Currently 103/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 1465 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2007 بواسطة AMELABD

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

179,163