الـقــــــوّة   هبت العاصفة في المنزل
لقد ثار رب الأسرة (عم إبراهيم) على زوجته وأولاده عندما استيقظ في الصباح ولم يجد خفه المنزلي إلى جوار فراشه كالمعتاد.. وراحت زوجته تهدئ من روعه وتلتمس شتى الأسباب والمعاذير لتبرر عدم وجود خفيه متعللة بأن ابنه الأكبر قد استعارهما لحظات ليذهب إلى دورة المياه ثم يعيدهما قبل استيقاظ والده.. وأنه هو الذي استيقظ قبل موعده
رماها (إبراهيم) بنظرة صارمة قاسية جمدت الدماء في عروقها وحبست الكلمات في حلقها فانكمشت ترتعد وتركته يفرغ ثورته في وجوه أبناءه.. ولزم الجميع الصمت في هيبة وخوف حتى أفرغ إبراهيم ثورته ثم صاح في وجه زوجته: الشاي أريد قدح الشاي.. لقد اقترب موعد ذهابي إلى العمل
أسرعت زوجته تعد له قدح الشاي فارتشفه في سرعة وهي تقف إلى جواره مرتعدة مستسلمة وترددت طويلاً قبل أن تغمغم: وفاء تريد حذاء جديداً
رماها بنفس النظرة القاسية الصارمة وهو يقول: ولماذا لم تطلبه بنفسها؟
 أجابته في خفوت: خشيت أن تثور في وجهها مط شفتيه متظاهراً بالامتعاض.. إلا أنه في حقيقة الأمر كان يشعر بسعادة ونشوة عارمتين في أعماقه
..هكذا القوة
وهكذا تكون إدارة المنزل.. أن يخشاه الجميع ويرهبونه
إنه يحب هذا الشعور
شعور القوة
وفي غطرسة لوح بكفه قائلاً: فلتشتري الحذاء.. سأترك لها ثمنه
وغادر مائدة الإفطار وزوجته خلفه تدعو له بالتوفيق في عمله وهو يسير منتفخ الأوداج حتى باب المنزل.. ولم يكد يغلقه خلفه حتى تنفس أبناؤه الصعداء في ارتياح وأسرعت وفاء تلتقط الأوراق المالية التي تركها خلفه
أما هو فقد ذهب إلى عمله على الفور وخلع ملابسه وعلقها على مشجبها القديم في عناية وارتدى ملابس العمل
في نفس اللحظة التي تعالى فيها صوت غاضب يهتف: أين الحمار إبراهيم؟ لماذا لم يصل حتى الآن؟
أسرع يحمل صينية الشاي وهو يقول: أنا هنا يا سعادة البك
قدم الشاي إلى رئيسه في مكتبه والرئيس يهتف ساخطاً: يالك من غبي.. أنت أسخف فراش عمل هنا ياإبراهيم.. أنت حمار
ابتسم (إبراهيم) وضحك قائلاً: حمار شغل ياسعادة البك
ومع بداية عمله كان قد نسى كل شيء عن المنزل
..وعن القوة
  ******* منقوووووووووووووول عبدالحميد العبد
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 412 مشاهدة
نشرت فى 1 أكتوبر 2007 بواسطة AMELABD

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

179,416