احفظ لسانك
( من أدب النفس )   قال تعالى ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}) الله عز وجل حينما خلق الإنسان ألهمه طريق الخير وكذلك ألهمه طريق الشر .
فأما أن يتكامل الإنسان في طريق الخير وذلك بتهذيب نفسه وكبح جماح الهوى فيصل إلى الهدف المنشود والسعادة الأبدية وإما أن يتسافل في طريق الشر فيهوي إلى واد سحيق فيكون في مصاف البهائم  بل أضل سبيلا .
ولا ريب أن كل إنسان بحسب فطرته السليمة يميل إلى طريق السعادة وسبيل الخير ويريد أن يحقق رضا الرب تبارك وتعالى . ولكن النفس الأمارة بالسوء تحول بين المرء وبين الوصول إلى هذا الهدف .
والنفس لها أدوات وطرق بها تحقق مآربها ويعينها على ذلك الشيطان الرجيم كما يقول الشاعر:
            إبليس والدنيا ونفسي والهوى                          كيف الخلاص  كلهم أعدائي
ومن أبرز أدوات النفس وأعظمها هو اللسان هذه الآلة الصغيرة ذات التأثير العظيم ، فمما يتوقف عليه إصلاح النفس هو إصلاح هذا اللسان والسيطرة عليه ومن هنا نجد الروايات الشريفة تؤكد على الإمساك بزمامه ولنعرج على بعض الروايات الشريفة في هذا المضمار لنقف عندها وقفة المتأمل فمنها ما روى أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله أوصني فقال : احفظ لسانك ، قال : يا رسول الله أوصني قال احفظ  لسانك ، ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم (2) .
ومنها ما ورد عن إمامنا زين العابدين عليه السلام أنه قال : إنّ لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول : ( كيف أصبحتم فيقولن بخير إن تركتنا وبقولون : الله الله فينا وينا شدونه ويقولون : إنما نثاب ونعاقب بك ) (3) .
فالذي يقف عند هذه الروايات الشريفة وغيرها يعرف مدى خطورة إطلاق هذا اللسان في الغيبة والبهتان والكذب وما إلى ذالك من السلبيات الكبيرة إلى تقوم بها هذه الآلة الصغيرة ، يقول الشاعر :
                                                            جراحات السنان لها التأم                     ولا يلتأم ما جرح اللسان
الهوامش :
1- سو
رة الشمس .
2،3 الكافي ج2 باب الصمت وحفظ اللسان
  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 454 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2007 بواسطة AMELABD

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

179,371