التسميد الطبيعي ومكافحة الآفات الزراعية

تعتبر التربة ذات الجودة السيئة والمتدنية وسطا مناسبا ومثاليا لانتشار آفات النباتات. وذلك أن التربة الفقيرة

بالمغذيات والكائنات الحية المتنوعة الضرورية لحياة النبات، تؤدي لإصابة النبات بالأمراض. تماما كما أن

الإنسان الذي يعاني من نظام صحي سيئ، يكون أكثر عرضة للأمراض.

لهذا، لا بد من المحافظة على تربة صحية وخصبة وذات بنية جيدة للنباتات. وهنا لا بد للمزارع أن يغير من

توجهه، بحيث تصبح نظرته مرتكزة على أساس تغذية التربة (أي التعامل مع التربة كوسط حي) وليس على أساس

تغذية النبات. وهذا التوجه يحتاج إلى تغيير جذري في المفهوم الشائع لدى معظم المزارعين.

وهنا، من المفيد الإشارة إلى أن النباتات التي تتغذى على النيتروجين بصورته الكيميائية، تنمو نموا سريعا، إلا أن

جدران خلاياها تكون رقيقة وضعيفة، الأمر الذي يسهل على الآفات مهاجمتها. كما أن التسميد الكيماوي

النيتروجيني يحدث خللا في توازن البروتينات والكربوهيدرات، مما يجذب الحشرات إلى النباتات فتفتك بها.

التسميد المتوازن ومكافحة الآفات.

تؤثر عملية التسميد بشكل مباشر على مدى انتشار الآفات الزراعية، من حيث تكاثرها أو توفير البيئة المشجعة لها، أو

من حيث تمكين النبات من مقاومة هذه الآفات، خاصة وأن النبات الضعيف يعتبر فريسة سهلة للآفات. وقد تبين أن

زيادة السماد النيتروجيني يرفع من درجة حساسية النبات للعديد من الآفات الفطرية والبكتيرية والحشرية، ولهذا يفضل

استعمال السماد العضوي (أو البلدي الطبيعي)، بدلا من الكيماوي.

وعلى سبيل المثال، أثبتت التجارب بأن للخضار المسمد بالسماد العضوي، مقاومة أكبر للنيماتودا الذي يؤدي إلى مرض

تعقد الجذور، وذلك لأن جذور هذه الخضار متطورة فيزيائيا أكثر من الخضار المسمد

كيماويا، ناهيك عن احتواء السماد العضوي على الأعداء الطبيعية والأحياء الدقيقة المنافسة للنيماتودا

وهنا، يجب التأكد من نوعية السماد العضوي وخلوه من بذور الأعشاب الضارة التي لا تتأثر بمرورها داخل الجهاز

الهضمي للأغنام والأبقار، وبإمكاننا ضمان ذلك من خلال تخمير السماد وتحويله إلى دبال (كمبوست)، علما بأن عملية

"التدبيل" تزيد من نسبة الكائنات الحية النافعة، بسبب ارتفاع درجة حرارة الدبال إلى ما يزيد عن 55ْ م، فضلا عن

تحسين بنيته الغذائية.

وإجمالا، فإن الدبال (الكمبوست) الجيد يكون بني اللون، وعندما يضاف إلى التربة يعمل على توفير عناصر نادرة

كثيرة يتطلبها النبات الذي، بسبب ذلك، تزداد مناعته ضد الطفيليات والعديد من الآفات. كما أن الكمبوست الغني

بالمواد العضوية المتحللة من المواد النباتية والحيوانية يعمل على تخفيف التربة الثقيلة وتحسين بنية الأراضي الرملية

الخفيفة وزيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء، فضلا عن تعميق جذور النبات في التربة.

إذن تقوية النبات، من خلال تحسين صحة التربة المتمثل بالتسميد المتوازن والتهوية الجيدة بين النباتات من نفس النوع

وبين أنواع المزروعات المختلفة، يساهم بشكل أساسي في مكافحة الآفات بشكل عام، وآفات التربة بشكل خاص.

والتسميد الطبيعي المتوازن يعني التسميد المحتوي على جميع العناصر الرئيسية والثانوية، بعكس التسميد (الكيماوي)

المفرط الذي يعتقد بأنه يؤدي إلى زيادة في المحصول، علما بأن التجارب أثبتت خطأ هذا الاعتقاد، لأن كمية قليلة من

إجمالي السماد يستفاد منها، أما الكمية المتبقية تضيع في التربة بسبب تفاعلات كيميائية مختلفة، فضلا عن التأثيرات

السلبية المدمرة الناتجة عن الإفراط في التسميد، من ناحية الملوحة وزيادة الآفات في التربة وغير ذلك.

وبالإضافة، يتسبب الإفراط في التسميد النيتروجيني في زيادة انتشار الأمراض الفطرية مثل عفن الساق الفحمي في

عباد الشمس أو أمراض الذبول في العديد من المحاصيل.

ومن الأهمية بمكان الانتباه إلى توفير العناصر الصغرى في السماد العضوي (مثل الزنك والمنغنيز والمغنيسيوم

والحديد) التي تؤثر في تنظيم العمليات الفسيولوجية بالنباتات التي يزداد إنتاجها للفيتوتوكسينات مما يزيد من مقاومتها

للفطريات الممرضة.

علاوة عن ذلك، تساهم الدورة الزراعية (تعاقب المحاصيل) في الحفاظ على توازن المغذيات والسماد في التربة، علما

بأن بعض الخضروات تفضل نسبة أعلى من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، لذلك تحتاج هذه الخضار إلى سماد

حيواني، بينما لا تنمو المحاصيل الجذرية جيدا في السماد الحيواني أو المالش (المهاد) الكثيف وتبقى بالتالي قزمة

ومشوهة. لذا، يفضل عدم زراعة المحاصيل الجذرية مباشرة بعد زراعة المحاصيل التي تحتاج إلى سماد حيواني، أو

بإمكاننا "ترييح" الأرض (عدم زراعتها لموسم أو موسمين مثلا)، بعد تعاقب مجموعة من المحاصيل التي تنمو جيدا مع

السماد الحيواني في نفس قطعة الأرض.

نقص أو زيادة العناصر في النبات

بسبب اختلاف أعراض نقص العناصر من نوع نباتي لآخر، والتشابه في أعراض نقص العديد من العناصر، فضلا عن

أن أعراض بعض الأمراض مشابهة لأعراض نقص بعض العناصر، فإنه من الصعب، أحيانا، القيام بعملية تشخيص

دقيقة. إلا أنه، مع اكتساب الخبرة، فبإمكاننا تمييز أعراض نقص العناصر،

وخاصة تلك المصاحبة لنقص النيتروجين، علما بأن الوسيلة المثلى لتحديد مدى

النقص في العنصر الأخير تتمثل في فحص محتوى التربة أو الأوراق من النيتروجين.

والجدير بالذكر، أنه في حالة وجود فائض في بعض العناصر والمركبات (أي أنها موجودة في النبات أكثر مما يجب)

فإن ذلك قد يؤدي إلى التسمم النباتي. وقد تكون تلك الزيادة طبيعية (احتواء التربة على كميات عالية طبيعيا من

العناصر) أو بسبب الإنسان (مثلا زيادة نسبة الكلور في مياه البلدية). وفي كلا الحالتين، فإن أعراض التسمم تشبه

أعراض نقص العناصر أو الأمراض أو تلوث الهواء الذي يعتبر شكلا من أشكال التسمم.

يبين الجدول التالي الأعراض التي تظهر على النبات نتيجة نقص بعض العناصر الغذائية.

العنصر الغذائي الناقص

أعراض نقص العنصر على النبات

النيتروجين نمو ضعيف، أوراق صغيرة وصفراء (وفي حالة النقص الشديد تصبح الأوراق حمراء)، نبات قصير ورفيع، سقوط الأوراق (ابتداء بالأوراق الكبيرة

الفوسفور يتحول لون الأوراق الخضراء الباهتة إلى برونزية – حمراء. السيقان رفيعة وقصيرة.

البوتاسيوم اصفرار حواف الأوراق ومن ثم موتها.

الكالسيوم اختفاء اللون الأخضر من الأوراق الصغيرة، ومن ثم موت البراعم

الطرفية. تشوه الأوراق مع انعقاد أعلاها. إصابات فسيولوجية بالجذر مع

موت قمم الجذور النامية.

المغنيسيوم اختفاء الاخضرار من عروق الورقة ومن ثم موت هذه المناطق.

الكبريت اصفرار متساو للأوراق الجديدة والصغيرة.

الحديد اختفاء الاخضرار من عروق الأوراق الجديدة ومن ثم ابيضاضها الذي قد

يكون مختلطا باللون البني.

النحاس تبرقش أبيض على الأوراق الجديدة مع بروز بقع ميتة، أوراق صغيرة ورقيقة ومشوهة.

المنغنيز اصفرار الأوراق.

الزنك أوراق صغيرة مزدحمة في مجموعات محيطية.

علاج نقص أو زيادة بعض العناصر في النبات

* أولا (الأعراض): ضعف النمو وتحول الأوراق الكبيرة إلى باهتة وربما التلون قليلا باللون الأرجواني (وبشكل

خاص النباتات في البيوت البلاستيكية أو في الأصص).

السبب: نقص النيتروجين في النبات.

العلاج:

1) إضافة السماد العضوي والدبال.

2) إضافة السماد المخمر جيدا على جوانب النبات.

3) التسميد الأخضر باستخدام النباتات البقولية.

4) استخدام عصارة القريص كسماد. ذلك أن القريص يعتبر نبات تجميع ديناميكيا للعديد من العناصر الغذائية

الموجودة في التربة ويركزها في أوراقه.

ويعتبر النيتروجين من ضمن العناصر التي يعمل القريص على تركيزها. بمعنى أن القريص يعتبر غنيا جدا بعناصر

أساسية هامة يحتاجها النبات بكمية كبيرة أو قليلة (النيتروجين، الكالسيوم، الحديد، البوتاسيوم، الصوديوم، الكبريت

والنحاس).

طريقة تحضير عصارة القريص: يجمع القريص الأخضر ويضغط تدريجيا تحت ثقل خفيف (بهدف استخلاص

العصارة) ونقوم بجمع العصارة الناتجة عن الضغط.

وبإمكاننا القيام بهذه العملية عبر وضع القريص الأخضر في برميل مغلق بالبلاستيك ونضع ثقلا فوق البلاستيك الذي

يغلف القريص ومن ثم نجمع العصارة من خلال ثقب في أسفل البرميل.

استخدام عصارة القريص: تستخدم عصارة القريص كسماد وذلك على شكل محلول مائي بنسبة حجمية 1 قريص: 20

لتر ماء. ويرش المحلول على الأوراق (من الخلف) كي تمتصها الأوراق جيدا.

ملاحظة: بإمكاننا استخدام القريص كمخصب للتربة وذلك من خلال إضافته إلى الدبال (الكمبوست).

* ثانيا (الأعراض): اصفرار عروق الأوراق الحديثة (خاصة في النباتات التي تعتاش في بيئة حامضية).

السبب: نقص الحديد في النبات بسبب ارتفاع الحامضية وبالتالي اختفاء عنصر الحديد.

العلاج:

1) ري النباتات بماء المطر أو ماء منخفض الحموضة.

2) استخدام عصارة القريص كسماد (راجع البند السابق- أولا).

* ثالثا (الأعراض): حروق على حواف الأوراق الحديثة وتعفن أزهار البندورة والفلفل (ظهور بقعة بنية ومستديرة

في أسفل الثمرة).

الأسباب: أحد أو بعض الأسباب التالية:

1) نقص الكالسيوم في النبات أو عدم تمكن النبات من امتصاص الكالسيوم وبالتالي التحرك نحو الخلايا الحديثة.

2) نقص في المياه.

3) ارتفاع الرطوبة.

4) ارتفاع نسبة البوتاسيوم والأملاح في الدبال (الكمبوست).

العلاج:

1) غسل التربة بمياه عذبة لتقليل نسبة البوتاسيوم الذي يعيق امتصاص النبات

للكالسيوم.

2) نثر قليل من الجبص على التربة المنوي علاجها وذلك بهدف إزالة البقع عن

الثمار والتقليل من نسبة الأسمدة البوتاسية.

3) استخدام عصارة القريص كسماد (راجع البند الأول في هذه النشرة).

* رابعا (الأعراض): اصفرار عروق الأوراق الكبيرة (وخاصة النباتات المعرضة لأشعة الشمس القوية).

تعتبر البندورة من الخضار المعرضة لهذه الظاهرة، علما بأن الأوراق المنخفضة والتي يكون نموها طبيعيا،

تحمل نفس أعراض المنطقة المصابة.

السبب: نقص المغنيسيوم أو انعدامه بسبب ارتفاع نسبة البوتاسيوم.

العلاج:

تقليل المغذيات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم.

* خامسا (الأعراض): زيادة التوريق (نسبة الأوراق على حساب الأزهار، وخاصة في المناطق قليلة

الضوء).

السبب: زيادة النيتروجين في النبات.

العلاج:

1) ضبط وتحسين عملية الري.

2) تقليل التغذية، كي يتاح للنبات أن ينمو بشكل طبيعي.

* سادسا (الأعراض): نمو ضعيف واصفرار الأوراق وتحول الجذور إلى اللون البني.

السبب: ارتفاع نسبة الأملاح. ويزداد التأثير السلبي لارتفاع الأملاح في حالة ترك النبات جافا.

العلاج:

1) وقف التغذية السائلة.

2) إزالة المهاد والسماد.

3) إشباع التربة بالمياه بهدف غسلها من الأملاح، وذلك بواسطة ري النباتات بكمية أكبر من المياه.

4) زراعة سماد أخضر في الشتاء.

* سابعا: نقص عناصر الصوديوم، الكبريت، النيتروجين، الكالسيوم، البوتاسيوم، الحديد والنحاس.

العلاج: استخدام عصارة القريص كسماد(راجع البند الأول).__

المصدر: الإنتر نت
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 131 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2018 بواسطة ALshawani

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,647