جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أَلا ذُوقوا عَذابَ الذُّلِّ دَهْراً
فَلَسْنا نَسْلُ خَيرِ المُكْرَمينا
لأنَّا قَدْ مَلَكنا الصَّمتَ دَهْراً
وَ بِتْنا كَالصًّبايا مُقْعدينا
وَ إنْ قُمْنا عَلى وَهْنٍ مَضينا
وَ إنْ نَطَق الحكيمُ بِنا خَرينا
شَرِبنا الذُّلَّ كأساً تُلوَ كَأسٍ
فَما ثُرنا وَ لا يَوماً عَصينا
وَ سال الدَّمْعُ أنهاراً لِتَسقي
سَليلَ العُهرِ ابنِ الأحْقَرينا
وَنَشربُ إنْ وَرَدنا الماءَ كَدراً
لِنُشربَ نَسلَ صُهيونٍ مَعينا
رَقَصنا بينَ أفخادِ الغَواني
وَ للباراتِ كنَّا السَّابقينا
فَبعنا الأرضَ وَ العرضَ المَصُونا
وَ نِمنا للمَعالي طالبينا
بَكَينا القدسَ مِنْ عَهدٍ تَولَّى
وَ صِحنا في يَهودٍ لاعِنينا
خَطَبنا وُدَّ أمريكا فَرَدَّتْ
أَعَنْ بغدادِ أنْتمْ سَائلينا ؟
هُنا الإرهابُ يجري في العروقِ
فَإنْ قُمنا فَكونوا قَائمينا
نَسينا زَهرَةً في القدسِ تَبكي
عَلى الأطلالِ تَبكي الأوَّلينا
فَما نَامتْ مِنَ الإذلالِ يَوماً
تُعاني نَيرَ حقدِ الخَائنينا
وَ فُجْراً قَدْ نَما في الرَّحمِ حَتَّى
سَمِعنا صَرخَةَ الأنطافِ فِينا
فَقُلنا ضِحكةٌ هذي عَلَينا
وَ نِمنا عَنْ صَداها مُعْرِضينا
وَ نامَتْ بينَ أهدابِ الرَّزايا
حُماةٌ , بعدَ عِزِّ الأكرمينا
فَهذا اليومَ تُبكينا دِمَشقٌ
كَما أَبْكَتْ عُيوناً قاصِرينا
وَ مَازلنا بِرَحمِ الذُّلِّ نَلهو
وَ نَشدو خلفَ لحنِ المُجْرمينا
فَهَلْ أحياءُ نَسعى أمْ مُواتٌ
أمِ التَّاريخُ يطوينا عِيانا ؟؟
وَ هَلْ أبْقتْ لنا الآلامُ عَيناً
لِنَصحو قبلَ أنْ يمضي الأوانا ؟؟
هُنا أرثي زَماناً كنَّا فيهِ
عُلاةُ الكونِ .. كنَّا الوارثينا
وَ أرثي بَينَ أحْضانِ المَنايا
بُناةَ المَجدِ مَنْ كُنَّا نَسينا
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة