جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
امْسَحْ دُموعَكَ يَا وَطَنْ
مَا عادَ يُحْيينا البُكاءْ
فَالموتُ خَيَّمَ في القُلوبِ
مُدَثِّراً حُزناً تَنامي
بَينَ أرحامِ الأَجِنَّةِ وَ النُّطَفْ
امْسَحْ دُمُوعَكَ يا وَطَنْ
بَلقيسُ ماتَتْ مِنْ زَمَنْ
وَ رُفاةُ قُرطاجٍ مَكاحِلُ
فَوقَ صَدْرِ هَنيبَعَلْ
حَتَّى الدِّماءُ وَ قَد كَسَتْ
قَصْرَ الخَوَرْنَقَ مِنْ زَمَنْ
قَتَلتْ كَرامَتَنا وَ راحَتْ
تَقْتَفي آيَ الحُزُنْ
امْسَحْ دُمُوعَكَ يا وَطَنْ
فَابْنُ كَلثومٍ مَضى
سُقْياه كانَ بِبَعْلَبَكْ
كَي يَكتُبُ التَّاريخُ
إنَّا بَعدهُ خُنَّا دِمَشقْ
بَعْدَ إذْ أعدَمْنا خَالدَ
وَ ابنَ عَامِرَ
تَحتَ مِقْصَلةِ الفَتاوى
للجِهادِ وَ بِالنكاحْ
فَحَمَلنا سَيفاً لا يُجيدُ اليومَ
مِثلنا حَملَهُ
كَي نَغْزُ أغْشِيةَ البَكَارى
رَافعينَ رُؤوسَنا
وَ الكونُ يَنظُرُ فِعْلَنَا
مِن أرضِ فاسٍ نَنْطَلِقْ
حَتَّى عَدَنْ
فَامْسَحْ دُمُوعَكَ يا وَطَنْ
القُدسُ كَانتْ زَهْرَةً
سَكَبُوا الفُجُورَ بِطُهْرِها
وَ أمْعَنوا فيها النَّظَرْ
وَ كلابُ شُذَّاذِ البَراري
فِي غُرفَةٍ دَخَلوا بِها
بَعدَ أنْ دَفَعوا الثَّمَنْ
كِي يُلقوا بِالحِقدِ الدَّفينِ
بِرَحْمِها
وَ يَنامُ حَاكِمُنا
عَلى أعتابِ غُرفَتِها
كَي يمنَعَ الأطيارَ مِنْ شَدوِ القَدَرْ
فَامْسَحْ دُمُوعَكَ يا وَطَنْ
إنِّي بُليتُ بِطَبرَقٍ
فَرأيتُ شَيخَ العُرْبِ
يُشْنَقُ مِنْ جَديدْ
وَ الرَّقصُ مَعْ قَصفِ المدافِعِ
نَشْوَةٌ
فَوقَ أشْلاءِ الوَليدْ
فَامْسَحْ دُمُوعَكَ يَا وَطَنْ
لَمْ تَبقَ فِينا نَخْوَةٌ
كَي نَسْتَفيقْ
لأنَّنا بِالحِقدِ مَزَّقْنا الحَديثْ
وَ دَفَنَّا أشْلاءَ العُروبَةِ
تَحْتَ أطْلالِ الرَّذيله
وَ َجلسنا فَوقَ اللَّحْدِ
نَقرأُ مَا تَيَسَّرَ
مِنْ سُورةِ المَوتِ
التي كُتِبَتْ
عَلى لَهَبِ الحَريقْ
فَامْسَحْ دُمُوعَكَ يا وَطَنْ
وَ اقْصُف بِسُمِّ الرِّيحِ
أَعجازَ النَّخِلْ
لا نَستَحِقُ الدَّمْعَ مِنْ عَينيكَ
أوْ صَرخَةَ الآهِ التي
قَد كُنتَ يَوماً صُغْتَها
لِمواكِبِ الشُّهداءِ
بَينَ أهْدابِ المُقَلْ
فَامْسَحْ دُمُوعَكَ يا وَطَنْ
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة