حَاوَلتُ ..
يَا حَبيبَتي أنْ أُلَمْلِمَ 
أَشْلائيَ المَنثورةَ فَوقَ الطُّرقاتْ
أَنْ أجْمعَ أَطرافِيَ المبتورةَ
وَ المدفونةَ في رَحمِ الأيَّامِ
المَجبولةِ بِالآهاتْ
كَي أُلقيها خلفَ الأسوارِ
لِينبُتَ مِنها التِّينُ
وَ أشجارُ البُرتقالْ
وَ عَلى نَبضِ فُؤادي المغروسِ
تَحتَ جَذرِ السِّنديانِ
يَحملُ مِعولَهُ الفلاحُ 
لِيُغنِّي فِي العِشقِ الموالْ
فَأركبُ قَوساً مِنْ قَزحٍ
أَعْلو فيهِ
لِأمْسي سُحباً 
تُمطرُ بينَ يَديكِ
فَتحطِّمُ هَذي الأغْلالْ
حَاوَلتُ
أَنْ أَحبِسَ أَشْواقيَ المَغلولَةَ
بَينَ ضُلوعي 
أَنْهاراً وَ دُموعْ
كَي أَتَنفَّسَ مِنْ رِئَتيكِ
سُيوفاً وَ شُموعْ
وَ أنا أَبحثُ فِي عَينيكِ
عَنْ مَوطنِ أَحْبابي
عَنْ إسمٍ وَ هُويَّه
كَي أُخرجَ أحْلاميَ
مِنْ أحْشاءِ الزَّمنِ الوَحْشيَّه
وَ أُعالجَ حُنجرتي
لِتفيضَ مَسَاربُ صَوتي الأثَريَّه
فَأُغنِّي أُغنيةَ العَودَةِ
بَينَ سَواحلِ عَينيكِ
وَ أنَا أَحمِلُ بَينَ يَديَّ
مَناديلَ صِباكِ العُذرِيَّه
حَاوَلتُ
أَنْ أجمَعَ دَمعيَ مِنْ غَضَبِ البَحْرِ
وَ مِنْ فَيضِ الأنهارْ
كَي أَخلِقَ نَهراً مِنْ قَلبي
يَمتَدُّ كَما الوشْمِ عَلى خَدِّ البَدَويَّةِ
يَجري فِي عُمقِ الوِديانِ 
لِيَسْريَ بَينَ شَرايينُكِ
شَهْداً
يُلهِمُنا الأَشْعارْ
حَاوَلتُ .. حَاوَلتُ
وَ لكِنْ يَا حُبِّي
لازِلتُ أنَا المَنفِيُّ
أَنَا المَقتولُ عَلى مَذبَحةِ التَّاريخِ
وَ عَلى أَشواكِ ربيعٍ يَأتينا
طَيفاً أمْشي عَاريَ القَدمينِ
وَ لا أَتركَ لي فيهِ آثارْ
حَاولتُ .. حَاولتُ
وَ سَأبقى يَا رَوضَ العُمرِ أُحاوِلُ
كَي يَخرجَ مِنْ صَدري غَضبُ البُركانْ
فَأعودُ أُحَلِّقُ فوقَ سَماؤكِ
عَنقاءٌ
أَمسحُ بِالوَصْلِ
بِحارَ الأَحْزانْ 
فَانتَظري يَا لَوعَةَ جَدِّي وَ أبِي
سَأعودُ لأَخترقَ حُدودَ الأيَّامِ السَّوداءْ
مُمْتطياً خَيطَ الشَّمسِ
أُقبِّلَ حُمْرةَ خَدَّيكِ
وَ أُعلِّقَ إسْمي
فِي قائمةِ الأَحياءِ الشُّهداءْ
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة  

 


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 271 مشاهدة
نشرت فى 19 مايو 2013 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,315