أَنَا قَدْ سَقَيْتُ
الوَرْدَ فِي خَدَّيْكِ
دَمِي
وَ أَنْهاراً مِنْ دِموعٍ
فَاضَتْ بِها
شَوْقاً إِلَيْكِ
أَعْيُني
كَي يُزْهِرَ الحَنُّونُ
فِي عَيْنَيْكِ
وَ الزَّهْرُ النَّدِي
وَ مَشَيْتُ فِي الصَّحْراءِ
وَ المَنْفى
أَسيراً مَعْ هَواكِ
لِأَبْكي
وِحْدَتي
وَ لَقَدْ أَذَبْتُ الصَّمْتَ
فِي بَحْرِ العُيونِ
وَ شَرِبْتُ كاساتِ المَرارةِ
جَمْرَةً
كَي تَسْمَعي
لَا المَوْتُ مُسْعِفُني
وَ لا الصَّبْرُ الذي
بِالنَّارِ يَكْوي
مُهْجَتي
وَ أَعُودُ أَنْسُجُ
مِنْ خُيوطِ الشَّمْسِ
بِالإعْياءِ
مَعْ حَرِّ الفُؤادِ
عَباءَتي
كَي يُشْرِقَ الفَجْرُ
مِنْ عَينَيكِ
نُوراً
بِهِ يَحْيا الغَريبُ
مَنْ كانِ
عَنْ هَذا النَّوَى
بَينَ اليَدَينِ
عَمِي
فَاسْأَلي الأحْلامَ التي
بِالوُجْدِ تَزْخَرُ
كَيْفَ تَمْضي
لَيْلَتي
كَيْفَ الرَّبيعُ إِذا أَتَى
قَتَلَ الشَّقائِقَ
وَ الحَقائِقْ
فَلا الرَّوضُ أَيْنَعَتْ
أَزْهارُهُ
وَ لا السَّنابِلُ فِي الحُقولِ
تَمايَلَتْ
طَرَباً بِمَقْدِمِهِ
النَّدِي
فَا اللَّيلُ قَدْ أَرْخى سَتائِرَهُ
سُوداً
عَلى عَرْشِ الهُمومِ
لا الفَجْرُ يِرفَعُها
وَ لا صَرَخاتُ أَنْفاسي
التِّي تَرْتَدُ
صَمْتاً مِنْ عَلِ
وَ أَنا الذي
بِالعِشقِ
أَرْسُمُ لَوحَتي
كَي تَقْرأي أَوْ تَسْمَعي
وَ لَقَدْ جَعَلتُ
مِنَ الأَلوانِ وَصْلكِ
مُنْيتي
فَضُمِّيني إليكِ مَا
اسْتَطَعْتِ
وَ مِنْ عِظامي
تَكَحَّلي
كَي يُزهِرَ الياسمينُ
في عَينيكِ
وَ امْتصي مِنَ الوَريدِ
إِلى الوَريدِ
دَمِي
وَ اذْرُفيهِ
إِذا مَا شِئتِ يَوماً
قَلائدَ عِشقٍ
فَوقَ أَنْقاضِ الهَوَى
وَ عَلى ضَرِيحي
إِنْ مَرَرْتِ
تَرَحَّمِي
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة