عندما تُمطرُ عيناكِ عِشقاً
يأوي الرَّضيعُ إلى ثديِ أمه
و تغردُ الأطيارُ في أكنانِها
أما أنا ..
أما أنا فأذوبُ بينَ حباتِ المطرْ
لأعود سحاباً تُمطرهُ عيناكِ ولهاً
أنسابُ كما الجدولُ بين شرايينك
تمطرني عيناك ..
لاعودَ إليكِ من جديد
قد بتِّ يا حبيبتي القضاء
إن شئتِ و القدرْ
عندما يمسي الربيعَ بلا زهور
و لا يسقطُ في الشِّتاءِ المطرْ
أبحثُ عنكِ في عيونِ النائمين
و آلامِ المكلومين ..
في صرخاتِ الأطفالِ الجائعين
أتقصى أخبارَكِ من أحلامِ العائدين
كي أضُّمَكِ من جديدْ
طيفاُ كنتِ أم حلماُ
لأسلكَ دربَ هوانا الوعرْ
عندما تصبحُ ليالينا سرمدية
لا نعرفُ النَّهارَ و لا يشرقُ القمرْ
يختفي العشاق عن الطرقات
لا نجوى نسمعُ ..
لا شكوى لا آهاتْ
أكبرُ يا حبيبتي آلافَ السنواتْ
أبحثُ عنكِ في الصحفِ القديمة
و الأفلام العربية
في الكتاباتِ المنمقةِ السومرية
أنسابُ بين الأحرفِ و الكلماتْ
أبحثُ عن موطئَ قدميكِ
أجثوا .. فأقبلُ نعليكِ
ليشرقَ بين عينيكِ القمرْ
تهتُ يا حبيبتي بين ثنايا التاريخ
و ما تنقلهُ الأخبارْ
لتطيحَ بالنفسِ الهواجسْ
فتاريخنا و تاريخك
كفَّنهُ يا منية الروحِ الأحبارْ
فدعينا نكتبهُ من جديد
تاريخٌ لا يكفن
من دماءِ الشهداءْ
و شلالِ دمائي الهادر من عينيكِ
اصنعي أنتِ الأحبارْ
اكتبي في صفحتهِ الأولى
و في وسط الصفحة
عودة
ليعودَ الطيرُ يغني فوقَ الأغصانْ
و تعود السنابل ..
تتمايلُ مع وقعِ العودة
و الزهرُ يتفتحُ نشوانْ
مع سحبِ الشوقِ الرابضةِ بين العينين
تنتظرُ البرقَ
لتمطر عشقاُ
أذوب أنا فيه
كي يزهر من جديد
الأقحوانْ

الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 210 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2012 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,310