الآن يا حبيبة
و الكلمات تفر من أمامي
فاقدة معانيها
لم يبق إلا الصمت لي
و هاتان العينان
تنقلان رسائلي
لست أدري ..
كيف بالنظرة أبتدي ؟
أو يا حبيبة , كيف أنتهي ؟
هل أبتدي بلقائنا ؟
و الطير يشدو حولنا
حتى السنابل في الحقول
تمايلت نشوى بقصة حبنا
و البدر يدنو و يدنو و يدنو
حتى يلامس كفنا
الكون غاب عن الوجود
لم يبق فيه يا حبيبة
إلا أنتِ و أنا
بثوبي العتيق ..
تمزقت أطرافه
رتقتهِ بخيوط البدر
فعاد أجدد من جديد
و امتطينا صهوة الأحلام نرنو
نرنوا إلى الأفق البعيد
حيث الغرام عبادة
و العشق محراب القلوب
و أنا بين يديك يا حبيبة غارقٌ
و الشوق يقتل مهجتي
أراني بين جفنيكِ أذوب
و تمضي بالعمر السنون
لم يفلح السجان في قتلي
و قتل هذا الحب
فكل دقيقة تمضي
تزيد من شوقي إليكِ
فاجتزت حواجز الحقد الدفينة
في عيون جلادي
كي أعود إليكِ يوماً
تغرقني عينيكِ
و ها أنت اليوم بين يدي
عيناكِ في عيني
اجتزنا ما وضعوا من حواجز
لم يبق يا حبيبة إلا هذا الحاجز
و هذا الذي حقداً , إلينا ينظرُ
لم يبق إلا هو
فأحملك بين أحضاني
نحلق كما كنا زمان
نعانق النجوم
نناجي الطير في الأكنان
نظرت إليه
أغلقت عينيها
لا .. لا بل يا حبيب العمر
ضمني إليكَ
الآن و ليس بعد الآن
أمضيت عمري يا حبيبي أنتظر هذا اللقاء
و تعالت الصرخات حول فراشي المصنوع من شوكٍ
و لم ينقطع فيك الرجاء
كم دق بابي طارئٌ أو غازيٌ
سعياً إلى قرب الوصال
لكن قلبي موصد
لم يعد فيه مكان
مازال وجهك يا حبيبي
ذاك الذي بلهيب أشواقي رسمته
فوق الثرى .. غطى السماء
من يملك المفتاح
فارفق بقلبي يا حبيبي
ضمني في المساء
و ضمني في الصباح
ضميني ..
ضميني فأنا منكِ إليكِ
ضمته و لم تعلم
ان رياح الحقد المسعورة كانت أقوى من ضمتها
كانت أقوى من قبلتها
فتحت عينيها
سألت ..
قالوا :
قد زُوِّج من هي خيراً منكِ
سقطت من عينيها الدمعة
زفرت زفرة
شهقت شهقة
نامت نومتها الأبدية
لم ترض أن يبقى ذكرى
أو قصة عشقٍ منسية
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة