الرحيل الأخير


يا امرأة

ذابت في بحر جنوني

ذابت كي

تشرق بدراً ما بين جفوني

هل يبكيك القلب

أم تبكيك عيوني ؟

يا جرحي المصلوب

فوق أسنة غربتي

فوق العذابات التي سعيا إليك

كم بها قتلت مهجتي

لا ترحلي ..

فالليل قد أمسى كئيب

غطى علي بستره

ما عدت أحتمل البقاء

قد ضاع مني حبيبتي

همس الحبيبة للحبيب

هذي دموعي

كيف اليوم أسكبها ؟

و من غيرك سيشربها ؟

أوااااااااه ...

لو كنتِ قلبي تسمعين

لو كنت صحفي تقرأين

لو كنت اليوم كما كنتِ ..

على صدري تبرطعين

قد كنتِ لي حلماً جميلاً

سبحان ربي .. كم بفضله

أبدعه ..

قد كنتِ لي حضناً دفيئاً

بين يديكِ ..

كم كان يلقى البرد منها

مصرعه

حتى الربيع حبيبتي

حتى الربيع ..

في روض عينيكِ

لو تعلمي

ما أروعه

و اليوم بات حبيبتي

بلا زهور

بلا طيور

و في فؤادي

ما أبشعه

هذي السماء كئيبة و بلا شموس

تبكي فراق أحبةٍ

مثل الربيع ...

كم كانت لنا مع الرياض ونيس

هيا حروفي .. فاسعفيني

اليوم أقتل من جديد ..

لكن بلا رجع جديد

فهي الشهيدة يا حروفي

ليتني كنت الشهيد

يأتي الشتاء ..

يأتي الشتاء , فترحلي

و الدمع فاض بمقلتي

باتت تراتيلي حزينة

أشدو وحيداً , طريداً

حتى الروح تلفظني

و قد أمست كئيبة

يا قِبلة العشاق في الزمن الردي

هل ترحلين بلا وداع ؟

لم تكتمل بعدُ الحكاية

فمن سيكملها معي ؟

هذي الدموع تحجرت في مقلتي

و النار تأكل مهجتي

شوقاً لأيام خلت

فالقلب يعلم جيداً

هذا الرحيل هو الأخير

ما عاد للقيا رجاء

لكنه يبقى الأسير

يبكي ليكسر قيده

كي تأخذيه حبيبتي معك

في هذا الرحيل


الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 365 مشاهدة
نشرت فى 24 ديسمبر 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

119,981