أراني أكْْتبُ الأشواقَ , تكتبني
              و أشدُ اللحْن علَّ النَّاس تسمعني

فلا الأزْهارُ فوق الغصْنِ قَدْ رقصتْ
             و لا الأطْيارُ بينَ الأيكِ تُطربني

أناجي البحرَ في شوقٍ و في ولهٍ
             فهاج الموجُ في عنفٍ و أغْرقني

فأُلقِ النَّفسَ فوق الأرضِ أحْضنها
                 لَعلَّ الأمُّ في ضيقي تباركني

فَصدْرُ الأمِّ , إنْ ثارتْ سيرْحمني
            وَ بعْضَ الشَّهد من فيها سَتُشربُني

فثار الدَّمعُ منْ عيني , ليعْصُرني
             على همْسٍ مِنَ الأجْدادِ , يسْألني

لماذا النَّومَ في أحْضانِ غاصِبنا ؟
               و هذا النَّومُ في لحْدي يؤرِّقني

أما مِنْ نخوةٍ فيكم لتوقظنا ؟
             أجَبْتُ السَّائلَ المكلومَ , أخرسني

بِأنَّي اليوم يا جدِّي مِنَ العربِ
          وَ صوتَ العدلِ إنْ أسْمعتَ , يقتلني

فلا الحاكم لهُ أمرٌ على وطنٍ
               وَ إنْ صرَّحتُ يا جدِّي يُعذَّبني

وَ باتَ السَّجنُ للأحرارِ , موطنهمْ
            هناكَ الشَّبحُ و التَّعذيبُ , يؤنسني

و بئرِ النِّفطِ إنْ فاضتْ منابعهُ
           سأسْتجدي رغيفَ الخبْزِ , يشبعني

فنم جدِّي و للأحزانِ , فاتركني
              فأنتَ الحرُّ , ليتَ القبْرُ يشملني

فهذي الأرضَ أرويها , لتطعمني
         وَ مِنْ صمْتي على الإذلالِ , تنْبذني

أغانينا بلحنِ العشقِ , نكْتبها
               و غيداءٌ إذا غنَّتْ , ستطْربني

فلا قدسٌ إذا هُدَّتْ , ستوقظنا
           ولا شمسٌ بدفءِ الكونِ , تُدفؤني

غريباً عشتُ في جسمي , سيخلعني
     و هذي الأرضُ إنْ تغضبْ , ستطردني

فهل من ناصرٍ يأتي , فينصرها ؟
           بسيفِ الحقِّ يحميها , و ينصرني

ألا هذي فلسطينٌ , تناشدكمْ
            وَ هذا صوتها , إنْ كنتَ تسمعني

فهبُّوا اليوم أبنائي أبارككمْ
              فناب الذِّئب في لحمي سَينهشني

وَ لنْ يبْقى بقايا كي أعانقكم
           وَ لا راياتكم في الصَّدرِ , تسعدني

فَهل أحيا لكي أنظرْ فوارسكم ؟
             كَموجِ البحرِ , هدَّاراُ , ستنْقذني


الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 583 مشاهدة
نشرت فى 26 نوفمبر 2011 بواسطة AJawad

عبد الجواد مصطفى عكاشة

AJawad
مدير عام الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

124,366