جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حلقي بين عيوني
اضربي بجناحيك أنَّى شئتِ
أيقظي ما نام مني
و أعيدي لي جنوني
قد ضللت الدرب يوم قالوا قد عقلتَ
يوم قالوا بت ذي لبٍ لبيب
أنستني المناصب و الكراسي أين كنت من الحبيب
ألقيت آخر طلقةٍ في جعبتي
و جلست أنظرك و أنت تُضربين ..
و أنتِ تُغتصبين
و أشرب نخب عزك في الصباح و في المساء
لأمضي ليلتي طرِباً بين أحضان النساء
أصحوا لأشجب و أدين
و أشرب مرة أخرى كأس عزة أمتي
فهل رأيتِ كم عقلت ؟؟
أم أشَحْت البصر عني كي لا تبصرين ؟؟
هذا أنا يا سيدة الكون و كل الأكوان
هذا أنا مذ إلى عقلي ركنت
أخشى أن أخرج في يوم عاصف ..
أخشى الشطآن
فاضربي بجناحيك و أعيدي لي جنوني
أبقظي ذاك الغضب الكامن في صدري
كي يتفجر منه البركان
اضربيني و دعيني أنظر عينيك
أعيديني كي أرضع من نهديك حليب الإصرار
كرهت الحرير ..
كرهت الكرسي
كرهت رداءً منسوجاً بخيوط العار
كرهت نفسي
احمليني يا سيدتي و طيري ..
طيري صوب الشمس المنسية
كي تحرق ما كنت لبست
كي تحيي في نفسي ما مات
كي توقظ تلك النخوة المنسية
تلك النخوة العربية
و أعود أحلق من جديد
أغرق في عينيك و أغرق
أحمل سيفي .. أحمل درعي
فأنا بين يديكِ حي و أعيش
حتى لو قالوا عني مقتول
أو قالوا عني شهيد
إني يا سيدتي اليوم أصلي
أصلي إماماً للألم اليقظان ,
ويداي على صدري مسمرتان
أخشع في محرابك
أنتظر الفجر المنبثق من فتحة عينيك ..
تلك العينان اللتان كانتا في ليل الزنزانة لي قنديلين
أصلي و أصلي و أصلي
كي أمسح بعض خطاياي
أسجد في محرابكِ .. ألتمس الغفران
اضربيني ..
أبقظي ما نام مني و أعيدي لي جنوني
فأنا يا سيدتي لست الفاروق و لست صلاح الدينِ
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة