حينا
اشتقت الى حينا
اشتقت الى ازقته الضيقة
الى رائحة ايامه الرمضانية
الى عبق اجوائه الرائعة
الى آذان جامع جدي الامام الصادق
اشتقت الى اللعب في ميضته
والتارجح على حافة بئره
والانشاد في المولد الشريف
مع اولاد الحي وترديد الاذكار
اشتقت الى صورة جدي على حائط فناءه
اشتقت الى بيتنا وجدرانه البيضاء
الى غرفه الشاسعة وسقيفته مقببة
اشتقت الى صورة ابي وعطره
الى وجهه الباسم ووقاره وهيبته
اشتقت الى حديثه وانشاده بصوته الرائق
اشتقت الى نداء امي وصوتها الحلو
وحضنها الرحب وقلبها الحنون
اشتقت الى دفئ العائلة في برد الشتاء
في ذلك الفناء لعبت مع قطرات المطر
اشتقت الى دفاتري البالية
وما رسمت فيها من العبارات الحالمة
اشتقت الى طفولتي وبرائتي
وجهلي لمعاني الحياة
واللامبالات بالضجيج
ولا بوقع الايام القاسية
ليتها تقف الذاكرة
وابقى طفلة بتلك النظرة المتفائلة
