جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
نِسْوَانِجيٌّ يُطلِـقُ سَاقهُ لِلرِّيح عَلى وَقعِ حِجَارَةٍ رَاجمَةٍ مِنْ طـَرَفِ سَيِّدَةٍ تَحَرَّشَ بهَا جنسِيًّا
بقلم : العربي الراي
في وقت تتنامى فيه أصوات حقوقية وجمعوية تناهض العنف اللفظي الذي يتعرض له العنصر النسوي في الشارع العام وما يدور في فلكه من تحرش جنسي. لا سيما وأن الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة نظمت اعتصاما يوم الأحد 2 ديسمبر 2012 بالرباط للمطالبة بتجريم كافة أشكال التحرش الجنسي، حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء. حيث دعا المتظاهرون إلى سن قوانين تحمي كرامة الفتيات والنساء. أكدت فيه رئيسة الرابطة فوزية العسولي بضرورة تغيير المواقف خاصة في صفوف الشباب كهدف أسمى للرابطة.
وفي ذات السياق، وفي حدود الثالثة بعد الزوال من يوم الأربعاء 2 يناير 2013، على بعد بضعة أمتار من الشارع الرئيسي الحسن الثاني بالسمارة، قرب روض النخيل على الطريق المؤدية إلى حي التقدم ومدرسة التقدم، تعرضت سيدة لعنف لفظي من طرف أحد السابلة الذكور، الذي تجاوز حدود اللباقة والصواب، وتجاوز بفعلته الهمجية أدبيات استعمال الشارع العمومي، وتعدى بذلك الخطوط الحمراء لحرية الغير من المواطنين. إذ دفعت به وقاحته وجرأته المفرطة إلى قطع الطريق على المرأة التي كانت ترافق طفلتيها الصغيرتين، وهي قافلة من حمام الفصول الأربعة، واستوقافها كرها وهو يتفوه بنعيق غزل متَّسخ أمام بناتها اللتين فغرَا فاهُما وهما يتابعان مشهد المتهجم الهليودي على أمهما الحنون. شاءت المهضومة الحق إلا أن تـُريَ هذا الكائن الغير المصنـَّف القـَمَرَ في واضحة النهار.
ومع تعالي صياح المرأة المستترة خلف ملحافها، وصدِّها للمتهور الماجن العديم الضمير، تجمْهر بعض السابلة لمعاينة الحدث. وتفاديا للإحراج، أطلق مجنون الهوى ذي البذلة الرياضية المعتدل القامة وذي السُّحنة السمراء والمكتنز البدن على شاكلة الأبدان المفتولة العضلات لمُرتادي نوادي كمال الأجسام، سَاقـَه للريح بعدما لاحقته السيدة المستنفرة راجمة إياه بالحجارة، نظير سلوكه الحيواني وما دار في خلده من هواجس شيطانية بهيمية.
فمن عاين الحدث وتابع مشهده الحي بالصوت والصورة سيتعرف لا محالة على زورو زمانه، ما دامت خيوط الوصول إلى الهارب قد أضحت جلية وواضحة.
وتفاديا لتكرار ما حدث وضربا على أيادي العابثين بقانون الحريات العامة، وفرملة لمنتهكي حرمة الشارع العام، والمستهترين بأدبيات المرفق العمومي، ففضح مثل هذه الممارسات مسلك أساسي من مسالك ترشيد الهندسة الاجتماعية وضمان حق المواطنات والمواطنين في السير والجولان واستعمال الطريق.
ساحة النقاش