***********************************************
مقابلة صحفية مع السيد النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بالسمارة
<!-- / icon and title --><!-- message -->
أجرى رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية مقابلة صحفية مع السيد النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة يوم الجمعة 18 يوليوز 2008 بمقر النيابة الإقليمية للوزارة، تابع أطوارها السيد مدير دار الشباب المسيرة الخضراء والسيد رئيس نادي المسيرة الخضراء للمعامل التربوية وفن الإبداع، والإطار الإداري بالنيابة ، وذلك على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال.
السيد النائب الإقليمي في استجواب قناة العيون الجهوية غداة الملتقى الأول للعدو الريفي بالسمارة
س : السيد النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة، مرحبا بك بإقليم السمارة.
بداية أشكركم على الاستقبال الطيب الذي خصصتموه لي ولمرافقي، وقبولكم تخصيص اليسير من وقتكم لإجراء هذا الحوار الصحفي.
ج : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبيه المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.مرحبا..
في البدء أود أن أشكركم جزيل الشكر السيد رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية على هذه المبادرة الطيبة، والتي هي بحق مبادرة تستحق التثمين، لأنها تجسر سبل التواصل بين الإدارة والفاعلين والنشطاء، الذين يشتغلون في إطار الشباب والرياضة والطفولة والمرأة.
س : تزامنا مع الإنطلاقة الفعلية لدار الشباب المسيرة الخضراء وتقلدكم مهمة إدارة نيابة الشباب والرياضة بالإقليم السمارة، والتي تزامنت مع الذكرى التاسعة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، وأنتم تحلون بين ظهراني الحاضرة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية – السمارة – ما هو ارتسامكم وانطباعكم الأول حول المناسبة الغالية، وكذا حول أنشطة النيابة على الصعيدين الإقليمي والجهوي؟
السيد النائب الإقليمي للشباب والرياضة بالسمارة
ج : النيابة الإقليمية تشتغل على قدم وساق وهي تحيي احتفالاتها المتنوعة والمتعددة، منذ مدة، استعدادا للاحتفاء بالذكرى العزيزة والغالية، ذكرى تربع صاحب الجلالة محمد السادس على عرش أسلافه الميامين. فعلى غرار بقية النيابات الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة عبر تراب المملكة، سطرت النيابة الإقليمية برامج حافلة احتفالا بالذكرى الغالية، وجندت كافة طاقاتها من أجل تخليد هذه المناسبة وإعطاء الحدث مكانته من خلال برامج رياضية تربوية وثقافية، وأهم تظاهرة تتزامن مع هذا الحدث الوطني البارز تظاهرة المهرجان الأول للرياضة بإقليم السمارة، حيث إننا اليوم في خضم الاستعداد لانطلاقها والتي تختزن في حمولة برنامجها سيلا من المواد المتنوعة والهادفة رياضيا ثقافيا وتربويا. وبهذا الصدد أشيد بالمجهودات الجبارة لكل الفاعلين بالقطاع، من أطر وفاعلين جمعويين وسلطات محلية ومنتخبين ورواد دور الشباب.
س : خضتم تجارب سابقة بإقليم بوجدور، واعتبارا لرصيدكم المتراكم في القطاع، ما هي إستراتيجيتكم المزمع أجرأتها بالإقليم السمارة، وهل تحمل بين طياتها جديدا، وهل طريقة عملكم هي استنساخ لنهج عمل سابقكم، أم هي طريقة مغايرة تماما ؟
ج : مجهودات السيد النائب السابق جديرة بالتثمين والتقدير، لا سيما وأنني أعتبره قدوة ومثالا يحتدى به. فمن خلال الوهلة الأولى وأنا ألتحق بمقر عملي الجديد هذا، تفاجأت بالوضع الجيد للمؤسسة، التي تضاهي النيابات الوطنية من حيث البنية التحتية والتجهيزات الحديثة والعصرية. شاكلة كالتي هي عليها النيابة الإقليمية مرآة تعكس حكامة لائقة وتدبيرا معقلنا وترشيدا محكما.
فعلى درب النماء والتجديد والتنمية المستدامة، سنسعى إلى صقل أساليب العمل وتفعيل ترسانة الأرصدة التي راكمها السيد النائب السابق، واستثمارها وفق ما تسطره وزارة الشباب والرياضة ، وتحيين المنظومة المعمول بها إقليميا وجهويا وطنيا.
إن مسيرة مشوار عملي بالقطاع مرت بمحطات، أذكر منها على سبيل المثال تقلدي مهمة إدارة نادي الطفل وشؤون الموظفين ببوجدور. أماعن إستراتيجيتي في العمل، فقد كانت ولا تزال مبنية على مبدأ الانفتاح على الآخر، وتمتين جسور التواصل مع القطاعات الخارجية، وكذلك تقلد مسؤولية تتقاسمها كافة القطاعات الحكومية ذات الاهتمام المشترك، كنيابات ومندوبيات وزارة التربية الوطنية، والسياحة والصحة والتجهيز والنقل والتكوين المهني، والهيآت المنتخبة ووكالة التنمية الجهوية والسلطات المالية، والنسيج الجمعوي، من اتحادات وجمعيات رياضية وغيرها ووسائل الإعلام. وسعيا إلى الرفع بالقطاع إقليميا إلى المستوى الذي صممته الإدارة الوصية، فإن ضرورة تشجيع روح الابتكار والإبداع والتنمية تبقى رهينة الاهتمام الذي توليه وزارة الشباب والرياضة للحاضرة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية.
س : لم تمض على تسلمكم مفاتيح اعتمادكم سوى بضعة أسابيع، ماهو تقييمكم للوضع التربوي والرياضي والفني والثقافي بالإقليم، وما هي الثغرات التي بدت لكم عند أول وهلة ؟
ج : شكرا، فالسؤال في حد ذاته وجيه ويلامس جوهر القطاع، وأعتبره شخصيا عروة هذه المقابلة وركن زاويتها ومربط فرسها.
وقوفي الشخصي على آليات العمل بالإقليم العزيز، جعلني أركز على الجانب التواصلي بين النيابة ومحيطها ومختلف التركيبات الاجتماعية التي تتعامل معها والتي تدخل معها في اتصالات مباشرة أو غير مباشرة. ونظرا للطابع الاستعجالي لبرنامج العطلة للجميع، وحلولي بالكاد وافدا جديدا على الإقليم، فقد تفوقت بعون من الله تعالى، في أن أتحكم في زمام الأمور وأجاهد نفسي والأطر التي تشتغل تحت إمرتي على تفادي الانفلاتات والهفوات قدر الإمكان، عسانا نضمن الاستفادة والسلامة للجميع.
ومن خلال اجتماعي الأول بالجمعيات الرياضية تبين لي الاستعداد الكبير الذي تبديه، ومدى رغبتها الأكيدة في الرفع من مستوى الرياضة بالإقليم. وللإشارة فإقليم السمارة يحتل فريقه : فريق وداد السمارة لكرة اليد الذي يلعب ضمن القسم الوطني الأول مرتبة مشرفة، علاوة على فريق وداد السمارة لكرة القدم المصنف في المرتبة الأولى على صعيد الأقاليم الجنوبية. هذا مع ضرورة الإشارة إلى ما تسديه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من سند ودعم للقطاع عبر جملة من المشاريع، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع تجهيز الملعب البلدي بالعشب الطبيعي، وتهيئة القاعة المغطاة لضمان الاستمرارية لجل الأنشطة الرياضية طيلة السنة. كما ألفت انتباهكم إلى أن القطاع بالإقليم سيتعزز بإحداث مسبح داخل هذا الفضاء الرياضي. وهذه كلها مؤشرات مطمئنة تبشر بغد أفضل وواعد.
س : سيادة النائب الإقليمي، كيف تعتزمون التغلب على الصعاب الراهنة وتجاوز العراقيل القائمة والمحتملة ؟
ج : التبصر والحكمة وسيلتان مهمتان لرصد الخلل مهما كان شكله ونوعه، لكن قبل الوصول إلى مكمن الداء وتشخيصه، فإنه لا بد من تكثيف الجهود وتعبئة كل الطاقات وتسطير الاستراتيجيات الملائمة، وفق حجم المشكل المعرقِـل للسير العادي للقطاع، واعتماد منطق أخف الضررين في حالة الضرورة والاضطرار... وبتعبير آخر فالعراقيل تـُدلـَّلُ بتضافر الجهود والتفاني في العمل ونكران الذات والعمل في إطار المصلحة العامة المتحررة من الأنانية والشوفنيات القصيرة. ولا مناص للقطاع من تجسير علاقته مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأخذ بيد الجمعيات التابعة للقطاع، نحو جمعيات التعاضد الوطني، جمعيات النوادي النسوية وجمعيات الأعمال الاجتماعية.
س : عرفت وزارة الشباب والرياضة تغييرا شاملا غداة تنصيب البطلة الأولمبية السيدة نوال المتوكل على رأس الوزارة. كيف تنظرون إلى هذا الإخراج، وهل ترونه يستجيب لتطلعات الشباب والرياضة بالإقليم ؟
ج : طبعا، ففي استراتيجية الوزارة ما يشي بالتغيير. فمع إشراقة وزيرة الشباب والرياضة الجديدة السيدة نوال المتوكل، تمكنت الوزارة من رسم طريق من شأنها المضي بالقطاع إلى مراتب الدول الرائدة، وإعادة النظر في العديد من الجوانب المرتبطة بتطوير وضمان إشعاع قطاع الشباب والرياضة وطنيا ودوليا. كما أخبركم أن الوزارة بصدد التهييء لتنظيم المناظرة الوطنية للرياضة، ستمد فيها جسور حوار حقيقي مع الاتحادات الرياضية ومختلف مكونات الحركة الرياضية، يتم فيها استعراض حصيلة ما أنجز، والقيام بتقييم موضوعي لها للخروج باستراتيجية عمل متكاملة ومندمجة، وفق ما تشهده الساحة الدولية من مستجدات، وضرورة عصرنة تدخلاتها في المجال الرياضي. ودون إغفال الشباب. كما أشير إلى أنه مع بداية الموسم المقبل هناك انطلاقة لبرنامج تأهيل الشباب، وذلك من خلال العناية بدور الشباب وفضاءاتها وتجهيزها بكل المعدات التي تستجيب لتطلعات روادها.
س : قبل إسدال الستار على هذه المقابلة القيمة كلمة أخيرة.
ج : شكرا على الحوار.
العربي الراي/ رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة
------------------------------------------
النعمة الباه:الناطق الرسمي باسم السياحة بإقليم السمارة في حوار مع رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة
***************
إعداد : العربي الراي
<!-- / icon and title --><!-- message -->
المسؤول عن قسم السياحة الإقليمية بالسمارة السيد النعمة الباه في مكتبه
نـص الحـوار
عرف إقليم السمارة ميلاد مشروعين سياحيين مهمين عبارة عن مخيمين أو منتجعين سياحيين، عانى القائمون عليهما الأمرين في إنجازهما وإخراجهما إلى الوجود. الأول بوادي الساقية الحمراء، والثاني بسيدي أحمد العروصي، سرعان ما توقفا لظروف مجهولة . ما سبب هذا المصير التراجيدي ؟
أولا صحيح هما مشروعان ولدا بتفاوت، وإن كانا قد ولدا ولادة عسيرة وقيصرية.الفكرة كانت سابقة لأوانها باعتبار أن مدينة السمارة في مرحلة تاريخية معينة، عرفت شيوع ثقافة العيش على إتاوات الدولة، أو ما تمنحه الدولة للساكنة، بالتالي كل فكرة تحاول أن تغير أو تنحو منحى آخر في هذا التوجه ربما يكون ذلك ظاهرا ومستترا، يكون سببا في خلق مشاريع من هذا النوع، على اعتبار أن المشاريع من هذا الصنف خارج إستراتيجية الدولة غالبا ما تكون مسايرتها صعبة ، فعادة ما تقوم الدولة بمسارتها ورعايتها حتى تقف، ناهيك عن أن الشخص المعني بالأمر هو الذي حاول من ماله الخاص أن يقوم بمثل هذه المشاريع، وطيلة سنوات لم يجد من يحرك ساكنا في مساعدته.. محاولة كهاته، ربما تكون وراءها ظروف عديدة فيها الذاتي والموضوعي، فالذاتي لا تنقصه الإرادة والاقتناع على اعتبار أن هذه مفاتيح العمل. وهناك أسباب موضوعية قلتها منها: الرؤية، ومنها أن المشكل بالنسبة للمشروع الأول، يكمن في كونه استغرق مدة سنتين بإمكانيات ذاتية، لكن لما تم اللجوء إلى البنك كان مصير القرض الذي كان من المفترض أن يخصص للمشروع أن سرق من طرف القائمين على مؤسسة البنك الشعبي آنذاك. وهذا مشكل سبق وان عرفه الجميع وتداوله الجميع كما أود أن أشير إلى أن الأمر لا يزال قائما باعتبار أن المعني بالأمر( عبد ربه) لم يعد بمقدوره أن يرعى مشروعا ، ولا يجد من يمد له يد المساعدة، ولا يستطيع هو الإنفاق من ماله الخاص... باختصار فالمشروع لا يعرف نهايته ومصيره. أما المشروع الثاني والذي جاء على أنقاض المشروع الأول ( سابقه) في طريق العيون، هو نفس الفكرة.. والذي صادف مشاكل مأساوية إن صح التعبير، فقد بدأ التفكير فيه خاصة بعدما كان هناك تراكم تجربة كبيرة جدا عبر سنوات عديدة.. كان على الخط فرنسي أراد هو الآخر الانخراط فيه، لكنه صدم بملف القرض المخصص للمشروع، إضافة إلى طرف ثالث كان يهتم هو الآخر بصفة خاصة بالقطاع، ويتعلق الأمر بالفرنسي " باتريك " الذي جاء إلى الصحراء لاقتفاء آثر الرحالة الفرنسي الشاب" فيوشانج" الذي دخل إلى السمارة متخفيا في زي امرأة سنة 1930. كان خلف هذه القصة مجموعة أشخاص قصة الرحالة الفرنسي: فيوشانج، التف حولها مجموعة أشخاص ذوو اهتمام مشترك ( رحلة هذا الفرنسي)، كان من بين المجموعة شاب من مدينة أكادير ، فارتأينا سويا أن ننجز مشروعا أخر ، والذي لم يكتب له أن يرى النور هو الآخر لأسباب عديدة ومتعددة، قد يكون أهمها أولا كون الفرنسي توفي.... بعد ذلك ظلت الأمور على حالها ولم يبارح المشروع منذ ذلك الحين مكانه ودون أن يحرك أحد ساكنا. لكنه، بمجيء السيد العامل الجديد، الذي هو ابن المنطقة، والذي يتبين أنه يحمل رؤية مغايرة ومخالفة نتوسم فيها خيرا، وقد تكون هي الأفق الذي ينتظره الكثير من أصحاب المشاريع، الذين يحاولون جادين اختراق جدار الصمت.. أو جدار الرؤية الأخرى.. من أجل أن يتكون هناك أفق يكون في مستوى تطلعات الساكنة، ويكون في مستوى السمارة باعتبارها قطبا من أقطاب السياحة مستقبلا.
مشروعان سياحيـان من الحجم الذي صمم لهمـا، وبالمواصفـات الدقيقة التي أنيطت بهما ومـا يتضمنانه من حمولة ثقافية وسياحية، من شأنها أن تؤهل الإقليم إلى مصاف متميز، جديران بالاهتمام من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالة تنمية أقاليم الجنوب، والمنتخبين والمجتمع المدني. لماذا لم يتم الشروع في هذا الملف- ونحن نعلم أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مضى على انطلاقتها أربع سنوات ونيف ؟
هذا سؤال وجيه. أحيانا يتساءل المرء - وهنا تحضرني فكرة أنه في بعض الأحيان يتم تجميع بعض الطلبة العاطلين، ويعقد لهم اجتماع مع مؤسسات مالية، يكون الخطاب دائما هو أن هذه المؤسسات ستقرضهم مالا لانجاز مشاريع معينة . لكن نظرا للواقع الذي يرونه أمامهم فهم محظوظون... فيما نجد أن أشخاصا آخرين سبقوهم، قاموا بمشاريع من مالهم الخاص ولم يساعدهم أحد.
فكيف لمؤسسات مالية أن تعطي المال لأشخاص - يعني هكذا جزافا؟
والمقارنة تبين لنا الفرق... صحيح أنه عادة ما يشاد بالمستوى الذي وصلت إليه مخططات معينة في بعض الأقاليم... فوكالة تنمية أقاليم الجنوب، طبيعي جدا أن تقوم بزيارة لمناطق وعمالات وأقاليم، وطبيعي جدا أنها تطرح أسئلة من هذا النوع، وتتساءل ما هي المشاريع المستقبلية المنجزة أو التي لم تنجز أو كذا أو كذا... لا أدري ما هي الأجوبة..على اعتبار أنه لحد الساعة لم نسمع بأي تحرك يُعـنـَى بهذه المشاريع التي تم إنجازها، أو محاولة حتى معرفة لماذا لم تشتغل بعد.. علما أن الكل يطرح أن السمارة هي المستقبل السياحي، وأنها في حاجة إلى متنفس وأنها كذا وكذا... دائما نفس الخطاب، لكن على مستوى الواقع شيء آخر.
اطلع الرأي العام المحلي والوطني على خبر اكتشاف مواقع أثرية لنقوش صخرية تعود إلى حقبة زمنية غابرة ولإنسان العصور البدائية، وذلك بكل من جماعة سيدي أحمد العروصي وجماعة حوزة، صدر في حقه كتاب باللغة الفرنسية، بحيث عرفت زيارة لوفد حكومي ووكالة تنمية أقاليم الجنوب والعمالة الإقليمية. هل من توضيح لهذا الموضوع؟
هو طبيعي جدا، هو ليس كتابا فرنسيا، بل سبقته كتابات قديمة جدا في العهد الكولونيالي، تم تجميعها من حين لآخر، وهناك دائما محاولات جادة حول هذا الموضوع باعتبار أن هذه المآثر التاريخية معروفة، ومعروف بها إقليم السمارة، وهي ليست بسيدي أحمد العروصي وحده، وإنما في مناطق كثيرة من السمارة، اعتبارا أن السمارة تحوي العديد من المواقع خاصة النقوش الصخرية والقديمة، وهي ترجع إلى 4000 سنة قبل الميلاد، وهي تشي بحضارة قديمة جدا يمكن اعتبارها على المستوى السياحي- يعني Une potentialité (قطب) يمكن الاعتماد عليها في السياحة مستقبلا خاصة السياحة الثقافية، وهي موجودة بالجديرية بحوزة، بميران وامكالة -يعني- التابعة لسيدي العروصي.
طبيعي جدا أن يتم الاهتمام بمعلم ثقافي كهذا، وبثه للمستقبل وتسهيل قراءته، وبعدم مسح آثار مرور الوقت، هذا مع إخضاعه لترميم ينبني على احترام المادة الأصلية وكل العناصر ذات الأهمية التاريخية والفنية والبيئية، ومأسسة ثقافة المآثر والتحف وكيفية التعامل معها والحفاظ عليها، فالمواقع تحتوي على كتابات قديمة جدا... وباعتبار أن هذه المآثر التاريخية معروفة بإقليم السمارة، فهي ليست بالجماعة القروية سيدي أحمد العروصي وحدها فحسب، بل هي متواجدة في مناطق كثيرة بالسمارة، تحمل العديد من المواقع الأثرية، خاصة النقوش الصخرية. وهي جغرافيا، تقع جنوب جبال الأطلس الصغير الذي يتميز عن باقي جبال الأطلس بطبيعة جباله التي تسود فيها صخور ما قبل الكمبري، والزمن الجيولوجي الأول، ومناظره المفتوحة التي تشرف عليها أعراف يوحي اصطفافها بنموذج التكوين الأبلاشي، حيث يمتد الجنوب والجنوب الشرقي، ومجاله المَا قبل الصحراوي و الصحراوي، المكوَّن من سهول وهضاب تشرف عليها أحيانا أعراف طولية أو مرتفعات. ويتعلق الأمر هنا بوسط جاف وصعب تسود فيه درجة الحرارة المفرطة، وندرة المياه ، و بالتالي هزالة الغطاء النباتي . كل هذه المعطيات هي ترجمة حرفية لحضارة ضاربة في القدم، يمكن اعتبارها على المستوى السياحي تميزا يمكن استثماره سياحيا مستقبلا، خاصة فيما يتعلق بجانب السياحة الثقافية. وهذه المواقع الأثرية للنقوش الصخرية تتواجد بالجديرية وحوزة وتازمغار وأمكالة بسيدي أحمد العروصي، وبمواقع متفرقة هنا وهناك بالتراب الإقليمي للسمارة .. وطبيعي جدا أن يبدأ الحديث عنها والتحرك حول التحسيس بوجودها، وذلك بأن تحركت السلطة بدورها في هذا المجال، حيث أقدم السيد العامل الإقليمي الجديد على ايلاء القطاع السياحي اهتماما خاصا، بعد استناده على رؤية واضحة ومكتملة. إنه حينما نتكلم عن القطاع السياحي، فإننا نتكلم عن كل ما يمكنه أن يساعد على تنمية هذا القطاع. وما ينبغي أن يُنظر إليه بعين الاعتبار هو أن السيد العامل قد تحرك في اتجاهات عدة في هذا المجال. هناك يعني طبعا زيارات ميدانية للمواقع المشار إليها، تم ذلك بعد توجيه سلسلة من المراسلات إلى كل من وزارة الثقافة والسياحة ووزارة الداخلية. تحرُّكٌ نأمل منه خيرا إن شاء الله.
وصل إلى علم المتتبعين والمهتمين بالشأن المحلي أن العمالة الإقليمية للسمارة وقعت عقدي شراكة مع كل من جماعة سيدي أحمد العروصي وجماعة حوزة بخصوص الموقعين الأثريين السالف ذكرهما في السؤال السابق. باعتباركم رئيسا لقسم السياحة، المنصب الجديد الذي قلدكم إياه السيد العامل الإقليمي للسمارة: محمد سالم الصبطي، ما فحوى عقدي الشراكة؟
في حدود علمي أنه ليس هناك عقدا مع سيدي أحمد العروصي أو حوزة.. في حدود علمي أنه حاليا بالنسبة لحوزة، هناك محاولة معرفة اهتمامات هذا القسم قبلا... فهناك اتفاقية مع مديرية الآثار التابعة لوزارة الثقافة، حول بناء ما يشبه المتحف في منطقة هي تابعة لمعدنها ( أي موطنها الأصلي )، قطعت أشواطا مهمة على مستوى الرؤية المستقبلية...وهو ما يندرج ضمن اتفاق مباشر مع وزارة الثقافة بخصوص المواقع المتواجدة على تراب إقليم السمارة.
هل التعيين الجديد هو بداية مشوار الهرولة بالسيد النعمة إلى منصب مندوب إقليمي للسياحة ، في غياب مندوبية بالإقليم، وأنك الشخص الوحيد والمؤهل الذي استطاع أن يقدم خدمات مهمة لقطاع السياحة الإقليمية وأن يميط اللثام عن مكنونها الثر محليا ووطنيا ودوليا؟
تعييني هذا لا يدخل في إطار الرؤية التي ذكرت ، فالسيد العامل الجديد، كما أشرت يحمل رؤية مستقبلية واعدة. وتعييني في هذا القسم ليس إلا تعيينا شابه تعيينات أخرى طالت العديد من الكوادر التي تنحدر من الأقاليم الجنوبية، والتي كانت إلى عهد قريب مهمشة..هذا دليل آخر على أن الرؤية المستقبلية يمكن أن تعطي ثمارها في المستقبل القريب.
ماذا يمكن أن يجلبه تعيينكم الجديد من قيمة مضافة إلى قطاع السياحة بالإقليم؟
طبيعي جدا ولاعتبار أنه حينما أقول: " المحلي " لا أعني به بالطبع الشوفينية المجالية الضيقة، بقدر ما أركز على كل ما يرتبط بالحيز المكاني للإقليم ورقعته الجغرافية.. ولكي نتكلم عن المحلي باعتبار أنه في إطار تدبير الشأن المحلي ، فإن الاعتماد على الطاقات البشرية لمنطقة معينة بعينها من شأنه أن يخدم المنطقة أكثر، بحيث أنه وكما أثبتت العديد من التجارب، فإن كل منطقة تقوم بسواعد أبنائها. والتجارب السابقة كانت خير معبر عن حالة كهذه...ورجوعا إلى الأمس القريب ورغم كل الجهود التي بذلت فإن معظم المحاولات لم تلاق النجاح المأمول.. ومع الثقة التي وضعت أخيرا في الكفاءات المحلية، فإنه بات ملحوظا التطور المتسارع الذي عرفته وثيرة ملف التنمية السياحية المحلية. لكن كما سبق وأن قلت فالمبادرة الطيبة التي صدرت عن السيد العامل اشتملت في البداية على الجانب التحسيسي، لتأتي بعده مراحل أخرى تصنعها الإرادة والعزيمة والطاقة اللازمة طبعا...
حسب ما تناقلتـه مصادر مطلعة، فإن الموقعين الأثريين لم يسلما من آفة السرقة والنهب، الأمر الذي دفع بالسيد العامل الإقليمي إلى تعيين حراس يشتغلون بنظام المداومة لحراسة الموقعين وحمايتهما من اللصوصية والإتلاف والعبث. ما تعليقكم حول هذه الظاهرة؟
حاليا هناك محاولة لرعاية هذه المواقع والمحافظة عليها، التي لم تسلم هي الأخرى من النهب والإتلاف. لكن هذه السرقة يبقى عنوانها البارز هو الجهل.. بحيث يظن معظم الناس والذين ليست لهم دراية بوقائع الأمور، أن هذه القبور تحتوي في باطنها على كنوز لمعادن نفيسة، علما أن هذه القبور سابقة جدا على عصر ظهور الذهب... وبالتالي هناك من يبحثون عن الكنوز وهم لا يعرفون الحقبة التاريخية لهذه القبور.. والمواقع كما أسلفت ، من الصعب جدا تغطيتها جميعها ومراقبتها بشكل دائم، وذلك راجع إلى شساعة الإقليم، وإلى توزيعها المتناثر هنا وهناك على خريطة التراب الإقليمي..
في نشاطها التواصلي الأول لجمعية آفاق للمقاولة والتنمية، تم تسليط الضوء على الصناعة التقليدية.. وتحدث ناطق باسمها بضرورة الاهتمام بهذا القطاع باعتباره قطاعا استراتيجيا مهما. كيف تفسرون الارتباك الذي يعيشه قطاع الصناعة التقليدية محليا، وهو الذي يشكل قطبا مهما من أقطاب السياحة الإقليمية والجهوية، والذي يتجلى في ضعف القدرة على التجديد، وعصرنة المنتوج، وصعوبة التسويق؟
أكيد جدا أن الصناعة التقليدية ركيزة من ركائز التنمية القوية جدا..مصاحبة لركائز أخرى، لكنه إن لم يتم المزج بينها لتكون الرؤية موحدة، أظن..من وجهة نظري أن قطاع الصناعة التقليدية سيصاب كغيره من القطاعات الأخرى بالشلل، وبالتالي عندما ننظر إلى قطاع الصناعة التقليدية بالأقاليم الجنوبية..حينما ننظر إلى جوهر القطاع أحيانا ( رؤية خاصة ) وإلى السمارة كمدينة وإقليم، وموقعها الجغرافي وإنتاجها لنوع مشابه لأقاليم أخرى، هنا يُطرح تساؤلٌ كبيرٌ : لماذا هكذا منتوج؟ خاصة وأنه لا داعي للمقارنة بينها وبين موقع كلميم على سبيل المثال، الذي يُعـَدُّ موقعا استراتيجيا، باعتبارها مدينة كبيرة جدا.. بها رؤوس أموال.. إضافة إلى مجالات حيوية ، فيها انفتاح مهم على الخارج وعلى الداخل، مثل: العيون والداخلة وبوجدور الخ... لكن، نجد أن الموقع الجغرافي للسمارة المنفتح فقط على مدينتي العيون غربا ومدينة طانطان شمالا، يحد من فرص انخراطها الفعلي في المنافسة التي يفرضها قطاع الصناعة التقليدية على المستوى الجهوي والوطني، وبالتالي لا تستطيع مسايرة الركب، نظرا لقوة المنافسة التي تبديها الأطراف الأخرى الأكثر قوة.. السؤال الآخر المطروح هو كيفية السبيل للوصول إلى تطوير المنتوج، حتى يضمن موطئ قدم في موكب المنافسة، فتشابه المنتوج واستنساخه لا يعدو مجرد استهلاك رتيب، لا ينطوي على إبداع، في حين ينبغي أن يخضع للمسات فنية خاصة، تعتمد على الصبغة المحلية وبكل ما له علاقة بالسمارة، تبلوره أيادي صناعها التقليديين ذوي الملكات الإبداعية الرائعة، والذين تتفاوت مهاراتهم وعبقريتهم وكعبهم العالي.. بمعنى آخر: إضفاء التميز على المنتوج، تختص به السمارة دون غيرها من المدن الأخرى... يعني أن هذا المخطط ينبغي التأسيس له من الآن فمستقبلا، وهذا طبعا من العوامل والأسباب التي تجعل قطاع الصناعة التقليدية بالسمارة ما زال لم يلق مبتغاه المنشود، كعنصر قيادي في التنمية. وكما هو معروف محليا فالصناعة التقليدية بالسمارة تطغى عليها الاحتفالية هي الأخرى، وتنتعش على المساعدة الرئيسية ومساعدات العمالة وكذا المجالس المنتخبة .. ليتسنى بالكاد لهذا القطاع الوقوف على قدمين ثابتين، ويحافظ على استمراريته. فهذا القطاع وللأسف الشديد لم يسع إلى ضخ شحنات تجديد في شرايينه، بل اكتفى بالإبقاء على إمكاناته المواضعة والمتقادمة، في وقت تسارعت فيه وثيرة الإنتاج ، وما رافقه من تحديث وعصرنة ،احتدمت حدة منافستها بين روادها ، كالذي شهدته الأقاليم المجاورة للسمارة . ولكي لا أعلق الاندحار الحاصل على شماعة القطاع، فإن السمارة تكتنف بين ظهرانيها صناعا تقليديين مبدعين ومهرة، يستطيعون بفضل لمساتهم السحرية تحقيق إقلاع حقيقي وشامل، يفضي بهم إلى مراتب جد مشرفة ، تمكنهم من إثبات ذاتهم في المحافل والملتقيات والمعارض المحلية الجهوية الوطنية والدولية، والانفراد بالتميز.
علمنا من مصادر مطلعة أن طريقا معبدة ستمتد بين العيون وتندوف مرورا بالسمارة تحت إشراف الأمم المتحدة ومفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة الصليب الأحمر، ستسهل عملية تبادل الزيارات بين العائلات بالصحراء، كذلك شق طريق من السمارة إلى الزويرات بالشقيقة موريتانيا. وتحرير الأجواء من وإلى السمارة في اتجاهات مناطق بالداخل أو بالخارج . ألا ترى أن هذا المستجد سيساهم في فك الحصار الطبيعي على السمارة، وسيلحقها بركب التنمية؟
لا يمكنني أن أدلي بجواب عن هذا السؤال، سوى فقط كمواطن تحدوه رغبة في أن تتحقق مثل هذه المشاريع، التي وبدون شك سترفع الحصار التي عرفته جغرافية إقليم السمارة، البعيدة عن المحاور الرئيسة للتنمية إسوة ببقية الأقاليم الجنوبية. وإنه في إطار التأهيل الحضري الذي تعرفه كل جهات المغرب بدون استثناء، يمكن أن تساهم كل من الطريق المزمع مدها بين السمارة والزويرات (بالجارة موريتانيا). وكذا الطريق بين العيون وتندوف مرورا بالسمارة، نهاية بتحرير الأجواء بفتح خطوط جوية مدنية بالسمارة، التي تتوفر على مطار صغير من مقدوره استقبال طائرات صغيرة تفي بالغرض لنقل المسافرين من وإلى السمارة في أقل مدة زمنية ممكنة، شأنها في ذلك شأن ما عرفته أجواء كل من العيون والداخلة وطانطان وكلميم، حيث بُوشرت بها رحلات جوية إضافية منذ بضعة أشهر. كل هذا يمكن تحقيقه اعتبارا لما للسمارة من موقع جغرافي يجعلها بوابة خلفية للأقاليم الجنوبية في اتجاه دول الجوار ودول جنوب الصحراء، ستعيد للسمارة تاريخها كما كان مع تجارة القوافل، بعدما كانت في سالف الزمن محورا رئيسيا لسبلها التجارية. والجهات المع<
ساحة النقاش