يخلد الشعب المغربي اليوم 6 نونبر 2010، بفخر واعتزاز الذكرى الخامسة والثلاثين لإعلان جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة.

 وتعد هذه الذكرى المجيدة التي بصمت تاريخ المغرب الحديث مناسبة ذات دلالات عميقة وإشارات قوية لحدث يؤرخ بماء من ذهب لصفحات منيرة من النضال المغربي من أجل الاستقلال وتوحيد التراب الوطني.

ففي 16 أكتوبر 1975، أعلن المغفور له الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء التي مكنت الشعب المغربي من استرجاع أقاليمه الصحراوية، وذلك بعد تأكيد محكمة العدل الدولية بلاهاي في رأيها الاستشاري أن الصحراء لم تكن يوما " أرضا خلاء "، وأنه كانت هناك روابط قانونية وأواصر بيعة بين سلاطين المغرب وبين أهل الصحراء. ولا تزال روح هذه الملحمة تنير درب المغرب في صيانة وحدته الترابية.

وقد عرفت الأقاليم الجنوبية منذ ذلك الحين تقليعة تنموية حقيقية ودينامية غير مسبوقة في شتى المجالات، تعنى أساسا بالاهتمامات اليومية وتطلعات ساكنة الصحراء، وأرخت بفضل الزيارات المتكررة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والمشاريع التي دشنها وأعطى انطلاقتها..والتي تعد أوراش الإسكان والتعمير من بين أهم الأوراش التنموية في المنطقة. وفي سياق التصميم بالارتقاء بالحكامة الجيدة، قرر جلالته فتح ورش إصلاحي أساسي يتجلى في إقامة جهوية موسعة، يريدها حفظه الله نقلة نوعية في مسار الديمقراطية المحلية. وهي إرادة ملكية سامية ترمي إلى جعل أقاليمنا الجنوبية نموذجا للجهوية المتقدمة في تشكيلها قطبا فاعلا وأساسيا ضمن محيطها الوطني، وتكاملها مع باقي الجهات في القضايا التنموية والاقتصادية المشتركة.
وإذ يعرب المغرب عن ارتياحه للتوافق حول القرار المتعلق بالصحراء المغربية ، إثر مصادقة اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة للسنة الثالثة على التوالي، ومن دون تصويت، على مشروع قرار حول الصحراء المغربية، بحيث يعد هذا التوافق...المتوصل إليه يؤكد من جديد دعم المجموعة الدولية بالإجماع لمسلسل المفاوضات الجاري تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي يحظى بقبول جميع الأطراف في النزاع، وفق ما صادق عليه مجلس الأمن على القرارات رقم 1754و1783 لسنة 2007 و 1813 لسنة 2008و 1871 لسنة 2009
وبالمناسبة لا تفوتني الفرصة أن أشيد بالموقف الشهم والبطولي للمسؤول الأمني في جبهة البوليزاريو – مصطفى سلمى ولد سيدي مولود ، والمعتقل حاليا بسجونها ، والذي يخضع الآن للتعذيب النفسي والجسدي بأقبية سجونها ، الذي قرر البوح جهرا بقناعته بموضوعية المقاربة المغربية الرامية إلى تمتيع الأقاليم الجنوبية للمغرب بحكم ذاتي تحت السيادة المغربية .

واعتبارا لمكانته المهمة داخل جبهة البوليساريو، فيمكن اعتبار خطوته الجريئة والشجاعة بالقشة التي قسمت ظهر البعير في مضارب جبهة الانفصال وحليفتها الإستراتيجية مؤسسة الجزائر العسكرية.
وبهذه المناسبة الغالية  يتقدم رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية لمبحري موقع قوافي للشعر الملكي والوطني بقصيدة شعرية  تحمل عنوان :

 مسيرة السلام

 -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

قصيدة :  مَسِـيـرَة السَّـلاَم

-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

شعر :

العربي الراي

الشاعر العربي الراي في إحدى أمسياته الشعرية

 -*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

       بـنـْتُ أفكَار المَلِكِ الرَّاحِـلِ الحَسَنِ الثـَّانِـي سَطعَتْ

                   فِي الرُّبُوعِ نـُورًا وَهَرْوَلَ المَغَاربَة ُيـُلـَبُّونَ النِّـداءَ

       وَالأقـَالِيمُ الجَنـُوبيَة ُ الغَالِـيَـة ُ بَعْدُ لـَمْ تـَنـْعَثِقْ

                   مِـنْ رَبـْقـَةِ مُعَمِّر غَاشِمٍ جَائِـر أعـْلـَنَ العَـدَاءَ

       وَرَفـَضَ مُغـَـادَرَةَ المَضَاربِ العَـزيـزَةِ مُعَـانِـدًا

                    مَسَاعِيَ دَوْليَة ً مُتـَجَاهِـلاً حُقـُوقِييـنَ وَأصْدِقـَاءَ

الصَّحْرَاءُ الاسْبَـانِيَة ُ اِسْـمٌ عَلـَى رمَـالِ الجَنـُوبِ

                  أطـْلـَقَهُ، الغَازي فـَكَشَفَ عَنْ خُبثِهِ وَأبَانَ الغـَبـَاءَ

تـَشَبَّـثَ المُـوَاطِنـُونَ الشُّرَفـَاءُ بصَحْـرَائِـهِـمْ

                  وَاسْتـَهْجَـنـُواْ جَشَـعَ الغـَريبِ فـَآثـَرُواْ القـَضَاءَ

تـَوَافـَدَ المُتـَطـَوِّعـُونَ فـُرَادَى وَمَثـْنـَى وَزُمَراً

                  لِتـَنـْظِيـمِ المَسِيرَةِ، فـَأبـْدَوِا الشَّهَـامَة وَالـذكَـاءَ

فِي مَدِينـَةِ طــَرْفـَايَةَ الغـَيـُورُونَ احـْتـَشَـدُواْ

                 وَانتَظـَمُواْ قـَوَافِـلَ تـَحَدٍّ لاَ تـَبْغِـي بَيْعاً وَلاَ شِـرَاءَ

بـتـَـؤُدَةٍ زَحَفـَتْ جُـمُوعُ الشـِّيـبِ وَالشـَّبـَابِ

                مُؤمِنـَة ًبوَطنِيـَّتِهَا وَلمْ تـُبْعِـدِ الشـُّيُـوخَ وَالنـِّسَـاءَ

هَلـَّلـَتْ الحَنَاجـرُ المـُزَمْجرَة وَكَبـَّرَتُْ تـَكـبـيرًا

                وَسَجَـدَتِ الجبَــاهُ لِلَّهِ وَأخـْـلـَصَتِ الـدُّعَــــاءَ

فـَرَفـْرَفـَتِ أعْلاَمُ المَمْلـَكـَةِ المَغـْربِيَّةِ خَفـَّاقـَة

               وَرُفِعَـتْ مَصَاحِــفُ القـُـرْآنِ تـُـلاَمِسُ السَّمَـــاءَ

لـَمْ يَبـْــقَ لِلاسْتِعْمَـــار الغـَاصِبِ إلاَّ أن أخـْـلــَى

              مَضَـاربَ الأحْـرَار، وَبـالأمْس كـَانَ يَـنـوي الثـَّـرَاءَ

وَفِي مَدْريدَ عَاصِمَةِ العـُلُـوجِ الإسْبَـــانِ وُقِّـعَـتْ

            اتـِّفـَاقِيَـة ُ اسْتِـرْجَـاعِ الصَّحْـرَاءِ فـَنِلـنـَا الـرَّجـَاءَ

دُونَ حَـرْبٍ أوْ سِـلاَحٍ تـَحَقـَّـقَ نـَصْـرٌ مُـبـيــنٌ

           وَحَضَنَـتِ المَمْلـكَـة ُ رمَـالـَهَـا وَبَـارَكـَتِ الانـْتِـمَـاءَ

العربي الراي/ رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية بالسمارة