يذهب الدكتور محمد ظريف في كتابه " الحركة الصوفية وأثرها في أدب الصحراء المغربية"، إلى أن "الأقاليم الصحراوية عرفت طيلة القرون الأربعة الأخيرة حركة صوفية متميزة امتد تأثيرها إلى مختلف مجالات الحياة الصحراوية الاجتماعية والثقافية والسياسية". حيث شهدت هذه الأقاليم مختلف الطرق الصوفية من شمال المغرب وشرقه.
وقد اشتهرت السمارة تاريخيا بزخمها الديني وغناها الثقافي، حيث كانت قبلة للعلماء والراغبين في العلم والمعرفة، ووجهة للزوار المريدين ليتتلمذوا على يد شيوخ الزوايا، لهذه الأسباب كاملة استحقت أن تحمل لقب العاصمة العلمية والروحية للأقاليم الجنوبية.
ويعد القطب الرباني والولي الصالح: - احمر اللحية - من علماء الدين الذي اشتهر بورعه وتقواه. حفظ القران الكريم وتابع دراسته الدينية بكل من فاس وبالزاوية الشاذلية بالجزائر ليعود إلى الصحراء حيث وافته المنية سنة 1850. يحي أحفاده موسم جدهم عرفانا له بمكانة الولي الصالح الروحية والعلمية.
وبتسليطه الضوء على هذا الموضوع الذي يحظى باهتمام كبير لدى ساكنة الصحراء عامة ولدى ساكنة السمارة خاصة، استفسر رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية السيد أحمد آروش مهتم وباحث في الثقافة الحسانية، وخلص الى النص التالي :
نظمت قبيلة اولاد الشيخ الركيبات يوم 17 ابريل 2010 بنواحي السمارة على بعد حوالي 90 كلم عن مدينة السمارة، عل الطريق المؤدية الى حوزة على ضفاف واد الساقية الحمراء، موسم زيارة الولي الصالح: - حمر اللحية - في نسخته السابعة ،حضره جمهور غفير من الضيوف وعلى رأسهم عامل صاحب الجلالة على إقليم السمارة، حجوا إليه من مدن : الداخلة ، بوجدور، العيون ، طانطان، كليميم ،اسا الزاك ،ومن مختلف قبائل الصحراء.
بعد افتتاح أطوار إحياء ذكرى الولي الصالح بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلا على مسامع الحضور احد أحفاد الولي الصالح حمر اللحية كلمة بالمناسبة ذكر فيها مناقب القطب الرباني احمر اللحية، أعقبتها تلاوة برقية الولاء المرفوعة للسدة العالية بالله مولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تلتها بقية الفقرات.
وقع عرف هذا الموسم الديني تقاطر جزء مهم من ساكنة السمارة الذين هبوا شيبا وشباب إلى عين المكان لإحياء الذكرى.
على الخصوص أشيد بحضور السيد: محمد سالم السويسة، الذي ساهم بشكل كبير في تنظيم هذه التظاهرة الروحية لوجستيكا وتمويلا. ومن هذا المنبر أوجه له تحية خاصة باسم أبناء القبيلة وساكنة إقليم السمارة، على إنجاح الموسم في نسخته السابعة، وعمله المشكور على ترسيخ حب الأجداد والعادات والتقاليد والتمسك بالدين والأصول.
ساحة النقاش