دورة تكوينية بالسمارة للفاعلين المحليين في مجال التنمية البشرية - دورة أكتوبر-2009
<!-- / icon and title --><!-- message -->
شهد مقر الكتابة العامة بالطابق الأول وقاعة الاجتماعات بالطابق الأرضي لعمالة إقليم السمارة ما بين 22 و 24 أكتوبر 2009 ، انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا والثالثة بعد الزوال، أشغال الدورة التكوينية المبرمجة ضمن المخطط الإقليمي للتكوين لسنة 2009 حول موضوع: " التدبير الإداري والمالي للجمعيات"، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استفاد منه الفاعلون المحليون في مجال التنمية البشرية، كالمنتخبين وفرق تنشيط الأحياء والجمعيات.
وقد اشتملت محاور التكوين لكل من الفئات الثلاث على ما يلي :
*بخصوص المنتخبين
- الميثاق الجماعي مع آخر التعديلات
- التخطيط الاستراتيجي
* بخصوص فرق تنشيط الأحياء:
- تقنيات التنشيط الاجتماعي
- استراتيجيات التواصل
* بخصوص الجمعيات:
- التدبير الإداري والمالي للجمعيات
- التدبير التشاركي للمشاريع التنموية
وقد تم بهذا الخصوص جلب ناشِطـَيْن جمعـويَيْن من مدينة الرباط ، قاما سويا بمهمة التأطير، وذلك بتوجيه ومساعدة من أعضاء قسم العمل الاجتماعي، ويتعلق الأمرهنا بالسيدة: أمينة مولاش، والسيد: أحمد أيت حدوت.
ونظرا للحضور المكثف الذي عرفته فئتا فرق تنشيط الأحياء والجمعيات، والتي تجاوزعدده 62 نفرا، فإن المؤطرة وباجتهاد منها وباستشارة مع القائمين على تنظيم الدورة التكوينية ، اقترحت فكرة توزيع الحضور إلى مجموعتين تستفيد كل واحدة منها بثلاث حصص لمدة يوم ونصف.
واعتبارا للدور الهام الذي تلعبه الدورات التكوينية ، فإن النسيج الجمعوي المحلي أعرب عن نضج كبير ورغبة أكيدة في التفاعل الإيجابي مع فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتجسير العلاقة الجدلية الحديثة العهد التي تربط بينهما.
ومن بين ما ميز هذه الدورة التكوينية التعارف الذي حصل بين قدماء الجمعيات وحديثها بالسمارة ، نشيطاتها ومتقاعساتها، القريبات والمواليات لصناع القرار، والمشاكسات والمغضوب عليها... والضوء الذي تم تسليطه على موضوع التشبيك فيما بينها .
ومن بين الملاحظات التي انبثقت عن فعاليات هذه الدورة، ما صرحت به السيدة المؤطرة ( التي ألبستها أنامل نسائية محلية ملحفا في اليوم الأخير من الدورة عربون الكرم الحاتمي الذي يتميز به أهل الصحراء)، حول وقوفها على المستوى المشرف للفاعلين المحليين، وذلك وعلى حد تعبيرها، مقارنة مع أقاليم أخرى أطرتها. وقد اعتمدت المؤطرة في ايصال المعلومة إلى المتكونين على ما اصطلحت عليه : " العصف الذهني "، مرورا بعرض النقاط الواردة في المحاور السالفة الذكر- وإن تم المرور عليها مرور الكرام - وعرض نماذج مصورة لصقر ذهبي استعاد قوته بعدما خارت، ولطيور إوز تحفز بعضها البعض وتتضامن فيما بينها...( دروس مستقاة من الطبيعة.. ومن أصل races بني جلدة الريش والمخالب والناب والظفر والقرن...)
ووصولا الى مرحلة التقييم توزع الحضور إلى ثلاث مجموعات تناولت ما استفادت فيه من الدورة التكوينية، وما تراه من اقتراحات تساهم في تطوير وعصرنة العمل الجمعوي.
وفي اقتراح لفريق اشتغل على خطة عملية التدبير الاداري للجمعيات، تطرق هذا الأخير إلى توفير الحد الأدنى لكل الجمعيات بدون استثناء للوجستيك اللازم للعمل ومباشرة المهام ، من تجهيز مكاتبها بالمعدات المطلوبة، وصولا إلى مساعدتها على توفير مقر خاص بها ، سواء في الإطار المنفرد أو الخاضع للتشبيك ، وذلك طبعا بهدف البقاء والاستمرارية، ومواكبة تطورات العصر المتسارعة، وتحقيق الأهداف بسرعة. إذ أنه كيف يعقل أن نجد من بين برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تقوية السياسات الاجتماعية التي لها وقع مباشر على المواطنين، و تفادي سقوط الفئات الاجتماعية المعوزة بالوسط الحضري في وضعية الفقر المدقع والاقصاء الاجتماعي، وتمكين هذه الفئات من الولوج للخدمات الاجتماعية الاساسية، وكذا تطوير ميكانيزمات وآليات التاطير والمواكبة الاجتماعية للساكنة... فيما تعاني جمعيات تقوم بدور الاحتواء والتأطير والتاهيل وإعادة التأهيل والمواكبة والتقييم إلخ...من الفقر والهشاشة والاقصاء والتهميش ؟ فيما يقتصر الدعم إن كتب له وأن حصل.. على مجالس العمالات والمجالس المنتخبة بأصنافها المحلية والإقليمية والجهوية ووكالة تنمية أقاليم الجنوب..في غياب شبه مطلق للدعم الدولي، لاعتبارات خاصة ...
لتختتم الدورة التكوينية بلعبة البطاطس الملتهبة.
والحقيقة أن الفاعلين المحليين سواء أكانوا منتخبين أو فرق تنشيط أحياء أو جمعيات، فهم على المستوى الفعلي .. يمسكون بالكرة المحرقة رغما عنهم.. ويَكـتَـوُونَ بما تحتويه من وُرَيقات تُسَجَّلُ عليها أسئلة ما يُعـْـتـَمَلُ في منظومة تدبير شؤونهم القائمة والمحتملة والمستحيلة..وما تـُفرزه من أسئلة ملتهبة تستوجب ردودا ساخنة ملموسة حينا، وأخرى مجردة أو منعدمة أحيانا كثيرة..
نسأل الله ألا يلتهب الصفيح الذي يشتغل فوقه النسيج الجمعوي بالاقليم..وأن تكون نارُهُ بردا وسلاما على مشاركته النبيلة في تدبير الشأن المحلي...
العربي الراي/ السمارة / المغرب
ساحة النقاش