قد يتساءل البعض: ماذا علي فعله للتقليل من فرصة إصابتي بالسرطان؟ وأنا متأكدة من أن معظمنا سمع الكثير من الأخبار عن أشياء وأطعمة تجعلنا أكثر عرضة للإصابة به وأخرى تقلل منه، ما يجعلنا جميعا في حيرة حول موضوع الوقاية من السرطان وتطبيق ما ينشر، لكون ما ينصح به تقرير ما قد يقلل من شانه، أو يكون ضده تماما، تقرير آخر. وهنا فللخبراء إجابة بسيطة تشمل ست خطوات صحية لمساعدتك، فالأكيد هو أن اتباعك لعادات بسيطة في حياتك سيقلل من خطر إصابتك بالسرطان، وهي:
* أكثري من الأغذية النباتية
على الرغم من أن اختيار مجموعات صحية من الطعام أثناء التسوق، وأثناء الوجبات لن يضمن لك عدم الإصابة بالسرطان، فإن الأبحاث أكدت من دور ذلك في تقليل الإصابة. ولذا فالجمعية الأميركية للسرطان تنصحك بالتالي:
- الإكثار من تناول الأغذية النباتية. فقد أثبتت الأبحاث أن التغذية المعتمدة على المنتجات النباتية ترتبط بانخفاض في معدل الإصابة بسرطان القولون والمريء والرئة والمعدة.
وعليه ينصح بتناول 5 أنواع من الخضروات والفواكه على الأقل يوميا، كما يجب إضافة حصص من البقوليات والفاصوليا والقمح والنخالة أيضا. واستبدال الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية بأنواع من الفواكه أو الخضروات، للحصول على فائدة الخضروات الغذائية، بالإضافة إلى ما يسهم به ذلك من تخفيض وزنك والحفاظ عليه ضمن المعدل الصحي.
- التقليل من الدهون، من خلال الابتعاد عن الأطعمة المقلية والدسمة، خاصة التي من مصدر حيواني. وللعلم، فارتفاع نسبة الدهون في الغذاء يصحبها عادة ارتفاع في ما يحتويه من سعرات حرارية، يرافقه خطر الزيادة في الوزن والإصابة بداء السمنة، وهو ما أثبتت الدراسات ارتباطها كعامل مساعد للإصابة بالسرطان.
* ابتعدي عن التبغ
تناول أي مادة تحتوي على التبغ يعتبر خطوة تدفعك في طريق الإصابة بالأورام. لذا فان التوقف عن تدخين التبغ، سواء السجائر أو الشيشة أو السيجار، أفضل قرار صحي يمكن اتخاذه لحماية صحتك ولتفادي الإصابة بالأورام عموما، ويعد أهم عمل للوقاية من السرطان. وللتأكيد ففي آخر الأبحاث أكد الخبراء على أن التدخين يرفع نسبة الإصابة بالسرطانات التالية:
- المثانة
- الرحم
-المريء
- الكلى
- الشفاه
- الرئة
- الفم
- البلعوم
- البنكرياس
- الاحبال الصوتية
فيما ارتبط مضغ التبغ بالإصابة بالسرطانات التالية:
- المريء
- الفم
- البنكرياس
- البلعوم
واما تنفس التبغ فيرفع من نسبة الإصابة بسرطان المريء والفم. حتى لو كنت لا تدخن، تفادَ مجالسة المدخنين أو مشاركتهم في المكان، لان جلوسك في جو مليء بدخان التبغ سيعرضك لمضاعفات المدخن من الدرجة الثانية (المدخن السلبي) وهو ما يقرن بخطر الإصابة بسرطان الرئة.
* احمي نفسك من الشمس
يعد سرطان الجلد من السرطانات الشائعة، في الوقت الذي من السهل تفاديه. فعلى الرغم من أن التعرض للأشعة السينية وبعض أنواع الكيماويات يلعب دورا فيه، إلا أن عامل الخطر الرئيسي له هو التعرض لأشعة الشمس من دون حماية، ما يعلل حدوث معظم سرطانات الجلد في المنطقة المكشوفة للشمس من الجسم، أي الوجه واليد والذراع والأذن. ويمكن علاج معظم أنواع سرطانات الجلد، بيد أن الوقاية منها هو الأفضل، ولذا احرصي على النقاط التالية:
- تفادي التعرض للشمس أثناء أوقات ذروة الإشعاعات فوق البنفسجية التي تكون بين الساعة 10 والرابعة يوميا، وعليه فيفضل تفادي الجلوس في الأماكن المشمسة أو التعرض للشمس خلال تلك الأوقات.
- ابحثي عن الظل اذا ما اضطررت الى الخروج صباحا، وحاولي البقاء تحت الظل لتفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس.
- غطي المنطقة المكشوفة، بلبس ملابس خفيفة فاتحة اللون، مريحة وغير ضيقة لتغطي رقبتك وأرجلك. والبسي قبعة لتغطي رأسك وجبينك وأذنيك.
- لا تنسي كريم الحماية من الشمس، واحرصي على استخدام كريم ذي معامل حماية (SPF) مرتفع لا يقل عن 20، ونظرا الى حدة الشمس لجينا فينصح باستخدام المعامل 50 وأكثر.
* حافظي على مستوى مرتفع من النشاط وعلى وزن مناسب
المواظبة على الرياضة والحفاظ على الوزن الصحي، يسهمان في تقليل الإصابة بالسرطان. فقد بينت الدراسات أن الاصابة بالسمنة يصحبها ارتفاع في خطر الاصابة بسرطان الثدي، والقولون، والمريء، والكلى، والكبد، والمعدة، والرحم. لذا يساعد النشاط الحركي في التخلص من الوزن الزائد والحفاظ على وزن صحي. كما يسهم النشاط الحركي بحد ذاته في تخفيض نسبة الإصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستاتا والرحم.
لذا حاولي أن تمارسي نشاطا بدنيا لمدة 30 دقيقة يوميا في البداية، ومتى ما تعودت على هذا الروتين، يمكنك زيادة المدة تدريجيا إلى أن تصل إلى الساعة، وهو ما ينصح به للحفاظ على الصحة عموما وبخاصة للوقاية من خطر السرطان. ويمكن لنشاطك الرياضي أن يتضمن أي نوع من النشاطات البدنية مثل تمارين الأجهزة، أو المشي أو تنظيف المنزل وغيره. ويفضل استشارة الطبيب حول نوعية الرياضة المناسبة لك.
* بادري بالتطعيم
يرتفع خطر الإصابة بالسرطان عند العدوى بأنواع من الفيروسات كان من الممكن تفاديها من خلال التطعيم. ولذا اسألي طبيبك حول قابليتك للتطعيم ضد الفيروسات التالية:
- فيروس الالتهاب الكبدي ب، فمن المعروف ان الإصابة بفيروس الكبدي ب وما يسببه من التهاب كبدي يرفع من خطر حدوث سرطان الكبد. لذا فالتطعيم من هذا الفيروس يحميك من انتقال العدوى. وقد تم تطبيق التطعيم عالميا منذ الثمانينات، واما في الكويت فبدأ تطبيقه مع المواليد عام 1999، ولذا ينصح بان يبادر البالغين بطلب التطعيم، وبخاصة من يشغلون وظائف تعرضهم للتعامل مع عينات من الدم أو الأشخاص المصابين.
- فيروسات الورم اللحمي HPV Human Papilloma Virus، وهو فيروس ينتقل جنسيا، ويرتبط بخطر الإصابة بسرطان الرحم. وعموما ينصح بتطعيم الفتيات بين سن 11 و 12 سنة ضد نوعين من الفيروسات المسببين لهذا السرطان. وبالإضافة إلى ذلك ينصح مركز الصحة الوقائية والسيطرة على الأمراض بأخذ التطعيم لمن يبلغن 13 إلى 26 سنة لمن لم يخضعن للجرعات الكاملة ضد هذا الفيروس من قبل.
* اخضعي لفحوصات التقصي
بالرغم من أن الحرص على الفحص الذاتي وإجراء فحوصات التقصي لا يجنبك الإصابة بالأورام السرطانية، لكنه يسهم في اكتشافها مبكرا، عندما يكون العلاج سهلا وأكثر نجاحا في الشفاء. وبشكل عام، فالتقصي يشمل فحص الجلد والفم والقولون والشرج، كما يشمل أيضا فحص البروستاتا والخصية بالنسبة للرجل، أما بالنسبة للمرأة فيشمل ذلك فحص الثدي وعنق الرحم. ويجب عليك الانتباه لأي تغييرات تشعرين بها في جسمك وإبلاغها للطبيب، فالاكتشاف المبكر للسرطان من خلال أعراضه المبدئية مقرون بارتفاع في نسبة نجاح العلاج.
المصدر: جريدة المدينة السعودية
ساحة النقاش