هو الفنان الشهير كامل محمد القاضي ؛ المولود بباب البحر ؛ في طرابلس الغرب سنة 1908 إف ، وهو شقيق الشيخ جميل القاضي ؛ اشتغل المترجم له في سوق الصياغة ، وكان يجيد الكتابة باللغتين العربية واللاتينية ، كما كان نقاشا ماهرا على أواني النحاس ، والفضة . كان الشيخ كامل القاضي من أكبر زجالي اللهجة الطرابلسية ، وأزجاله ذائعة بين الناس .كان رحمه الله عازفا على آلة القانون ، كما تعلم عزف آلة العود على يد محمود شوكت المبروك . قام المترجم له بتسجيل بعض أعماله في اسطوانات صحبة الفرقة التي كونها مع نخبة من فناني عصره . ولقب بكروان طرابلس في أحد المناشير التي تدعو لحضور مسرحية في يوم الأحد 22 . 12 . 1940 م ، ونصه مايلي : (( بينما يغنيكم في هذه الحفلة كروان طرابلس الفنان كامل القاضي . . . ))
وبعد سبعين سنة ونيف من عمره ، لبى نداء ربه ؛ بعد أن صلى صلاة الصبح ؛ إذ سقط مغشيا عليه ، وهو خارج من جامع سيالة ؛ بشارع الوادي يوم الثلاثاء 15 شعبان 1399 هـ الموافق 10 يوليو 1979 م . ومن أزجاله المشهورة بين الناس زجل مطلعه:
كل من يقطَّع في عباد المولي * يوم الآخرة يندم على مفعوله
لقد عارض الشيخ كامل القاضي نصوصا من المالوف ، نسبها للشيخ محمد أبي مدين ولكن هناك من أكد لي ، أنها للشيخ كامل نفسه ؛ إلا أنه كان يتحاشى النقد ، ويتواضع في إدعاء نسبة الأعمال الأدبية إلى نفسه ، وقيل إنه كان يعرض ما يكتب منها على الشيخ عمر العربي الجنـزوري ؛ عالم البلاد في علوم اللغة والدين ، خوفا من وقوعه في خطأ ، وخروجه عن أصول الشريعة ؛ أما لغة معارضاته ، فقد جاءت جميلة التراكيب والمباني ، بهية الألفاظ والمعاني ؛ تزيدها موسيقاها النغمية جمالا ورونقا بين الأغاني ، وسنذكر النصوص الأصلية التي تمت معارضتها ، مع مقامها الموسيقي ، ولكثرة نصوصه ، فسوف نعرضها في ملحق النصوص إن شاء الله
، وأذكر هنا النصوص التي عارضها :
ياابن عيسى ياولي مكناس / من يعشق الغـــزلان / اقبل زمـــان الخلاعة ذليـــت بعشــقه ؛ من مقام النـوى . يامحمد ياجوهـرة عقدي/ هـــل ترى ياحـبي / الخلاعة مــــقيـمة / آهٍ عــلى ما فـات لو من مقام الراست ،واسمعوا ذي الطــريقة من مقام الحسين
نشرت فى 15 يناير 2011
بواسطة ABDRZAG
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
24,630
ساحة النقاش