شاب مصرى فى الثلاثين من
عمره , تخرج من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 2006 و يعمل حاليا بالتسويق
الالكترونى .. شاب طموح يبحث عن النجاح و التطور المستمر , أثبت نجاحاته فى العديد
من المجالات من ضمنها التنمية البشرية , يعمل بجهد و يحرص على الارتقاء بنفسه و
تفوق بالدورة التدريبية لتدريب المدربين مع الدكتور ابراهيم الفقى رحمه الله .
تعرفت على هذا الشاب من خلال معسكر شرم الشيخ
الدولى لاعداد القادة العرب و كان من أعز العملاء الى قلبى , منذ اللحظة اللتى
قابلته فيها و نشأت بيننا علاقة ود و احترام . اندهشت لرغبته الشديدة فى
الانضمام للمعسكر التدريبى و شعرت تجاهه بالعطف و كان يشغل تفكيرى كيف سيواجه كل
التحديات خلال المعسكر من المشى على الجمر و تسلق جبل موسى و الالتزام بتدريبات
اليوجا
.. منذ لحظة وصولنا
لفندق شيراتون بشرم الشيخ و استقبال العملاء كان هو أكثرهم هدوءا و صبرا ,
منتظر و على يقين تام ان كل شىء سيسير على ما يرام مما بعث الطمأنينة على قلبى
خاصة بعد أن وجدت المرافق الملائم له ليكون معه طوال ال15 يوم , و كل العملاء و
فريق العمل بلا استثناء أحبوا هذا الشاب , تقديم المساعدة له قبل أن يطلب .. رغم
اعاقته كان يتمتع بعزة نفس و قوة تجبرك على التعامل معه كأنه شخص طبيعى تماما .
.. هذا الشاب يدعى
” أسامة طايع ” كفيف , لكنه يرى كل شىء , احساسه مرهف و عالى يشعر
بمن حوله , هادئ جدا و مجرد أن تبدأ الحديث معه تنسى تماما أنك تتحدث مع شخص كفيف
! يشعر بك و يفهمك و يشعرك بالأمان ..
من أشهر أقوال أسامة طايع و يعتز بتلك
المقولة جدا : “ أنا حالم و بطير و رافض أكون أسير أنا كاسر لكل قيود
أنا هادم لأى سدود و مش هقبل يكون فيه حدود أنا من تحدى الزمان أنا من طغى على
الأحزان”..
يوم بعد يوم نسيت تمام أن معنا كفيف بالمسكر التدريبى , يعلم كيف يرتدى ملابس
ملائمة , لبق فى الحديث , منصت جيد , ملتزم بالدورات و التدريبات , يعلم من اين
يأتى و أين يذهب , يعلم كيف يأكل و يهتم بصحته و أخلاقه و قوته الداخلية لتحقيق
أهدافه و أحلامه .. شخصية فى غاية الاحترام و تسعد لمجرد رؤيته مع المجموعة.. جاء
اليوم اللذى ذكرنى بأن أسامة طايع مازال كفيف ! و لن يقدر على هذا التحدى ..
” جبل موسى ” و يبلغ ارتفاعه 2285 متر ! أعظم تحدى خلال ال15 يوم . كنت أنتظره بفارغ
الصبر و ذهبنا بروح ايجابية عالية جدا على استعداد و خوف و حماس للتغلب على هذا
التحدى ! وصلنا للجبل و كان الجو شديد البرودة و تجمعنا و بدأنا المسيرة الحقيقية
! كنا نسير كمجموعة فى بادىْ الأمر , لا نعلم بصعوبة الأمر و ما سيواجهنا من صعاب
, البرودة الشديدة و بعد المسافة .. مع الوقت بدأنا نفترق .. البعض يسير بالأمام
.. البعض يسير بالخلف .. منهكين من البرودة و صعوبة الطريق , نواصل التسلق و المضى
للأمام .. كلما تتذكر أهدافك و أحلامك تراها فى قمة الجبل ! كلما نظرت لقمة الجبل
تزداد رغبتك فى الوصول و تحدى كل الصعاب اللتى تواجهها ! تنظر الى القمة و تراها
قريبة لكن متى نصل !؟؟ الطريق لا ينتهى مهما بذلنا من مجهود !.. فى
تلك الساعات الصعبة , ترى من حولك , البعض تنتابه لحظات ضعف و تخوف فيعود للوراء و
البعض يتمتع بقوة داخلية عظيمة تدفعه للأمام مئات الأمتار ! و هكذا يتبدل الحال
معنا جميعا .. لم أرى من حولى فى البداية من شدة الظلام و التعب , كل شخص يستمد
قوته من داخله و الشخص اللذى لفت نظرى بالفعل هو أسامة طايع ! كيف يسير يخطوات
ثابته متساوية , لا يكل و لا يمل , لا يبدو عليه الارهاق , يبدو عليه الحماس و
الاصرار و التحدى ! يسير بالعصاه الخاصة به و معه المرافق ! لا يرى قمة الجبل
مثلنا ! لا يعلم ما يوجد أمامه و أين سيضع قدميه ! لا يستمد قوته من المناظر
الخلابة من حوله ! لا يعلم كم متبقى للوصول الى القمة !كل ما
يعرفه أن هذا تحدى جديد , و يستمد اصراره و طموحه من قوته الداخلية الغير منتهية !
اصراره على الوصول أهم من أى شىء ! لا يهمه البرودة و بعد المسافة ! فقط يعلم و
على يقين و ثقة بقوته الداخلية أنها ستوصله الى مبتغاه ! يعلم أنه مهما كانت صعوبة
التحدى فسوف يعبره و ينتصر على نفسه أولا و ينتصر على الآخرين ! لم تنتابه لحظات
الخوف و الضعف مثلنا ! لا يرى لكنه ينظر لأعلى دائما ! ينظر للأمام و اصراره تعدى
كل الحدود . وصل أسامة طايع الىالقمة
بكل فخر و كل من حوله سعداء و فخورين به ..ترى
السعادة فى عينيه لنجاحه و اثبات قوته اللتى تدهشنا كل مرة أكثر فأكثر .. ..
أوجه رسالة شكر خاصة للشاب “أسامة طايع ” لما انتابنى من شعوربرؤيته كذلك
, و القوة اللتى استمدتها منهطوال المسيرة ! أراها يسير
أمامى بخطوات ساحرة لا يخشى ما سيواجهه , لا يكترث بأى عوائق من حوله .. مثال
القوة و العزيمة و الارادة الحديدية .. أتمنى لك كل التوفيق من كل قلبى الى حين
لقاء آخر ..