بعد أن انتهت عبير من القراءة نزلت دموعي دون تحكم مني فيها قلقا على هدى وفرحا لأن حبي لها لم يكن وهما فتفاجئنا بطرقات على الباب شديدة كأن الذي يطرقها يعلم جيدا أننا في البيت فذهب هادي ليفتح الباب فإذا بفتاة تدخل وتبحث عني فلما رأتني قالت صدقت هدى صدقت هدى إنها أخت هدى قلت لها والمفاجئة تدهشني ماذا حدث قالت ما حدث لا استطيع أن احكيه لكن ما أقدر أن أقوله لك أن هدى بتموت قامت من نومها وقالت لي أن آتي إلى هنا لأني سأجدك وصلت فنظرنا إلى بعض أنا وعبير وهادي نظرات تحمل أسئلة كثيرة كيف حدث هذا ومن أتى بالظرف هذا إلى هنا قالت أخت هدى هيا بنا لا يوجد وقت هدى بتموت قلت لهم هيا فانطلقنا وضربات قلبي أسرع من خطواتنا وبينما نحن في طريقنا إلى بيت هدى وجدنا شاب يبدو عليه القوة لكن يبدو أنه مغيب العقل يهمهم بكلمات لم يكن يفهمها أحد مننا فقالت أخت هدى لا عليكم هذا ابن عمي الذي كان السبب في التفرقة بينك وبين هدى لم أكن أتخيل أن أراه في هذه الصورة لكن لهفتي على هدى لم تطرح في زهني أي أسئلةحتى وصلنا إلى بيت هدى طرقنا الباب سمعت صوت هدى تنادي عليا دخلنا أنا وعبير وهادي فوجدنا أبو هدى كأنه يسكن الهم أو يسكنه الهم الغريب أنه لم يعقب على مجيءي وقام وادخلنا إلى الغرفة التي بها هدى فكانت المفاجأة وجدنا هدى كأنها عروسة في ليلة عرسها تلبس فستانة أبيض جميل لكنها جالسة على كرسي متحرك ولا ترى. كيف لبست هدى هذا الفستان وكيف ظبطت مكياجها في الفترة القصيرة التي أتينا فيها من بيتي إلى بيتها رغم الحالة التي رأيت عليها هدى لم يقل حبي لها ابدا فجريت عليها ولا أبالي نظرات من حولنا وارتميت في حضنها وزرفت دموع الفرحة الغامرة في قلبينا قلت لها وحشتيني يا أغلا عليا من نفسي قالت وأنت وحشتني كنت أعلم أنك ستعود لي هيا خذني من هنا أنا منذ أن تركتني وأنا على هذه الحالة لا أطيق العيش بدونك فنظرت إلى أبيها ولم أتكلم قال لي وعيونه مليءة بدموع أنا آسف لأني مشيت وراء كلام الكاذب ابن أخي وقد نال جزاءه حقا لقد كنت نسيت أني رأيته ونحن في طريقنا فرحتي بهدى أنستني ما رأيت بل أنستني كل شيء جلست بجوار هدى وعرفتها بعبير وهادي وحكيت لها كل ما دار بيننا في السنوات التي مضت أما هدى فلا يتحرك فيها شيء إلا لسانها ويديها قلت لها سأعوضكي عما فات يا حبيبتي قالت لقد عوضني الله لأني رأيتك مرة أخرى فقال هادي لأبو هدى ما الذي سيتم الآن يا عماه قال له أبو هدى حالا سآتي بالمأزون ليكتب كتابهما قلت له لا قبل أن أثبت لك أني بريء مما اتهمتوني به قال أنا متأكد قلت لكن أريد ابن أخيك يحضر هنا وتنكشف أمامك الخديعة قال لا عليك فإنه جن جنونه مما حدث سأحكي لك ما حدث. بعد أن خرجت من البلد وحددنا يوم عرس هدى على ابن عمها في يوم الفرح حدث لهدى ما تراه الآن لا تتحرك ولا ترى ولم تكن تتكلم أيضا فلما اعلمناه بما حدث لهدى وطلبنا تأجيل الفرح لم يصدق ما قلناه وجاء لهدى بنفسه طار عقله عندما رآها في هذه الحالة قلت له لعل الله يشفيها لم نترك طبيبا إلا وجئنا به إلى هدى فلم يجد ابن أخي فائدة ومن يومها هو على هذه الحالة وتسوء يوما بعد يوم أما عن هدى فلم تتكلم إلا عندما رأتك أمامها لعلك تكون سببا في شفاءها. قلت له يا عماه سأقول لك شيء بصيطا يثبت أن ما حدث كان حيلة ومدبرة قال لي تفضل قلت له الم ترى يوم أن دخلتوا عليا أن ابن أخيك انطلق إلى الغرفة التي فيها هدى مع أنه لم يبدأ بأي غرفة قبلها قال لي عندك حق ولو فكرت أنا في هذا الأمر لما حدث ما حدث قلت له الآن أرسل للمأزون فرحت هدى وتخيلت من شدة فرحتها أنها ستقوم من على الكرسي لكن يبدو أن هذا لم يكن مجرد تخيل فبعد أن خرج أبوها من البيت ليأتي بالمأزون طلبت هدى من أختها أن تخرج وتغلق الباب علينا أنا وعبير وهادي وكانت المفاجأة أن هدى قامت واتجهت ناحية عبير وقبلتها وأخذتها في حضنها ووسلمت على هادي وحضنتني وقبلتني قبلة لم أشعر بحنية أكثر من هذه لم نستطع أن نتكلم من وهل المفاجئة كيف قامت واتجهت ناحيتنا وهي لا تتحرك ولا ترى قالت لا تتفاجءوا سأقص عليكم ما حدث لكن لا أريد أن يعرف أحد حتى ننتهي من كتب الكتاب لأن أبي لو عرف أني لم أكن مريضة ولم يحدث لي شيء لتغير تفكيره ناحيتنا ولو متنا لم نكن لبعض قالت عبير كيف يا هدى مرت عليكي كل هذه السنين وأنتي لا تتحركين ولا تتكلمين قالت هدى حبي لحبيبي هو الذي كان يهون عليا كل شيء وكان خياله لا يغيب عني ابدا قال لها هادي وماذا جاء بالظرف الذي وجدناه في البيت وماذا أتى بأختكي في هذا الوقت وكيف عرفتم أنه يوجد أحد في البيت قالت هدى وهي تنظر لي بابتسامة عريضة أنا التي كتبت هذا الكلام من يومين لأني حلمت في المنام أن حبيبي سيرجع قريبا قلت لها وأختكي كيف أتت في هذا الوقت قالت هدى في الليلة الماضية نمت فلما استيقظت شعرت بوجودك قريب مني فطلبت من اختي أن تذهب لك في بيتك أما عن بن عمي الذي جن جنونه وطار عقله فمكثت عنده شهرا وأنا السبب فيما حدث له لأنه كان إذا اقترب مني تشنجت وتعصبت حتى يبتعد عني وكنت أجعله يراني اتحرك واجعله يسمعني اتكلم كأنه يخيل له فمن يومها وهو على تلك الحالة وحالته تسوء يوما بعد يوم فسمعنا خطوات أقدام تقترب من الغرفة وطرق باب الغرفة فعادت هدى كما كانت كأنها لم تتحرك من قبل فتحت عبير الباب إذا هو المأزون وكتبوا كتابي على هدى وأقاموا لنا ليلة عرس لكني صممت أن تكون ليلة عرسي على هدى في الحارة التي قضيت فيها أجمل أيام حياتي مع عبير وهادي كانت المفاجئة عندما قابلنا ابن عم هدى ونحن في طريقنا للخروج من البلد وألقت هدى بالكرسي المتحرك رآها ابن عمها فمات صريعا من ما رأى فذهبنا إلى حارتنا عشنا أنا وعبير وهدى وهادي شهور حتى حان موعد ذهابنا إلى بلد هادي كان هادي قلقا جدا من ما نحن قادمون عليه لكن أنا وعبير وهدى طمأنناه بأنه إن شاء الله خير خرجنا من الحارة ونحن كلنا أمل في الله كبير وخطتنا تبدأ أن هادي يتنكر لكيلا يعرفه أحد أما نحن فغرباء نزلنا في هذا المكان وهذه هدى زوجتي وأن عبير هي زوجة هادي اتفقنا على هذه البداية ودخلنا البلد التي كان يسكنها هادي فهي قرية كبيرة يحكمها عمدة قال لنا هادي أنه كريم جدا على ضيوفه ذهبنا لعمدة هذه القرية قلنا له نحن غرباء ضلت بنا الطرق وليس لنا مكان نعيش فيه هل تكرمنا عندك قال العمدة تشرفوني طبعا نحن في هذه القرية مسلميها ومسيحيها نرحب بكم جهز لنا العمدة بيتا نسكن فيه وكانت الصدفة أن هذا البيت هو بيت هادي الذي كان يسكن فيه قبل أن يغادر هذه القرية نمنا أول ليلة في هذه القرية وجاء وقت الفجر أيقظنا هادي للصلاة ونحن في طريقنا للمسجد رأينا رجلا سألناه عن مكان المسجد أخذنا معه إلى مسجد بعيد جدا عن البلد صلينا فيه الفجر وعدنا بعد أن رجعنا إلى البيت قال لي هادي هل تعرف من هذا الرجل قلت لا طبعا قال هذا أخو المرأة التي كنت متزوج بها قلت ولماذا ذهب بنا إلى مسجد خارج البلدة قال هادي لكيلا يعرف أحد من البلد أنه يصلي صلاتنا وخاصتا أنه لم يكن يعرفنا قلت له يا هادي لابد أن نبدأ من هنا قال لي كيف قلت ندعو للإسلام في هذه المجموعة المسيحية التي تسكن هذه البلدة وسيبدأ معنا هذا الذي قابلنا وصلى معنا الفجر ظل هادي يحذرني من خطورة ما قلت لكن أنا طمأنته وشاركاني عبير وهدى في هذه الفكرة وافق هادي بعد إقناع وفعلا ذهبنا إلى بيت هذا الرجل والغريب أننا لما ذهبنا إلى بيته وجدنا عليها صورة صليب لما رآنا تفاجئ قلنا له لا تخف نحن نريدك في أمر هام ويتعلق بالدين الأسلامي أدخلنا إلى بيته وجلسنا في غرفة أنا وهادي وهذا الرجل قلت له أعرفك بنا هذا هادي الذي كان متزوجا بأختك وأسلم وترك البلد خوفا من أن تقتلوه وأنا صديقه واخوه تفاجء الرجل بما نقول وقال ما الأمر شرحنا له كل ما حدث وما نوينا على أن نفعله في هذه البلدة فسألته لماذا تكتم إسلامك وأنت ذو قوة في أهلك قال لم ولن تمنعهم القوة من قتلي لو عرفوا إسلامي قلت له هل أنت معنا فيما سنفعل قال على البركة فقرأنا الفاتحة على هذا الكلام فخرجنا من بيته وبيننا عهد ظللنا نحن الثلاثة ندعو للإسلام وشارك معنا هدى وعبير لدعوة النساء شهور حتى وصل الخبر لكبير الكهنة في كنيسة البلدة ولا ندري كيف عرفوا أن هذا الذي جاء البلد هو هادي الذي كان السبب في إسلام كثير من المسيحيين هنا فدبروا لهادي خطة تم فيها اختطافه وعرفنا من مصادر داخل الكنيسة أن هادي محتجز بداخلها فسرعان ما ذهبت أنا ومن كان يساعدنا في أن ندعو للإسلام لعمدة البلد وقصصت عليه الأمر فقرر أن نجمع جميع المسلمين ونذهب لنخرج هادي من المكان المحتجز فيه قامت في البلد ثورة كبيرة لإخراج هادي من الكنيسة ودخل أهل البلد إلى الكنيسة واخرجوا هادي من موت مأكد وكانت المفاجئة أن قرروا أن يقلبوا هذه الكنيسة مسجد وقضى أهل البلد على كل من كان في الكنيسة واعلن من كان يكتم أسلامه أنه مسلم وسادت الفرحة في هذه البلد وأحب أهلها هادي جدا وكانوا يجعلوه أماما في صلاتهم وصل حب أهل هذه البلد لهادي لدرجة أنه عندما جاء يوم عودتنا لحارتنا بكى كثير منهم وفي هذا اليوم ساد الحزن البلد كلها لكن وعدناهم بالعودة مرة أخرى سلمنا على الجميع واقاموا لنا احتفالا وقالوا لنا نحن في انتظاركم انطلقنا إلى حارتنا التي اشتقنا لها كثيرا ومكثنا فيها شهورا حتى قررنا الذهاب إلى بلد عبير التي طالما انتظرت هذا اليوم لأنها اشتاقت لأخوها كثيرا وعندما عزمنا أنا وهادي وعبير وهدى لكي نذهب إلى بلد عبير شعرنا أن قلبها يخطو قبل قدميها وخاصتا لأن العشر سنوات التي اتفقت عليها مع أخوها تقريبا انتهت قال لها هادي لا تقلقي سيكون أخوكي قد بلغ سن لابئس به يستطيع أن يدافع عنكي ويحميكي غير أننا معكي يا عبير شعرت في وجه عبير بفرحة يحاول الحزن أن يداريها لكن لا اعلم ما سبب حزنها لعلها تخاف من بطش زوج أمها عندما يعلم بمجيءها وماذا سيفعل مع أخوها عندما يعلم أنه هو السبب في خروجها من البلدة منذ أكثر من عشر سنوات انطلقنا إلى بلد عبير ونحن في الطريق شعرت بفرحة غامرة في وجه هادي سألته بنظرات حائرة إن كانت فرحة عبير لها سبب لكن ما سبب فرحتك أنت شعرت بأنه سيجيبني لكن كانت هدى وعبير معنا لعل هذا هو الذي منعه من الكلام. وصلنا إلى بلد عبير وكانت خطتنا تبدأ في أن أذهب أنا أو هادي ونبحث عن بيت أخو عبير ويظل الباقي خارج البلد في فندق حتى يعود الذي ذهب بالخبر وفعلا قررت أن أذهب أنا وآتيهم بالأخبار ويظل عبير وهدى وهادي حتى اعود لهم واتفقنا لو تأخرت ثلاث أيام يأتوني ليعرفوا ما الأمر وصفت لي عبير الطريق بالتفصيل شعرت من وصفها أنها لم تكن غادرت بلدها ابدا وشعرت أني كنت فيها من دقة وصفها. انطلقت إلى بلد عبير وفي عيوني شوق لهدى وفي عيون هدى قلقا عليا طمأنتها عبير وقالت لها لا تقلقي إن شاء الله خير



المصدر: بقلم حنفي محمود
7milliondisable

فريق عمل الموقع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 319 مشاهدة

جمعية7مليون معاق

7milliondisable
جمعية7مليون معاق مشهرة برقم3809 ـ بتاريخ 5/1/2011 ـ وهي جمعية للاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها:(الحركية-البصرية-الذهنية-السمعية ) »

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

208,186