تدور هذه القصة في حارة صغيرة جدا فيها ثلاث منازل صغار يسكن كلا منها شخص جمعت بينهم الظروف والاحوال ومشاكل الدنيا التي طالما حاولوا أن يقاوموها كلا واحد منهم على حدا ولكن لم يستطيعوا حلها إلا عندما تجمعوا مع بعض فوراء كل شخص من هؤلاء الثلاث حكاية وتبدأ معرفتي بهم عندما جاءت وسكنت في تلك الحارة وكنت أنا الشخص الذي سكن المنزل الثالث أي أنه لا يوجد لأحد مكان بيننا. كان اليوم الذي جئت فيه شديد البرودة ورغم هذه البرودة وجدت هؤلاء الأشخاص جالسين مع بعض في شارع هذه الحارة يحكي كل منهم قصته وكيف أتى إلى هذه الحارة وكنت أنا آخر من جلس معهم إلا انني أحببتهم من أول وهلة ومن الغريب أني أنا أول من حكى قصته وكيف جئت إلى هذه الحارة على حين غفلة وفي هذا الجو البارد. وبدأت أحكي قصتي أنا حينما كنت طفلا وكان لي أخ وثلاث بنات كنا نعيش في أسرة متوسطة الحال ورغم هذا لم نكن نحتاج لأحد والحمد لله ولم يكن أبي يفرق في التعامل بيننا وبين أحد ولا أمي أيضا وكان أخواتي البنات يحبونني جدا أنا وأخي ولم أشعر ابدا بالفرق بيني وبين أخي ولا بيني وبين أخوتي البنات لكن قد تحدث أشياء أشعر فيها ان هناك فرق بيني وبين أخوتي إلا أنها لا تكون مقصودة بالمرة فمثلا كنا في يوم من الأيام أنا وأخي نلعب في بيتنا لأن أبي طلب مننا ألا نخرج إلى الشارع فكسرنا المرآه فجرت أمي خلفنا لتضربنا لأنها غضبت مما فعلنا فجرينا أنا وأخي لكن أنا وقعت على عتبة الباب فمسكت بي أمي وضربتني أخرجت كل غضبها في أنا فظللت أبكي وأبكي وأقول لها. أن أخي كان معي لماذا لم تضربيه كما ضربتيني؟ لماذا تضربينني أنا فقط؟ فقالت أمي بعد أن هدأت وضمتني إلى صدرها. معلهش يا حبيبي لما يرجع هضربه وأموته من الضرب. كانت أمي تقول لي تلك الكلمات لتهدأني كي لا أبكي ولا أحس بالفرق بيني وبين أخي لأنها ضربتني أنا فقط رغم أن أخي كان معي. ولما يعد أخي في آخر النهار كانت أمي تنسى ما فعلنا فلم تضربه فمر عليا هاذا الموقف وأثر فيا لكن ليست بالدرجة التي تجعلني أكره أخي فنسيت الموقف . لكن في مرة أخرى حدث موقف آخر كان هو السبب في عقدتي التي جعلتني لم استطع أن أنسى هذا الموقف بل جعلني أتذكر الموقف الماضي. فذات يوم كنا أنا وأخي في صباح يوم أرسلتنا أمي لشراء بعض المستلزمات للبيت واعطتني أنا الثمن المطلوب لشراء هذه المستلزمات لكنها صقطت مني في الشارع ورجعنا لأمي دون أن نشتري شيء فغضبت أمي وعاقبتني لكن لم تعاقب أخي ولم يأثر هذا في نفسي لكن ما أثر فيا هو أن أخي تكرر معه هذا الموقف عندما كان ذاهبا إلى السوق واشترا زيت وبصل ولبن لكن عاد إلى البيت بالبصل والزيت فقط وانسكب منه اللبن في الطريق ولم تتصرف معه أمي أي تصرف لا لأنها تفرق بيننا لكن لأن أخي كان مريضا في هذا الوقت ولم أفهم أنا هذا الوضع لكن ما ركز في نفسي أن أمي تفرق بيننا في المعاملةبعد هذه المواقف لم اعد أثق في أحد وكلما قال لي أحد شيء لم أصدقه ابدا سواء من بيتنا أو من أصدقاءي في المدرسة. كبرت في هذه الأسرة الصغيرة حتى وصل سني السادس والعشرين وأحببت فتاة اسمها هدى وهي أول شخصية أثق فيها منذ الصغر وكانت هدى جميلة جدا وكان لهاابن عم يحبها لكنها لم تحبه. كان هذا الشاب قاسيا جدا وسليط اللسان وكان ذكيا جدا يعرف كيف يحتال الحيل ليوقع بها من يقف أمامه حتى أنا وهدى لم نسلم من حيله التي كانت السبب في أن اترك المكان الذي كنت فيه وآتي لهذه الحارة . نرجع إلى حكايتي مع هدى فقد كانت تحبني جدا فتقابلني في أي وقت وفي أي مكان فيها تثق في وأنا وثقت فيها فكنت أئتمنها على أسراري. كان بن عم هدى يحبها ولا يستطع الاستغناء عنها خاصتا أنها كانت تصده والغريب أنها قالت له بأنها تحبني لكي يبتعد عنها ويا ليتها ما قالت له لأننا كما نقول بالعامية حطني في دماغه حدثت لي مشاكل كثيرة في شغلي عرفت مأخرا أنه كان السبب فيها لكن كنت لا أبالي فكانت هدى تخفف عني ما أنا فيه وصل حبي لهدى لدرجة أني لم استطع الاستغناء عنها ابدا وفكرت في الارتباط بها وفعلا تقدمت لخطبتها لكن بن عمها لم يتركني في حالي حيث كان لا يبالي بما سيفعل المهم أن يفرق بيننا ولما جاءه الخبر أني تقدمت لخطبت هدى شاط غضبا واقسم ألا يتم هذا الارتباط فعلا مع الأسف لم يتم ولو تم لما جئت إلى هذه الحارة فقبل خطوبتنا بيوم كنا في وقت متخر وقابلت هدى في شارع بجوار بيتنا وابن عمها يراقبها وبعد أن انتهى لقاءي بهدى وكان جميلا جدا لا أستطيع أن أصف لكم مدى حنية هدى عليا ومدى ثقتها في لدرجة أنها تقابلني في هذا الوقت المتأخر من الليل سلمت على هدى قبل أن امشي التفتت وراءها فوجدت بن عمها ارتبكت هدى جدا خاصتا أنها تعرف بطشه وحيله الدنيءة فضربها على وجهها وقال لها ماذا جاء بكي في هذا الوقت المتأخر هنا أما أنا فالتفتت متوجها إلى بيتي فاستوقفوني ثلاث أشخاص من اعوان بن عم هدى عطلوني عن الذهاب لبيتي في هاذا الوقت كانت هدى وابن عمها في الشارع الذي كنا فيه وظل يضربها إلى أن غابت عن الوعي فشالها ودخل بها بيتي وضعها في سريري وذهب إلى ابوها وقال له انظر ابنتك التي رفضت الزواج مني هي الآن في سرير خطيبها فانطلقوا إلى بيتي وكان أعوان ابن عم هدى قد عطلوني لدرجة أن أبو هدى وابن عمها وصلوا بعد ما دخلت بيتي بثواني قليلة جدا ولم يروني أنا وداخل البيت فدق الباب وفتحت الباب وجدت أبو هدى وابن عمها وارتبكت كثيرا خاصت أن اعوان ابن عمها جردوني من ملابسي إلا قليلا لا يسمح لي بأن يراني أحد تفاجءت بهم عندما فتحت الباب وقالوا لي أين هدى قلت لهم ماذا تقولون فلم يردو عليا ودخلوا إلى البيت وانطلقوا إلى غرفتي فوجدوا هدى قد فاقت على سريري وهي تبكي وانطلقت خلفهم ارى ما الأمر فلم تكن مفاجءتي بهدى تقل عن مفاجءت أبيها خاصتا أنه لم يكن يصدق الخبر إلا عندما رآها أمامه فشاط غضبا مما رأى وهم ليقضي علينا إلا أن ابن اخوه حال بينه وبيننا وهداه وهدى ما تزال تبكي من وهل الصدمة والمفاجأة فبعد أن هدءوا اقترح هاذا الذي احتال الحيلة وبالفعل نجح فيها أن اخرج من البلد واترك هدى في حالها ويتزوجها هو لأنه لو عرف أحد من البلد شيءا عن ما حدث لم تتزوج هدى ابدا ومع الأسف لم يترك لنا أي اختيار لأنه كان بالذكاء الذي يجعلنا أنا وهدى لم يكن أمامنا أي اختيار فتركت البلد حبا في هدى وخوفا على سمعتها وجءت إلى هذه الحارة كي أرمي بهمومي ومشاكلي وصط هؤلاء الاصدقاء. بعد أن انتهيت من حكايتي وجدتهم ينظرون إلي كانهم يحضنوني بأعينهم فعلا شعرت بأن هؤلاء الأشخاص هم الذين كنت أبحث عنهم وحقا وثقت فيهم وأحببتهم جدا وعرفت أنه يوجد في الدنيا من يستحق أن تثق به. وهم أيضا أحبوني فهم يحبون بعضهم جدا ولا يفرقون بين بعضهم البعض في الحب والاهتمام إلا أني وجدت فيهم شخصية تحوز اهتمام الجميع ومحبتهم حتى أنا احببتها جدا وكلما رأيتها تضحك كنت أضحك حتى لو الحزن يملأ قلبي وكنت أحزن لو رأيتها حزينة حتى لو كانت الفرحة تملأ قلبي هذه الشخصية كانت بنت في سن الثلاثين من عمرها لكن في شكلها فتاة عمرها عشرين جميلة جدا ومرحة ومحبوبة من الجميع طيبة جدا وهي أول شخصية جاءت تلك الحارة اسمها عبير فبدأت تحكي قصتها منذ طفولتها وقالت أن قصتها تبدأ في سن الثامنى من عمرها منذ وفاة أبيها حيث كان هو كل حياتها وبعد وفاته بشهور تزوجت أمها رجلا آخر طيبا ويحبها جدا وأم عبير بالنسبة لهذا الرجل هي الزوجة الرابعة أما عن الثلاثة الاتي تزوجهن زوج أم عبير لا ينجبون إلا بناتا لأجل هاذا تزوج هاذا الرجل أم عبير وفعلا انجبت له الولد الذي كان يتمناه عاشت عبير هذه الفترة من أجمل الفترات التي عاشتها في حياتها حيث كان زوج أمها يهتم بها هي وأخيها الصغير لأنه الولد الذي طالما كان يحلم به وأم هذه البنت هي التي انجبت له هذا الولد فلا بد أن يكرم هذه البنت كلما كبر الولد اكثر كان زوج أم عبير يهتم بهم أكثر لدرجة أنه لم يعد يذهب لزوجاته الثلاثة لاجل هذا الولد وصل عمر هذا الوليد ثلاث سنوات وعبير في سن الحادية عشر قالت أم عبير لزوجها أنها تشعر بآلام حمل جديد فطار هاذا الرجل فرحا بها وقال اللهم اكرمني بولد آخر كانت أم عبير في شهرها الرابع ومرت الخمس أشهر التي انتظر فيها هذا الرجل الولد الثاني وفي يوم الولادة دخلت المستشفى ووضعت ولدا طار الرجل من الفرحة لدرجة أنه طلق زوجاته الثلاثة اللاتي كانوا ينجبون بناتا فقط وبعد الولادة وضعوا الوليد في الحضانة لأن جسمه كان ضعيف جدا ومحتمل وفاته وفعلا توفى الوليد بعد خمسة أيام من ولادته حزنت عبير على وفاة هذا الطفل كما حزنت أمها ومن شدة حزن أم عبير جاءتها حمى النفاس فماتت قبل الخروج من المستشفى رجع هذا الرجل بعبير واخوها إلى البيت كانت عبير أكبر من سنها بكثير تحمل المسؤولية حقا ربت أخوها تربية صالحة ومرت الأيام حتى وصل سن عبير ثلاث وعشرين سنة واخوها في سن الخامسة عشر مرت على عبير بعد هذا سنتين من أسود أيام حياتها تبدأ عندما تزوج زوج أمها بزوجة قاسية الطباع تعامل عبير معاملة سيئة جدا لكن أدب عبير لا يسمح لها أن ترد المعاملة بالمثل ولا أخيها لأنها فعلا نعم البنت المهذبة وربت أخوها تربية صالحة وهذه الزوجة تتعامل مع عبير كأنها خادمة عندها وتتعامل مع اخيها كأنه خادم مثل عبير وكلما اشتكوا لزوجها قال لهم والله الي شايف مكان تاني يروح يعيش فيه ظلت عبير على هذا الوضع سنتين إلا أن جاء اليوم الذي كان بالنسبة لعبير يوما حاسما عندما جاءها زوج أمها وقال لها جاءكي عريس يا عبير والعريس أخو زوجته التي تعامل عبير معاملة سيئة فكيف تتزوج من اخوها الذي كان طول الليل في الخمارات وطول النهار نائما رفضت عبير لكن زوج أمها غضب منها وضربها وقال لها لمتى هفضل أأكلك انتي واخوكي كفاية الهموم ألي أنا فيها انتي هتتزوجي غصب عنكي رأى أخو عبير هذا الموقف ورأى اخته تبكي كلما دخل عليها قال لها مالكي يا اختاه تخبي دموعها وتقول له مفيش يا حبيبي أنت ما زلت صغير لن تفهم الأمر قال لها لا أنا لست صغيرا وسأذهب لابي واقول له أن هذه الزيجة لن تتم وابي يحبني كثيرا أنا ولده الوحيد فعلا ذهب الولد لابيه وقال له لا بد ألا تتم هذه الزيجة اختي عبير لم ولن تكن موافقة قال له ابوه انت ما زلت صغير لا تدخل نفسك في هذه الأمور قرر أخو عبير بينه وبين نفسه ألا تتم هذه الزيجة بينما قررت عبير الاستسلام والموافقة