بقلم الدكتور الفيلسوف ............... / محمد الحسيني رمضان..
يا تقنعني يا أقنعك"؟! كيف؟
.......................................
كنت أود ان استكمل حديثا بدأت جزءه الأول ، لكن مفارقة موضوعية رأيت خلالها ان أرجئ الحديث ،.............
فعندما يكتب الكاتب في الأمور السياسية فهو لا بد وان يستدعي بعضا من صفحات التاريخ الإستيضاحية ليقدم للقارئ معلومة لها جانب من التوثيق يجعلها في الفكر وفي الرؤية العامة معتبرة سواء كانت هي آثرا في الواقعة اوالوقائع او ان تكون هي ذات تأثير في الواقعة او الوقائع ...
واستدلالا على ما نقول ، فلدينا مثلا حالة قناة السويس ، فبداية هي فكرة - وكمبدأ عام الأفكار لا وطن لها ايا كان مصدرها - ثم سواء اقترحها مصري او اجنبي فهي في الحال والمأل تؤول إلي مصر حتي وان كان للغير بعض حق استئثار زمني فهي عائدة لمالكيها الحقيقيين ولمنشئيها الفعليين وهم المصريون ..
ومن ثم فعند تأميمها تقف مقولة واحدة لا ثاني لها ، مضمونها انها بالتأميم قد عادت أوأعيدت لأصحابها الحقيقيين ، وان بقي بعض زمن من حق الإستغلال فقد تقرر بقانون تأميمها تعويض المستحقين بشكل قانوني...
وبالتالي فيسقط كل حق للغير مرتبط بها ماديا او غيره باستثناء حق الإستعمال الحر والذي حققته اتفاقية القسطنطينية عام 1881، وهو ما قد جري علاجه في قرار تأميمها ، وتبقي من بعد أية مناقشة حول بقائها تحت يد ريطانيا أو فرنسا هي ضرب ليس فقط من الجدل العقيم ، بل وربما يكون ذك نوع من الجهل الموضوعي ، والذي ربما يتزايد الي حد التقعر بالجهل ويوضع تحت عنوان غير واعي يقول" يا تقنعني يا أقنعك"فبأي شئ أقنعك او تقنعني ، فالأمر واضح جلي فالقانون والمنطق القانوني في العلاقات الدولية حاكمان ، وليس بعدهما أو حتي قبلهما غيرعنصرالقوة المفرطة او القوةالجاهلة الغاشمة التي لا حساب لديها للقانون ولا للمنطق القانوني في العلاقات الدولية ...
لكن تبقي قاعدة فوضوية وعناد وجهل عام تحت عنوان " يا تقنعني يا أقنعك".
صحيح هي قاعدة موضوعية وجادة"يا تقنعني يا أقنعك" ؛ لكنها قاعدة تستمد قيمتيها الموضوعية والنوعية عبر إلمام –ليكن شبه تام- ولو حتي يجري استكماله عبرالحوار لنستدرك على الحالة صحيح فهمها وافهامها للغير ، وليس ان نزج بمقولات عاطفية أو انفعالية تسقط بنا ونسقط بها في وهدة يبقي الخروج منها صعبا إن لم يكن مستحيلا ، ...
كما أننا من نواحي متعددة نورث أجيالنا الحالية والمستقبلية نمطا من الحوار أو النقاش المعيب ، في حين أننا يجب أن نعلمهم وأن نورثهم ما يكون سليما وصحيحا موضوعيا ونوعيا .....
فعندما نكتب فنحن نُعلم ونتعلم ، فلااحد يكبر ولا يتكبر على العلم ولا على أن يتعلم ، ويصح هذا بأن يكون علمنا وتعليمنا باستكمال متبادل بين كل التيارات الثقافية التي تشغل ساحاتنا الثقافية والسياسية على كل المستويات....
ولا يصح أن نستولد التحدي بيننا على الجهل ولا أن نسوق هذا التحدي لنكون بسببه "فرجة" أو "مسخرة" يتسلي العالم بها وبنا........
................................
محمد الحسيني رمضان..
............................