أيـهـا السـاهـر تغفو
تذكـر العهـد وتصـحـو
وإذا مـا الـتـأم جــرح
جــدّ بالتـذكـار جــرح
فتعـلّـم كـيـف تنـسـى
وتعـلّـم كـيـف تمـحـو
لست ادري لماذا تلاحقني هذه الكلمات الرائعات من اغنية ام كلثوم الأطلال ،منذ يوم امس كلما صمتُ ( سكت ) سكتتي المعتاد عليها عندما يعتريني وجع عضوي ، او جهد نفسي او ما بينهما من كمد هذه الدنيا ومعناة ايامها ولياليها
لست معتاداً ومنذ ازيد من نصف قرن من الزمان أن تغيب عني قرينتي رفيقة عمري ، في زيارة لبيت من بيوتات ابنائي بمثل هذه المدة التي تقارب الأسبوع لغير سبب من تعب او نصب او هجر او ملل لا سمح الله ، تمثلاً لقول الشاعر ( إذا كان هجركموا دلالاً .... فأما ملالاً فلا نفع .
سيكيولوجية الزواج في هذا المجتمع الشرقي الذي تجوز تسميته بالتأبيد الطوعي وقع تحته جيلنا عن قناعة ورضى ، يوم كان الزواج وما يتلوه من انصهار في الحياة الزوجية وما يتبع هذا الإنصهار من عقابيل الإنجاب المتواتر والإنصهار المتكرر في بوتقة الأبوة والأمومة وتحمل اوزار وتبعات مسؤلية انشاء اسرة كان الوالدين دائماً هم اعمدتها ونبراسها في كل مراحل نشأتها ورعايتها وتحصينها من التفسخ والتشرذم والضياع .
وكنت ......ام مجدي وانا وما زالت وزلنا ومنذ ازيد من خمسين عاماً نعتز بكون سعادة ونجاح اولادنا امتداداً لشعورنا بالنجاح والسعادة ، شأننا في هذا كشأن كل الأسر الشرقيه التي تقدس الروابط الأسرية وتعظم من شأنها ، مع الفارق الكبير بين كلف الوالدة بقضايا ابنائها كأم من جه وبين كلف الوالد كأب من جهة اخرى ، فبينما تحرص الوالدة على مشاركة اولادها بكل همومهم حتى الصغيرة الحساسة منها ، تجد الوالد يترفع عن هذه الصغائر لقناعاته ان الولد شب عن الطوق واصبح اباً مثل والده يتحمل وزر ومسؤلية اسرته بإقتدار ونجاح . وكأن حب الوالدا سبحان الله يكمن في القلوب بينما حب الأباء يكمن في العقول . ولهذا تركتني ام مجدي لأول مرة في تاريخ عمر زواجنا الذي يقاريب على الألف عام وذهبت لوحدها في زيارة لواحد من احب اولادنا الى قلوبنا من غير مرافقتي وذلك لإنشغالي في قشور هذه الدنيا الفانية يوم قررت ان اكبر بناء بيتي لغير سبب الا لجلب المتاعب ومعناة مناكفة عمال البناء اعطاهم الله العافية اكثر من ما مشت الدجاجة حافيه .
قد يتهجم علىيّ احد اصدقائي الظرفاء بعدما اتمم هذه المقاله وانشرها بعمدية اتهامي بالشوق ، وبأني اكتب هذا كفشة غل لأن ام الأولاد تعمدت مجافاتي طيلة الأسبوع على غير عادتها ..... نعم صحيح ... ما اشقانا يا إخوتي نحن الأزواج الكرتونية الشرقيون عندما نتعود على التعايش مع زوجاتنا ، يصبحن كظلنا ، حيث نسمح لهن ّ أن يحسبن ويدققن في انفاسنا ، ويجاورن حركاتنا وسكناتنا ، ونحن نهش خلفهن كالأغنام والقطيع . وفي الختام احسب ان اصدقائي الذين سوف يجدوها فرصة للتعليق والمناكفه ......لعلموا قبل التهجم والسلبطة عليّ .....اني منذ اسبوع لم اهاتفها ولم تهاتفني .... اليست هذه شجاعة ومن منكم يشابهني بهذه الشجاعة ؟ اجيبوني !!!!!! هههههههه :

محمد عوض الطعامنه

عمان الأردن

في ٩/آب /٢٠١٥م

samaty

مجلة ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ ... رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ...... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2015 بواسطة samaty

مجلة. ۞ أكَََـاديمـيـــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞

samaty
مجله ۞ أكَََـاديمـيــة المـلـاذ الـأدبـيـــه ۞ رئيس التحرير أ/ خوله ياسين ... رئيس مجلس الإداره أ/ ياسر السمطي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

88,642