في بداية التسعينيات من القرن الماضي، تواجدت إدارة المعرفة كمادة علمية، وبلغت النضوج الكامل مع بدايات القرن الحالي، وقد تم تحديد مجموعة من المبادئ والممارسات والأدوات استخدمت من قبل المنظمات.
يتوقف نجاح تطبيق إدارة المعرفة على مجموعة من المقومات، فلا يوجد تصنيف محدد لهذه المقومات ولكن يمكن تعريفها بأنها: ( بيئة داعمة من الأدوات والتقنيات لتفعيل نقل وتبادل المعرفة)، وفيما يلي بعض التصنيفات لمقومات إدارة المعرفة لمجموعة من الأدباء:
- آرثر أندرسون Arthur Anderson و: APQC ( 1996) الثقافة التنظيمية، تكنولوجيا المعلومات، الإستراتيجية، عمليات إدارة المعرفة، تقييم المعرفة والقيادة.
- آرثر دي ليتيل Arthur D. Little: (1998) الثقافة التنظيمية، تكنولوجيا المعلومات، الإستراتيجية، عمليات إدارة المعرفة، المحتوى المعرفي.
- ديلفي: Delphi (1998) الثقافة التنظيمية، تكنولوجيا المعلومات، الإستراتيجية، عمليات إدارة المعرفة.
- آرنست ويونغ Ernst & Young: (1998) الثقافة التنظيمية، تكنولوجيا المعلومات، الإستراتيجية، عمليات إدارة المعرفة، المحتوى المعرفي.
- بان واسكربروغ: Pan and Scarbrough (1998) الثقافة، الإستراتيجية، القيادة، التكنولوجيا، مؤسسة التعلم، القياس والأداء، روح المبادرة المعرفية.
من التصنيفات السابقة، يتبين لنا أن هناك أربعة مقومات تتمحور حولها الآراء المختلفة، وفي إيجاز نقوم بشرح كل من هذه المقومات:
• الثقافة المؤسسية:
ترتبط هذه الثقافة بالقيم والأعراف والعادات الإجتماعية والمعتقدات التنظيمية التي تحكم طريقة عمل الأفراد والسلوك في المؤسسة. فيجب على المؤسسات البدء بتنمية ثقافة داعمة لإدارة المعرفة ترتكز على الإبتكار، وتشجع تبادل المعرفة من أجل دعم التفكير الإبداعي وخلق قيمة مضافة.
• دعم القيادة العليا:
تمهيدا لتعزيز ثقافة داعمة لإدارة المعرفة، ينبغي على القيادة أولا إتباع نظام المكافأة والحوافز من أجل تحفيز الأفراد على الإنتقال من نطاق الإكتناز المعرفي إلى عملية تبادل ونقل المعرفة، ثانيا نشر الوعي المؤسسي بأهمية خلق وتبادل المعرفة.
• تكنولوجيا المعلومات:
تلعب تكنولوجيا المعلومات دورا حيويا في تفعيل منهجيات وعمليات إدارة المعرفة، فيعتبر النمو الهائل والسريع في وسائل الإنترنت وتكنولوجيا الإنترنت حافزا هائلا لتبادل ونقل المعرفة من أجل دعم سبل التعاون والتواصل بين أعضاء المؤسسة، إذ تساعد تكنولوجيا المعلومات على إتاحة وسائل الإتصال بالمؤسسة ولكنها ليست مسؤولة عن وجوب فاعلية هذا الإتصال.
• الإستراتيجية المحددة:
تحديد إستراتيجية واضحة ومحددة واحدة من أهم المقومات الرئيسية لضمان عملية التطبيق الفعال لإدارة المعرفة. بينما يتم اقتراح كثير من الإستراتيجيات في الأدبيات لتطبيق إدارة المعرفة، ولكن تقوم كل مؤسسة باختبار إستراتيجية إدارة المعرفة المواتية لإستراتيجيتها حتى تتمكن من التنظيم والاستفادة من قدراتها ومواردها لتحقيق أهداف إدارة المعرفة.
ساحة النقاش